القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول
** موقع “واينت” العبري:
– نتنياهو أصدر تعليماته للجيش بالاستعداد لتوزيع المساعدات الإنسانية بغزة
– الجيش الإسرائيلي أبدى مخاوفه بشأن فكرة إعادة احتلال القطاع
** القناة 12:
– هاليفي عارض توزيع الجنود للمساعدات مدعيا أنه يخاطر بالقوات دون داع
– الحكم العسكري في قطاع غزة سيكلف أكثر من 10 مليارات دولار سنويا
أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تساؤلات بشأن ما إذا كان يجهز لاحتلال قطاع غزة مجددا ولعودة الحكم العسكري فيه بعد الانسحاب منه عام 2005.
ومن الإجراءات التي أثارت التساؤلات، تمسك نتنياهو ببقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، وإيعازه للجيش بالاستعداد لتوزيع المساعدات الإنسانية الدولية على الفلسطينيين في قطاع غزة.
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتولى منظمات أممية ودولية مهمة توزيع المساعدات الإنسانية في ظل تفشي المجاعة لاسيما في الشمال، جراء الحرب والحصار الإسرائيلي.
وفي الأشهر الأولى من الحرب، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مرارا أن إسرائيل لن تعيد احتلالها لقطاع غزة ولن تعيد الاستيطان إليه، ولن تقتطع أي جزء منه ولن تعيد فرض الحصار عليه.
لكن تلك التصريحات اصطدمت مع امتناع نتنياهو عن طرح خطة لليوم التالي للحرب، وإصراره على بقاء الجيش في محور فيلادلفيا، ثم إيعازه للجيش بالاستعداد لتوزيع المساعدات الإنسانية، ما يعني فعليا بقاءه في غزة.
جنرال إسرائيلي لأداء المهمة
بدوره، قال موقع “واينت” العبري، الأربعاء، إن نتنياهو أصدر تعليماته لمؤسسة الدفاع بالاستعداد لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة، بدلاً من المنظمات الدولية على الأرض”.
يذكر أن إسرائيل تحاصر القطاع منذ 18 عاما، وشددت من الحصار بعد 7 أكتوبر، فأغلقت معبر رفح في مايو/ أيار الماضي، ومنعت دخول المساعدات وأوقفت خروج المرضى والجرحى للعلاج، وقطعت إمدادات الوقود والكهرباء والماء والاتصالات.
وبشأن رد الجيش، قال الموقع إن “الجيش الإسرائيلي أبدى مخاوفه بشأن الفكرة، التي تهدف إلى كبح الضغوط الدولية ضد إسرائيل”.
وتابع الموقع الإخباري: “في الأشهر الأخيرة، درس مكتب رئيس الوزراء سلسلة من الخيارات لتحسين الوضع الإنساني في غزة، وكان أحد الحلول الممكنة تعيين جنرال يتولى مسؤولية القضية الإنسانية في غزة لتوزيع المساعدات الإنسانية”.
وبشأن تحديات تلك الخطوة، أشار الموقع إلى أن “تعيين جنرال في الجيش الإسرائيلي للإشراف على توزيع المساعدات الإنسانية في غزة يعني أن مسؤولية إسرائيل في قطاع غزة سوف تستمر، وربما تتوسع على مدى السنوات القليلة المقبلة”.
وفيما يتعلق بهوية الجنرال، قال الموقع إن “العميد إلعاد غورين سوف يكون الآن أول ضابط في الجيش الإسرائيلي يشغل هذا المنصب في غزة، والذي كان يعتبر في السابق منصباً إدارياً مدنياً”.
وأكد أن غورين “سوف يتولى القضايا التكتيكية اليومية، مثل توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإصلاح البنية التحتية المحلية التي دمرت في الحرب، والحفاظ على الاتصال بمنظمات الإغاثة الأجنبية”.
ومن المتوقع أن يقود غورين، وفق المصدر ذاته “مبادرات استراتيجية مدنية طويلة الأجل للحفاظ على شرعية إسرائيل لمواصلة القتال في غزة، دون أن تعوقها أزمة إنسانية أو مجاعة”.
وعن دور الجنرال حال أبرمت صفقة تبادل الأسرى بين تل أبيب وحركة “حماس”، قال الموقع: “إذا تم الانتهاء من صفقة الرهائن وتمكنوا من العودة إلى ديارهم، فمن المتوقع أيضاً أن يلعب الجنرال دوراً محورياً في إعادة المدنيين في غزة إلى ديارهم”.
وأردف: “من الحلول الممكنة الأخرى التي يمكن تنفيذها، عودة المنظمات الدولية لتأمين معابر الحدود بين إسرائيل وغزة، كما كان الحال حتى انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005، مع وجود قوة فلسطينية محلية قرب محور فيلادلفيا”.
هاليفي يعارض
وسبق أن قالت القناة 12 الإسرائيلية (خاصة) مساء الثلاثاء، إن قرار نتنياهو هذا، وإصراره على وجود عسكري إسرائيلي على طريق فيلادلفيا “من الممكن أن يؤدي إلى الخطة الحقيقية لإسرائيل في غزة، وهي عودة الحكم العسكري”.
وأوضحت القناة أنه “في المناقشات الأخيرة، عارض رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي توزيع الجنود المساعدات، مدعيا أنه يعرض قواتنا للخطر دون داع، وبالتالي يجب على الجيش عدم المشاركة في المساعدات، ولهذا الغرض هناك منظمات دولية”.
وتطرقت إلى تحديات إضافية، منها أن “السيطرة العسكرية على طريق فيلادلفيا تثير قضية في القانون الدولي، لأن السيطرة على الطريق هي في الواقع مسؤولية قطاع غزة، وهذا له أهمية كبيرة”.
وأضافت: “تقدر مؤسسة الدفاع أن الحكم العسكري في قطاع غزة سيكلف حوالي 40 مليار شيكل (10.7 مليارات دولار) سنويا”.
ونقلت القناة عن الجيش الإسرائيلي تعليقه: “سنتمسك بكل قرار للقيادة السياسية”.
وسبق أن أعلن نتنياهو في أكثر من مناسبة، رفضه عودة السلطة الفلسطينية لحكم غزة، أو بقاء حماس، قائلا: “لا حماستان ولا فتحستان”.
ووصلت المفاوضات غير المباشرة بين تل أبيب وحماس إلى مرحلة حرجة، جراء إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب على القطاع، وتمسكه بمحوري فيلادلفيا ونتساريم جنوب ووسط القطاع، بينما تطالب حماس بانسحاب إسرائيلي كامل من غزة وعودة النازحين دون تقييد.
وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على غزة خلّفت أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات