وسيم سيف الدين/ الأناضول
تقدم لبنان، الخميس، بشكوى ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، جراء توغلها في أراضيه مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وخرقها الخط الأزرق الفاصل بين الجانبين.
جاء ذلك وفق بيان لبعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة، نقلته وكالة أنباء البلاد الرسمية.
ومطلع أكتوبر الجاري، أعلنت إسرائيل بدء عملية برية في جنوب لبنان، وزعم مسؤولون إسرائيليون أنها لن تستغرق أكثر من أسابيع، وتهدف لإقامة منطقة أمنية عازلة، قبل أن يعلن الجيش الإسرائيلي في اليوم التالي مقتل أول عسكري بالتوغل البري.
ومنذ فجر الخميس، أعلن “حزب الله”، عن 6 تصديات منه لتوغلات ومحاولات توغل لقوات إسرائيلية في جنوب لبنان.
وقالت البعثة في بيانها إنها “قدمت شكوى متطابقة أمام كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ومجلس الأمن الدولي، بعد اعتداء اسرائيل على سيادة لبنان، وتوغل قواتها داخل حدوده”، اعتبارا من ليل الأول من أكتوبر الجاري.
وأكدت البعثة في الشكوى “خرق اسرائيل لخط الانسحاب (الخط الأزرق) لعام 2000، وضربها عرض الحائط جوهر قرار مجلس الأمن رقم 1701”.
وفي 11 أغسطس/ آب 2006، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم “1701” الذي يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل.
ودعا القرار إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني جنوب لبنان، تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا التابعة للقوات المسلحة اللبنانية وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).
كما أوضحت البعثة أن “إسرائيل تحشد جيوشها وأرتال الدبابات والمصفحات على طول حدود لبنان الجنوبية، وتستهدف المدنيين وعاملي الإغاثة والصحافيين، بالإضافة إلى قصفها العشوائي للمدن والقرى بوابلٍ من القذائف والغارات الجويّة التي وصل عددها بتاريخ تقديم الشكوى إلى 8 آلاف و570 (دون الإشارة للفترة الزمنية)”.
ولفتت إلى أن القصف الإسرائيلي على لبنان أسفر عن “سقوط 1928 قتيلا و9 آلاف و290 جريحاً منذ أكتوبر 2023 (قبل أن تحدث السلطات اللبنانية الإحصائية لاحقا)، من ضمنهم عدد كبير من الأطفال والنساء، في واقع يؤكّد ارتكاب اسرائيل لجرائم ضد الإنسانية”.
كما أشار لبنان في شكواه الى أن “القصف الإسرائيلي العشوائي تسبّب في موجة نزوح غير مسبوقة لقرابة مليون و200 ألف مدني”.
ودعت البعثة “مجلس الأمن إلى إدانة اجتياح اسرائيل البري وعدوانها الواسع والمتواصل على أرضه وشعبه”.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، تشن إسرائيل “أعنف وأوسع” هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع “حزب الله” قبل نحو عام، ما أسفر عما لا يقل عن 1119 قتيلا، بينهم أطفال ونساء، و3 آلاف و40 جريحا، ومليون و200 ألف نازح، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية.
في المقابل يستمر دوي صفارات الإنذار بوتيرة غير مسبوقة في أنحاء إسرائيل، إثر إطلاق كثيف من “حزب الله” لصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وسط تعتيم إسرائيلي صارم على الخسائر البشرية والمادية، حسب مراقبين.
وتتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، أسفر إجمالا عما لا يقل عن 1974 قتيلا و9384 جريحا، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر؛ وخلّفت أكثر من 138 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة، في إحدى أسوا الكوارث الإنسانية بالعالم.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات