غزة/ الأناضول
– حملة التطعيم ضد شلل الأطفال بدأت في 1 سبتمبر الجاري وحصّنت حتى الاثنين 450 ألف طفل
– أنذر الجيش مناطق واسعة شمال غرب قطاع غزة بالإخلاء عشية انطلاق حملة التطعيم
– الأونروا: تبدأ مرحلة تطعيم أكثر تعقيدا (بغزة والشمال)
– قتلى وجرحى بغارات إسرائيلية في مناطق متفرقة من القطاع وتفجير مبان سكنية
أصدر الجيش الإسرائيلي، الاثنين، أوامر إخلاء جديدة للفلسطينيين بمناطق واسعة شمال غرب قطاع غزة استعدادا لمهاجمتها، عشية بدء حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في محافظتي غزة والشمال.
كما شن الجيش سلسلة غارات متفرقة على قطاع غزة ما أسفر عن مقتل عدد من الفلسطينيين بينهم أطفال وإصابة آخرين بجروح.
وكان من بين الفلسطينيين القتلى أطفال خرجوا برؤوس وأجساد ممزقة من تحت الأنقاض، في مشاهد وثقتها مقاطع فيديو تداولها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت يتوجه فيه أطفال العالم لمقاعدهم الدراسية للعام الجديد.
ويواصل الجيش سياسية التدمير للمنازل والبنى التحتية في القطاع من خلال نسف وتفجير المباني السكنية لجعل الأحياء غير صالحة للحياة، خاصة في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة ومدينة رفح جنوبي القطاع.
**حملة تطعيم “أكثر تعقيدا”
أعلنت وزارة الصحة بغزة عن انطلاق حملة التطعيم في محافظتي غزة والشمال يوم غد الثلاثاء، بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية واليونسيف والأونروا.
هذه الحملة تنطق عشية إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء مناطق واسعة في محافظة شمالي القطاع، أجبرت من تبقى من سكانها على النزوح القسري.
وقال متحدث الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، بمنشور على منصة “إكس” مرفق بخريطة للمنطقة: “إلى كل المتواجدين في المنطقة المحددة، المنطقة المحددة تعتبر منطقة قتال خطيرة”، زاعما أن المنظمات الفلسطينية “تطلق مرة أخرى قذائف صاروخية نحو إسرائيل”.
وشهدت مناطق “السلاطين والعطاطرة والتوام والكرامة والإسراء”، شمال غرب بيت لاهيا، حركة نزوح من ما تبقى من سكانها.
كما تبدأ حملة التطعيم في المحافظتين اللتين تشهدا تجويعا وتعطيشا إسرائيليا متعمدا للفلسطينيين، من خلال إحكام الحصار عليهما ومنع دخول المواد الغذائية واستهداف محطات التحلية وتدمير البنى التحتية وشبكات المياه، ووسط واقع صحي صعب.
وقالت وكالة “أونروا” الأممية، في بيان، إن الحملة التي بدأت في 1 سبتمبر/ أيلول الجاري، حصنت في ختام مرحلتها الثانية (شملت المحافظة الوسطى وخان يونس ورفح جنوبي القطاع)، ما يقرب 450 ألف طفل.
وتابعت: “اعتباراً من الغد، ستنتقل الحملة إلى الشمال حيث تدخل مرحلتها الأكثر تعقيداً، هناك العديد من الأطفال الآخرين الذين يحتاجون تلقي اللقاح بشكل عاجل”.
وتعاني محافظتا غزة والشمال من حصار إسرائيلي خانق تمنع تل أبيب من خلاله دخول المساعدات الغذائية والطبية إلا بشكل شحيح جدا وعلى فترات متباعدة تصل لأشهر أحيانا.
وبحسب بيان سابق للمكتب الإعلامي الحكومي، فإن إجمالي الأطفال الذين من المفترض أن يأخذوا التطعيم في القطاع يبلغ نحو 640 ألف طفل من عمر يوم إلى 10 سنوات.
و30 أغسطس/ آب الماضي، نقلت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، تصريحات لموظفتها لوسي واتريدج، قالت فيها إن “أي عمليات عسكرية خلال حملة التطعيم المقبلة ضد شلل الأطفال في غزة ستؤثر على قدرة الأمم المتحدة وشركائها على منح اللقاحات للأطفال”.
**حرمان من التعليم
مع بداية العام الدراسي الجديد في دول المنطقة، يتوجه الطلبة من الأطفال والشباب إلى مقاعدهم الدراسية بينما يحرم من ذلك من هم في قطاع غزة.
وتداول ناشطون فلسطينيون مقاطع فيديو على وسائل التواصل تظهر انتشال طفلتين بينهما رضيعة، من تحت ركام منزلهم برؤوس وأجساد ممزقة، جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا مأهولا يعود لعائلة الحناوي في جباليا شمالي القطاع، ما أسفر عن مقتل 6 فلسطينيين وإصابة عدد آخر (غير محدد) بجراح، وفق ما قاله محمود بصل متحدث الدفاع المدني في بيان.
وقالت وزارة التربية والتعليم العالي بغزة، في بيان الاثنين، “ينطلق العام الدراسي الجديد في محافظات الوطن، في الوقت الذي لا يزال يحرم فيه أكثر من 650 ألف طالب وطالبة من الالتحاق بمدارسهم في قطاع غزة للعام الدراسي الثاني على التوالي”.
وتابعت: “تسببت الحرب حتى نهاية أغسطس الجاري باستشهاد أكثر من 11500 طفل فلسطيني في سن التعليم المدرسي، وإصابة عشرات الآلاف من الأطفال بجراح وإعاقات جسدية وصدمات نفسية”.
وأوضحت أن أكثر من 750 موظفاً من العاملين في حقل التعليم استشهدوا وأصيب الآلاف”.
وأشارت إلى أن الجيش تعمّد استهداف “عشرات المباني المدرسية والإدارية ما تسبب بخروج 92 بالمئة منها عن الخدمة”.
وحذرت من خطورة “استمرار جرائم الاحتلال بحق قطاع التعليم؛ وحرمان مئات الآلاف من الأطفال من حقهم في تعليم آمن”، داعية “الأمم المتحدة والحكومات والمنظمات والمؤسسات الدولية للتدخل العاجل لحماية الأطفال في القطاع من سادية هذا المحتل وتعطشه لدمائهم”.
ولفتت في ختام بيانها إلى أنها تعمل “مع كافة الشركاء وفق الإمكانات المتاحة على تفعيل عدد من الخيارات والبدائل التربوية والتعليمية، والتي يتم من خلالها تنفيذ عدد من الأنشطة التعليمية والترفيهية وبرامج الدعم والتفريغ النفسي داخل مراكز الايواء وخارجها”.
من جهتها، قالت حركة “حماس” في بيان الاثنين: “يأتي الدخول المدرسي هذا العام، في ظل حرب إبادة جماعية مستمرة ومتصاعدة، يمارسها الاحتلال الصهيوني في كل أراضينا المحتلة، منذ أكثر من أحد عشر شهراً”.
وتابعت: “الإجرام الصهيوني ينتهك متعمدا كل الحقوق المشروعة التي كفتلها المواثيق والقوانين الدولية، ممّا يضع المجتمع الدولي والأمم المتحدة أمام مسؤولية حقوقية وإنسانية لوضع حدّ لهذه الجرائم ضد التعليم والمؤسسات التعليمية في فلسطين”.
وبحسب آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي، دمّر الجيش الإسرائيلي 122 مدرسة وجامعة بشكل كلي، و334 مدرسة وجامعة بشكل جزئي.
**قصف وتفجير مبانٍ
وفي آخر غاراته، قُتل فلسطيني وأصيب آخرون في قصف للجيش الإسرائيلي استهدف مجموعة مواطنين مخيم جباليا، بحسب بيان ثانٍ صدر عن بصل.
وأوضح في بيان آخر أن فلسطينية قتلت في غارة إسرائيلية على منطقة الفراحين شرق خان يونس، جنوبي القطاع.
وأشار أن 3 فلسطينيين قتلوا في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا لعائلة “اللوح” بمخيم النصيرات وسط القطاع، كما قتل 3 آخرون في قصف منزل لعائلة “أبو هويشل” في ذات المخيم، بحسب بيانين لبصل.
وفي حي الزيتون جنوب شرق غزة، يواصل الجيش الإسرائيلي قصفه المكثف للمنطقة منذ أيام يرافقه عمليات نسف وتفجير مبانٍ سكنية، بحسب مصدر ميداني للأناضول.
ويكرر الجيش الإسرائيلي عمليات التفجير هذه في مدينة رفح التي شهدت منذ بدء العملية العسكرية التي أعلن عنها في 6 مايو الماضي، عمليات تفجير واسعة لأحياء سكنية.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات