غزة / الأناضول
أدانت منظمة أطباء بلا حدود، الثلاثاء، الغارة الإسرائيلية على مستشفى “ناصر” في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ودعت إلى احترام وحماية المرافق الصحية والمرضى والطواقم الطبية العاملة هناك.
ومساء الأحد، استهدف الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر ومتعمد قسم الجراحة بالمستشفى ما أسفر عن مقتل فلسطينيين اثنين ممن كانوا يتلقون رعاية، وإصابة عدد آخر من الطواقم الطبية، بحسب بيان صدر عن وزارة الصحة بغزة في حينه.
وقالت أطباء بلا حدود في بيان، إنها تدين الغارة الإسرائيلية على مستشفى ناصر أكبر مشفى متبق في غزة وما زال يقدم خدماته في القطاع حيث تعمل فيه طواقم المنظمة.
وتابعت: “هذا الهجوم يُظهر استهتارا تاما بحماية المرافق الطبية ومخاطرة بالمرضى والطاقم الطبي والرعاية الصحية بحد ذاتها”.
** نظام صحي منهار
وأوضحت رئيسة قسم الطوارئ لدى أطباء بلا حدود في غزة كلير نيكوليه، وفق البيان، أن هذه الغارات “تتسبب بترويع الكوادر الطبية والمرضى”.
وأضافت: “لا يمكننا العودة إلى الهجمات المتكررة على مرافق الرعاية الصحية فيما يقف النظام الصحي في غزة على حافة الانهيار ولم تدخل أي إمدادات منذ أسابيع”.
وبيّنت أن العاملين في المجال الطبي يخاطرون مرة أخرى “بحياتهم أثناء تقديم الرعاية”، لافتة إلى أن اثنين من أطباء بلا حدود أفادوا بأن حالة الذعر سادت صفوف الكوادر والمرضى وقت الهجوم.
وبحسب البيان، فإن أطباء بلا حدود تدعم أقسام الطوارئ وطب الأطفال والأمومة في مستشفى ناصر منذ فبراير/ شباط 2014، فيما أجبرت الطواقم على الفرار بعد أن قصفت إسرائيل المشفى.
ونددت المنظمة بالهجمات التي تعرضت لها المرافق الصحية بغزة خلال حرب الإبادة الجماعية والتي تضمنت “تجاهلا تاما للمرضى والعاملين في المجال الطبي وللقانون الدولي الإنساني”.
وأشارت نقلا عن منظمة الصحة العالمية، إلى عدم وجود أي مستشفى في قطاع غزة يعمل بكامل طاقته، لافتة إلى أن عدد المشافي العاملة جزئيا بلغ 21 من أصل 36 في القطاع.
ودعت المنظمة إلى احترام وحماية المرافق الصحية والمرضى والطواقم الطبية في غزة، حيث دُمّر النظام الصحي بشكل شبه كامل.
** حصار غزة
وفيما يتعلق بإغلاق إسرائيل للمعابر، قالت أطباء بلا حدود إن “مستشفى ناصر يواجه الكثير من التحديات في توفير المستلزمات الطبية، بما في ذلك مواد النظافة الشخصية والأدوية والمواد الجراحية”.
وأرجعت ذلك إلى مواصلة السلطات الإسرائيلية حصارها للقطاع منذ أكثر من 20 يوما.
وذكرت أن مخزونها من الأدوية بدأ يتناقص بشكل أسرع من المتوقع جراء شدة تدفقات المرضى نتيجة القصف الإسرائيلي الأخير.
وحذرت من أن استمرار الحصار يحول دون “تمكن فرقها من إعادة تخزين المواد الحيوية مثل المضادات ومسكنات الألم وأدوية التخدير”.
وطالبت المنظمة بضرورة “العودة الفورية لوقف إطلاق النار واستئناف إدخال المساعدات الضرورية والإمدادات الأساسية التي تشتد حاجة سكان غزة إليها”.
ولأكثر من مرة حذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة من مخاطر إغلاق المعابر منذ 2 مارس/ آذار الماضي ومنع إسرائيل إدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية والطبية والبضائع.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية في 18 مارس الجاري وحتى الاثنين، قتلت إسرائيل 730 فلسطينيا وأصابت 1367 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بغزة.
وقالت الأمم المتحدة إن قرابة 124 ألف شخص نزحوا مرة أخرى بعد أن استأنفت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة وأصدرت “أوامر الإخلاء”.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 163 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
ويمثل هذا التصعيد، الذي قالت تل أبيب إنه بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي امتنعت إسرائيل عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى مطلع مارس الجاري.
ورغم التزام حركة حماس ببنود الاتفاق، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، رفض بدء المرحلة الثانية استجابة لضغوط المتطرفين في حكومته.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات