تعود الكوميديا المشرحة للواقع إلى لغة الكاتب المغربي الهولندي فؤاد العروي، الذي قدم روايته الجديدة “30 يوما للعثور على زوج”.
حفل تقديم الرواية بمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الجمعة، تناول شخصية فؤاد العروي، التي لخصتها فتيحة أملوك، مديرة التواصل بالمؤسسة، خلال مداخلتها، بأنه “الروائي المتمرس الذي يأخذ قالب الفكاهة والكوميديا طريقا للتعريف بقضايا كبرى تهم المجتمع بمختلف شرائحه”.
وفي كلمته، قال فؤاد العروي، إن رواية “30 يوما للعثور على زوج” “تحمل طابعا قصصيا يتناول قضايا كبرى عبر وضعها في حجم صغير بقالب كوميدي، وسط مقهى يجتمع فيه الأصدقاء”.
وأضاف أن هذا النمط من الكتابة كان نتاج المقاهي التي تجمعه مع أصدقائه الذين يشاركونه هذا الهم الروائي، موردا أن رواية “30 يوما للعثور على زوج” لا تحمل لغة فرنسية مركزة، بل تأتي “الدارجة المغربية” في المرتبة الأولى، عبر ألفاظ مثيرة تجذب القارئ”.
“التأثير الفرنكفوني” لم يمنع العروي من الاندماج مع محيطه المغربي، الذي بدا واضحا على نمط الكتابة في روايته الجديدة، التي تتناول بالأساس “مواقف طريفة” وقعت له في حياته اليومية بالمغرب، لكنها “تخفي واقعا قاسيا، كوضعية الشباب المغربي والهدر المدرسي والجامعي”.
وبيّن العروي في تقديم روايته أنها “مليئة بوقائع غير مترابطة، لكنها تحمل عبارات جاذبة للقارئ، تكون خيطا ناظما يقوده إلى فهم الواقعة واستخلاص العبر”، معتبرا بذلك أن “بعد الكوميديا والضحك، يأتي التفكير والوعي”.
الحضور النسائي كان “قويا” في رواية العروي الجديدة، إذ تحضر قضايا المرأة المغربية في أحداث الرواية، كشخصية نجلاء البرنوصي التي جاءت قصتها في قالب إبداعي تتداخل فيه الأحداث التي يعرفها حي البرنوصي الشهير، إلى جانب خولة وجميلة، اللواتي يتشاركن جميعا في الوضع العائلي نفسه، كونهن متزوجات، لكن قصصهن تختلف في المراحل وتكشف قضايا مجتمعية متنوعة.
المواضيع الدينية داخل المجتمع المغربي حاضرة أيضا في عمل الكاتب سالف الذكر، إذ قال في هذا الصدد إن “المواضيع التي تقيد حرية المجتمع المغربي باسم الدين مازالت حاضرة، كلباس المرأة مثلا، والرواية كانت طريقا لتسليط الضوء على استمرار هاته الظاهرة”.
تطرقت رواية العروي الجديدة أيضا لغياب التفكير الفلسفي في المجتمع المغربي، إذ أكد الروائي المغربي الهولندي أن “الفلسفة غابت منذ سنوات في المدارس المغربية، ولم يعد الشباب المغربي يمتلك الحس النقدي، والرواية سعت في هذا الصدد إلى إثارة هذا الموضوع المسكوت عنه”.
عموما، يدخل كتاب فؤاد العروي هذا إلى سجل إصداراته الروائية التي تتخذ أسلوبا فريدا في السرد يأخذ الكوميديا كطريق معبدة للكشف عن الواقع، والدعوة إلى أسلوب التفكير والنقد من أجل نمط جديد من العيش.
المصدر: وكالات