حظي الحسين يوعابد، رئيس مصلحة التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية، بلحظة تكريم في بلدته الواقعة في دوار “تلمست” التابع لجماعة تنالت بالدائرة الجبلية لإقليم اشتوكة آيت باها، حيث استغلت جمعيات محلية وعبرها سكان هذه البلدة الموسم السنوي لـ”تلمست” للاحتفاء بابنهم الذي بصم مسيرته العملية بالحضور القوي كأحد أيقونات “الأرصاد الجوية” بالمغرب.
الحسن بنضاوش، رئيس اتحاد تانفاليت لجمعيات أوگنز، قال، ضمن تصريح لهسبريس، أن تكريم الحسين يوعابد، مدير مصلحة التواصل بالأرصاد الجوية، ابن دوار تلمست جماعة تنالت قبيلة آيت صواب، “نابع من وعي اتحاد تانفاليت لجمعيات أوگنز بالكفاءات المحلية التي تشتغل بمجموعة من الإدارات والمؤسسات العمومية وشبه العمومية، والتي أبانت عن الكفاءة والمهنية والعمل الجاد، لهذا أقدم الاتحاد على تكريم السيد الحسين يوعابد على هامش موسم تلمست السنوي، عربون تقدير واحترام وعرفان”.
وعن تعاطي ساكنة منطقة تنالت، و”أدرار” عموما مع اسم الحسين يوعابد، لفت الفاعل الجمعوي ذاته أن “الجميع كان يعرف هذا الرجل من خلال بوابة الإعلام ومواقع التوصل الاجتماعي؛ لكن الغالبية غير مدركين بأنه يشتغل كمهندس في مديرية الأرصاد الجوية، قبل أن يشرع في الإطلالة عبر القنوات التلفزيونية المغربية والإذاعات والمواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، ويبصم على حضور قوي في النشرات الجوية خلفا لمحمد بلعوشي”.
وعن السياق والدافع إلى التفكير في الالتفاتة إلى الرجل في مسقط رأسه، تابع بنضاوش قائلا: “فقد تم استغلال حلوله بالمنطقة في زيارة لأهله وأقاربه، ففكرنا في خطف لحظة اعتبار رمزية له؛ وذلك عبر تخصيص فقرة ضمن فعاليات موسم تلمست لتكريمه”.
وعن تفاعل السكان مع اللحظة، أورد المتحدث أن “الساكنة التفت حول المحتفى به واعتبرت اللحظة استثنائية لما للرجل من مكانة كبيرة في قلوب الجميع، خاصة بارتباطه بأخبار الأرصاد الجوية التي تلقى إقبالا في هذه المناطق النائية”.
من جانبه، قال الحسين يوعابد، في تصريح لهسبريس، عن هذا التكريم الذي حظي به في “تمازيرت”: “أشكر جميع من ساهموا في نجاح هذا الحفل البهيج بمناسبة الموسم، وخاصة السلطات المحلية بتنالت وأعضاء المجالس المنتخبة وجمعية تلمست للتنمية والتعاون وكذا اتحاد تانفاليت لجمعيات أوكنز”.
وأضاف المكرم: “بالطبع، هذا التكريم يعزز روح الانتماء والتقدير في المجتمع الذي أنا جزء منه، إنه يعزز الشعور بالثقة بالنفس والإيمان بأن الجهود المبذولة تأتي بالثمار”، لافتا إلى أنه “من خلال هذا التكريم، أشعر بالمسؤولية المضاعفة للمحافظة على مستوى الأداء والسعي إلى تحقيق المزيد من العمل من تواصل”.
وعن ارتباطه بمسقط رأسه، اعتبر يوعابد أنه ينتمي إلى منطقة تنالت، حيت ولد بتلمست، مشددا على أن “ارتباطي بتنالت يمتد إلى جذور عميقة، فهي ليست مجرد مكان ولادتي؛ بل هي أيضا موطن لذكريات جميلة خلال الطفولة، حيث المنطقة تزدهر بمناظر خلابة من جبال جميلة وهواء نقي.. ففي كل عام أو كل سنتين، أجد نفسي متوجها إلى هذه المنطقة المحببة، سواء كان ذلك للاحتفال بمناسبة العيد أو للمشاركة في موسم تلمست ألموكار، الملتقى الذي يجمع بين أبناء المنطقة ويجدد روابط الرحم والصلات الاجتماعية”.
وتابع المتحدث: “هذه الزيارات ليست مجرد واجب عائلي؛ بل هي تجسيد لوصية والداي اللذين أكدا على أهمية الحفاظ على الروابط العائلية والاجتماعية، وبناء جسور التواصل والترابط بين أفراد العائلة وبين أبناء المنطقة”، مبرزا: “بالنسبة لي، هذه الزيارات تعني الكثير؛ فهي فرصة لإعادة الاتصال بالتراث والثقافة الخاصة بالمنطقة، وتجديد الروابط الاجتماعية، ومشاركة الفرح والسرور مع الأهل والأصدقاء. وتجعلني أشعر بالارتباط العميق والانتماء الحقيقي لهذه الأرض وسكانها”.
جانب آخر من الارتباط بـ”تمازيرت”، يتعلق الأمر باللغة الأمازيغية، لغة أبناء المنطقة. وفي هذا الصدد، قال يوعابد: “في هذا المكان تعلمت اللغة الأمازيغية، وهي مهمة جدا في التواصل، باعتبار وسائل الإعلام هي الوسيلة الرئيسية للوصول إلى كافة الناس، ولتحقيق مهامنا التي تكمن في المساهمة في الحفاظ على الأشخاص والممتلكات ولتعزيز قدرة التكيف لدى المواطنين وكذا حماية الأرواح والممتلكات من الظواهر القصوى للطقس والمناخ وتحفيز النمو الاقتصادي”.
وختم الحسين يوعابد تصريحه لهسبريس بالقول إنه “ولكي تصل معلومات الأرصاد الجوية، وخصوصا الإنذارات الرصدية بالطقس، إلى أكبر عدد من السكان، نساء ورجالا بكل فئاتهم، فإننا في المديرية العامة للأرصاد الجوية، بالإضافة إلى العربية، نتواصل كذلك باللغة الأمازيغية (تمازيغت وتشلحيت)، وأيضا الدارجة المغربية قصد تعميم وصول المعلومة الرصدية إلى أكبر عدد من المواطنين عبر تكثيف التواصل بمختلف اللغات واللهجات المحلية لتحقيق أكبر انتشار ممكن للنشرات الجوية والإنذارية”.
المصدر: وكالات