مستويات قياسية بلغتها درجات الحرارة في مختلف مناطق العالم خلال الشهر الماضي، جعلت المراكز والوكالات العالمية المختصة في الرصد الجوي تتشاطر القلق بشأن “الآثار المدمّرة” للتغير المناخي، وتنتهي إلى توقع واحد: “العام الجاري قد يكون الأكثر سخونة على الإطلاق”.
وفيما أفادت بيانات الوكالة الأمريكية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أن “الشهر الفائت هو أكثر يوليوز حرّا على الإطلاق”، سجّل مرصد “كوبرنيكوس” للتغير المناخي التابع للاتحاد الأوروبي أن بلوغ متوسط درجة الحرارة العالمي 16.91 درجة مئوية خلال يوليوز 2024 يجعل الشهر الماضي أقل حرّا بقليل من يوليوز 2023، الذي يعتبر حالياً الشهر الأكثر حرارة على الإطلاق، وفقه.
المغرب لم يسلم بدوره من لهيب يوليوز، إذ تخطى متوسط درجة الحرارة الوطني خلال هذا الشهر المتوسط العالمي ببلوغه 26,07 درجة مئوية. وحلّ شهر يوليوز 2024 في المركز الحادي عشر من بين أكثر الأشهر حرارة في تاريخ المملكة منذ 43 سنة، “مقارنة بالمعدل الطبيعي، مع متوسط فارق في درجة الحرارة أعلى من المعتاد بلغ +0.76 درجة مئوية مقارنة بالفترة المرجعية 1991-2020″، وفقا للحسين يوعابد، مسؤول التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية.
يوعابد أفاد، في توضيحات قدّمها لهسبريس، بأن “المغرب شهد موجتين متتاليتين من الحرارة خلال الشهر الماضي؛ الأولى امتدّت ما بين 9 و16 يوليوز، ووصلت فيها درجة الحرارة إلى 44,5 درجة مئوية، فيما الثانية امتدت من 22 إلى 25 من الشهر ذاته، وكانت أكثر حدة، إذ شهدت تسجيل 48,3 درجة مئوية بقصبة تادلة كدرجة حرارة قصوى”، وزاد: “تعزى هاتان الموجتان إلى ‘ظاهرة الشركي’، التي اشتدت حدتها خلال الموجة الثانية؛ وهي راجعة إلى نشاط المنخفض الصحراوي وامتداده نحو جنوب البلاد”.
وتابع يوعابد شارحا: “هذا أدى إلى صعود كتل هوائية حارة وجافة قادمة من الصحراء الكبرى نحو وسط وجنوب شرق البلاد، ما لبثت أن انتقلت تدريجا نحو السهول الداخلية لشمال المملكة”، مشيرا إلى أن “الموجة الحرارية التي تعد الأكبر همّت أساسا معظم مناطق المملكة، خاصة سهول تادلة والحوز والرحامنة والشياضمة وتانسيفت، وهضاب الفوسفاط والماس؛ بالإضافة إلى المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية للبلاد وسوس”.
وبعد الارتفاع المسجّل في درجات الحراراة خلال اليومين الماضيين، خصوصا بمناطق الجنوب والجنوب الشرقي والمناطق الداخلية للشمال، تتوقع المديرية العامة للأرصاد الجوية بحسب المسؤول ذاته أن “تسجل درجات الحرارة داخل المملكة انخفاضا تدريجيا ابتداء من اليوم الثلاثاء إلى غاية يوم غدا الأربعاء، باستثناء المناطق الداخلية ومناطق الجنوب والجنوب الشرقي التي ستعرف طقسا حارا، موازاة مع سماء غائمة على السفوح الشرقية للأطلس الكبير والمتوسط، مع احتمال حدوث بعض العواصف الرعدية المتفرقة”، وأضاف: “من المرتقب أن تعاود درجات الحرارة ارتفاعها التدريجي بكافة مناطق المملكة، وخصوصا في المناطق الداخلية جنوب وجنوب شرق البلاد”.
وأشار مسؤول التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية إلى أن “المغرب شهد خلال الأسبوع الأخير موجة حر جديدة؛ إذ سجلت درجات حرارة مرتفعة في عدة مدن مغربية يوم الأحد الماضي، بلغت ذروتها في مدينة السمارة بـ 45.3 درجة مئوية، وتراوحت ما بين 43 و44 درجة ببني ملال وتازة، وما بين 40 و42 درجة في مدن خريبكة وزاكورة ومراكش وورزازات”.
المصدر: وكالات