حظي مولاي حمدي ولد الرشيد، القيادي في حزب الاستقلال، باستقبال حاشد من النخبة السياسية بمدينة الداخلة في زيارة تمتد لثلاثة أيام؛ في إطار دعوة وجهها محمد بوبكر، عضو مجلس جهة الداخلة-وادي الذهب عن حزب التقدم والاشتراكية، ومحمد الأمين حرمة الله، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، وبحضور ثلة من المنتخبين والبرلمانيين والهيئات السياسية والقبلية بالجهة.
وحسب المنظمين، فإن هذه الزيارة تأتي استجابة للتوصيات والتوجيهات الملكية التي جاءت في الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الـ48 للمسيرة الخضراء، والمرتبطة بالواجهة الأطلسية الإفريقية التي تبتغي الاندماج الجهوي والإقلاع الاقتصادي المشترك، وتشجيع دينامية التنمية على طول الشريط الأطلسي، إلى جانب تكريس توافقات سياسية من أجل إطلاق تنمية مشتركة بين أقاليم الجهات الجنوبية.
وفي هذا الصدد، قال مولاي حمدي ولد الرشيد، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، إن ما يتم ترويجه من كلام في أوساط الرأي العام المحلي مرتبط بأبعاد هذه الزيارة يبقى فارغا ويجافي الحقيقة والواقع. كما أنه حديث سابق لأوانه، خاصة في ما يتعلق بالهياكل التنظيمية للحزب.
وأضاف ولد الرشيد، في كلمة له خلال الاستقبال الذي خصه به ساسة وأعيان مدينة الداخلة، أن “تشكيل الهياكل الحزبية يبقى مرتبطا بما سيسفر عنه المؤتمر الوطني العام للحزب، سواء ما يتعلق بالأمانة العامة لقيادة سفينة ضمير الأمة أو عضوية اللجنة التنفيذية للحزب وكذا عضوية المجلس الوطني”، لافتا إلى أن “المؤتمر الوطني سيد نفسه، ولا صوت يعلو فيه على صوت المناضلين والمناضلات، كما لا مكان فيه للتعيين أو المحاباة”.
وعبر منسق الجهات الجنوبية الثلاث، أمام قيادات سياسية وازنة تمثل أحزابا سياسية من الأغلبية الحكومية ومن خارجها، عن “تقديره لكافة الحاضرين بمختلف انتماءاتهم الحزبية والسياسية والاجتماعية”، مضيفا أن “السياسة يجب ألا تفسد العلاقات الاجتماعية والروابط العائلية الراسخة والمتجذرة عبر التاريخ”، لافتا إلى أن “اللقاء يجسد سمو العلاقات الإنسانية والاجتماعية على جميع الاعتبارات الأخرى. كما يعكس عمق الروابط الأخوية التي تجمعه بمختلف ألوان الطيف السياسي والمكونات القبلية بجهة الداخلة وادي الذهب”.
وفي إشارة إلى المسؤول الحزبي بالداخلة، عبر ولد الرشيد عن “رفضه للتصريحات التي أدلى بها مفتش حزب الاستقلال بجهة الداخلة وادي الذهب، بخصوص علاقة الحزب وتحالفاته مع الأحزاب الأخرى”، مشيرا إلى أنه “تجاوز جميع صلاحياته وتخطى الخطوط الحمراء”، وزاد: “الحزب يبقى منفتحا على التحالف والتعاون مع مختلف الأحزاب الأخرى لما فيه مصلحة الجهة وساكنتها”.
وتعقيبا على الوضع السياسي المتخبط الذي تعيشه جهة الداخلة وادي الذهب، شدد ولد الرشيد في مداخلته على أن “من له تمثيلية الحزب بالجهات الجنوبية ومن له سلطة واختصاص تقرير خارطة تحالفات الحزب هو عضو اللجنة التنفيذية ومنسق الجهات الجنوبية الثلاث، وأن يده ممدودة لجميع الفرقاء السياسيين، شريطة الالتزام بجعل خدمة الساكنة وتنمية الجهة في صلب الاهتمامات والأولويات”.
وختم القيادي بحزب الاستقلال حديثه بالتأكيد على أن “الساحة السياسية مفتوحة في وجه الجميع، وأن الفيصل هو ثقة الساكنة من خلال صناديق الاقتراع”، مؤكدا أن “التنافس السياسي يجب ألا يفسد العلاقات الاجتماعية”، داعيا إلى “نبذ الفرقة والكراهية ووضع اليد في اليد وتوحيد الصفوف وحشد كل الطاقات من أجل خدمة الوطن والمواطنين بعيدا عن الحسابات القبلية والأجندات الانتخابية الضيقة”.
المصدر: وكالات