في 46 مدينة، خرج المغاربة في 105 مظاهرات اليوم بعد صلاة الجمعة، دعت إليها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، في إطار “جمعة طوفان الأقصى” الـ33 تحت شعار “مستمرون في الدعم والنصرة لفلسطين حتى وقف الحرب والعدوان”، وذلك تعبيرا عن تواصل الدعم الشعبي المغربي لمعركة “طوفان الأقصى”.
وحسب ما أفادت به الجهة الداعية للوقفة، فإن هذه المسيرات تكرس “التضامن اللامشروط مع مطالب الشعب الفلسطيني العادلة”، وتندد بـ”الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتجويع ومحاولات التهجير التي حدثت في غزة طيلة الشهور الفائتة منذ أكتوبر الماضي”، معتبرة أن هذه الأشكال التضامنية تأكيد للموقف المغربي الراسخ تجاه القضية الفلسطينية.
في هذا الصدد، قال محمد الرياحي، عضو المكتب الوطني للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، إن “فعاليات وقفات أيام الجمعة لم تتوقف منذ السابع من أكتوبر كدليل على الارتباط الشعبي الوثيق بالقضية الفلسطينية واستعداد المغاربة الدائم للانخراط في كل التعابير المنحازة لهذا الشعب الفلسطيني المقهور أمام الآلة العسكرية الإسرائيلية المتسلطة كما ينحاز إلى كل همومه ومطالبه”.
وأكد الرياحي، في تصريح لهسبريس، أن تنظيم هذه الوقفات التضامنية “تمثل أيضا كشفاً للغضب العارم الذي لم يعد خافيا تجاه الصمت والتخاذل العربي والدولي الرسمي والانحياز المفضوح إلى جانب الصهاينة الذين يمارسون أبشع صور الإجرام والتقتيل”.
وتفاعلاً مع سؤال بخصوص تزامن الوقفة مع طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، الاثنين، إصدار مذكرات اعتقال في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، أبرز الرياحي أن هذا التزامن “يمنح الوقفة المزيد من الشرعية، لأنها انتصار للحق الفلسطيني في الأرض وللقضية الفلسطينية واصطفاف إلى جانب مطالب الشعب الفلسطيني المقاوم”.
ووصف المتحدث قرار المدعي العام بأنه “قرار مهم بالرغم من كونه جاء متأخراً، بعدما تم تدمير مدينة غزة واستهداف كل معالم الحياة فيها وارتقاء أكثر من 50 ألف شهيد”، معبرا عن أمله أن يستجيب الكيان الصهيوني وأن “يتم تفعيل القانون من خلال القبض على مجرمي الحرب الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية، مع علمنا أن هذا الكيان لا يأبه بالقرارات الدولية ولا بمواثيق حقوق الإنسان”.
وجوابا عن استفسار حول التصور الذي حضر لدى الهيئة على هامش اعتراف إسبانيا والنرويج وايرلندا بدولة فلسطينية مستقلة، قال القيادي بالهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة: “إننا نثمن هذا التوجه، الذي يمكن أن نعتبره وسيلة أساسية للضغط على الكيان المحتل وحليفه أمريكا الذي نعتبره شريكا في هذه الحرب التي لم يسبق لها مثيل على مر التاريخ”، آملاً أن يستيقظ الوعي الأوروبي تجاه المجازر التي حدثت في قطاع غزة خلال الشهور الفائتة ويتخذ الخطوة نفسها.
تجدر الإشارة إلى أن وقفات أخرى تم تنظيمها بدعوة من الهيئة في جملة من المدن المغربية بعد صلاة المغرب، اليوم، وذلك تكثيفا للجهود التضامنية، خصوصا في ظل ما عرفته القضية الفلسطينية من تطورات جديدة هذا الأسبوع بخصوص قرار المحكمة الجنائية الدولية واعتراف ثلاثة بلدان أوروبية جديدة بفلسطين، وهي وقفات تصطفّ مع “حق الفلسطينيين في المقاومة”، والتنديد بما تعتبره “جرائم وحشية وهمجية اقترفها الجيش الإسرائيلي في القطاع المحاصر”.
المصدر: وكالات