وسام ملكي من درجة الحمالة الكبرى وُشّح به السفير البابوي السابق بالرباط فيتو رالو، وسلّمته إياه سفارة المغرب بالفاتيكان، بعد إرادة الملك محمد السادس توشيحه إكراما للفترة التي قضى فيها مهمته بالمملكة.
وعبّر المسؤول المكرّم عن “سعادته وبهجته بهذا التوشيح الملكي الكبير، الذي يتوّج سنوات عمله الدبلوماسي”، علما أن “العلاقات بين المملكة المغربية والكرسي الرسولي راسخة بعمق في التاريخ، وتستمر في التطور بفضل التوجّهات الكبرى لقائدَي البلدين”.
وحيّى المسؤول الدبلوماسي السابق “قيمة الحوار الديني بالمغرب، والتعاون بين المملكة والكرسي الرسولي، خاصة في الرهانات العالمية الكبرى، مثل السلام، والتنمية، وحقوق الإنسان وحماية المناخ وسؤال الهجرة”.
واستحضر الموشّح “زيارة البابا التاريخية إلى الرباط”، ليقول إن “المغرب بلد مفتوح، حديثٌ، مِرحاب، ويحترم مختلف الديانات التوحيدية”، ثم تابع: “مهمتي مكنتني من اكتشاف جمال وتنوّع بلد متفرّد، يطبعه تراثه التاريخي، والفني، والروحي، وديناميته الديمقراطية، وكرمه تجاه الأكثر فقرا”.
رجاء ناجي مكاوي، سفيرة المملكة بالفاتيكان، قالت في حفل تسليم الوسام إن هذا التوشيح “يترجم التقدير الكبير من المغرب، أرض التسامح والتعايش، للجهود الثمينة للسفيرة البابوي السابق بالرباط، وعمله الدؤوب لما يقرب من سبع سنوات من أجل تقوية روابط الصداقة التاريخية والتقدير المتبادل، المتجذرة بعمق وإخلاص بين الكرسي الرسولي والمملكة”.
هذه العلاقة أيضا، وفق المكاوي، يطبعها “ارتباط قوي بالحوار بين الأديان، والتفاهم المتبادل، وهي علاقة قديمة لدى الحُكّام المغاربة، الذين حرصوا دائما على قيم السلام والتسامح”. وتجد هذه العلاقة مبدأها في القرن الحادي عشر، واستمرت مع زيارات متبادلة إلى المغرب والفاتيكان.
ورأت السفيرة رجاء ناجي مكاوي أن هذا التقارب ذا التاريخ الممتد عرف زخما معتبرا عند زيارة البابا فرانسوا، في مارس 2019، إلى الرباط، بدعوة من الملك محمد السادس أمير المؤمنين، في موعدٍ مثّل “تكريسا للنموذج المغربي المتسامح”، واندرج في إطار “الحوار بين الأديان، والتفاهم المتبادل بين المؤمنين من الديانتين، والدعوة إلى قيم السلام والتسامح”.
وحيّت سفيرة المملكة بالفاتيكان “دينامية العلاقات البينية الناتجة عن إرادة مشتركة للتعاون البنّاء بين البلدين”، كما دعت إلى “الاستمرار في الجهود الدبلوماسية، من أجل تطويرها إلى آفاق أرحب”.
أما خابيير دومينغو فيرناندير غونزاليس، رئيس بروتوكول سكرتارية دولة الفاتيكان، فتطرقت كلمته إلى “العلاقات الدبلوماسية العريقة بين المغرب والكرسي الرسولي، التي لا تتوقف عن التطور”، وذكّر في هذا الإطار بزيارة البابا جون بول الثاني إلى المغرب سنة 1985، التي تلت زيارة الملك الحسن الثاني للفاتيكان سنة 1980.
وذكر المتدخل أن “الكنيسة الكاثوليكية المحلية بالمغرب، وفاعليها، مهتمون دائما بالثقافة المغربية، والحوار مع المسلمين”، مع تعبيره عن تطلعه إلى إسهام هذه المناسبة الجديدة “في تقوية واستمرار خلق علاقات السلام والأُخُوّة”.
المصدر: وكالات