مباشرة بعد “انتشار كبير” لأحد فيديوهاته التوثيقية لعملية هجرة سرية تجاه سبتة المحتلة، اعتقلت المصالح الأمنية بتطوان ناشط “فيسبوكي”، قبل أن تتم إدانته بتهمة التحريض على الهجرة والعصيان وإهانة السلطات العمومية.
وبحسب مصادر متطابقة فإن “المحكمة الابتدائية بمدينة تطوان قضت بإدانة المتهم بشهرين حبسا نافذا، وذلك بسبب التحريض على الهجرة السرية والعصيان ضد السلطات باستخدام وسيلة إلكترونية”.
ونقلا عن المصادر عينها فإن “الناشط المدان لم يكن يتوفر على رخصة تصوير، ولا صفة صحافي، ولا بطاقة مهنية تخول له إمكانية تصوير رجال السلطة العمومية”.
ومن خلال هاته الواقعة يطرح نقاش “التحريض على الهجرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي”، التي أصبحت في الآونة الأخيرة “متنفسا جديدا” لتنظيم هاته العمليات من خلال تشكيل مجموعات سرية تشجع على هجرة فئة الشباب.
من جانب آخر تظهر الواقعة ضرورة وجود “تدخل رسمي يقيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لأهداف التشجيع على الهجرة السرية”، خاصة بعد الانتشار الواسع لحسابات العديد من النشطاء الذين يقدمون نصائح حول عمليات الهجرة، وذلك عبر فيديوهات تشهد متابعات قياسية، خاصة من فئة الشباب والقاصرين.
المختار أعمرة، أستاذ القانون الجنائي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا، يرى أن “هاته الفيديوهات يراها البعض بمنطق حرية التعبير، لكن لا أحد يرى جانب نتائجها الوخيمة”.
وأضاف أعمرة لهسبريس أن “واقعة إدانة الناشط الفيسبوكي أيوب إيشو تظهر خطورة مثل هاته الممارسات على أفكار الشباب، وخاصة القاصرين”.
وأورد المتحدث عينه أن “وجود قاعدة قانونية تضع حدا لهذه الممارسات يجب أن يرافقه تبليغ صارم إلى إدارة ‘ميتا’ بخطورتها، وما لها من عوائد وخيمة على المجتمع المغربي”.
وشدد الخبير القانوني عينه على أن “فيديوهات الهجرة السرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعرف استقطابا كبيرا للشباب والقاصرين، وذلك في غياب تام للوعي من هؤلاء الناشطين بتبعات هذا الأمر”.
من جهته يرى خالد مونا، خبير في مجال الهجرة، أن “وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تدخل ضمن أساسيات خارطة طريق الهجرة السرية الجديدة، غير أنها ليست وحدها ما يشجع على هذا الأمر، بل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من المعطيات الحقيقية”.
وأضاف مونا لهسبريس أن “واقعة الناشط ‘الفيسبوكي’ بتطوان من الصعب إدخالها في خانة التحريض على الهجرة، وهو حال مثل هاته الفيديوهات التي توثق عمليات الهجرة”.
وبحسب المتحدث عينه فإن “وسائل التواصل الاجتماعي في الوقت الحالي باتت تعرف منافسة بشأن الهجرة، خاصة بين النشطاء ممن نجحوا في عملية الهجرة وحققوا نجاحا اقتصاديا، غير أن ذلك لم يواكبه نجاح ثقافي وفكري”، وزاد: “حاليا بتنا نعرف سوقا للهجرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة لدى النشطاء الذين يقدمون أوهاما حول طرق الهجرة السرية، ويقومون بتبخيس النتائج الوخيمة، عكس المعلومات التي تقدم حول خطورة هاته الخطوات”.
وخلص الخبير في مجال الهجرة إلى أن “هنالك فرقا صارخا بين نسب الوعي لدى الشباب المغربي ونظيره في الدول الأوروبية، فالأخيرة تشهد كل يوم على بشاعة وخطورة الهجرة السرية، وفي المقابل يتلقى الشباب المغربي معلومات تسهل من الأمر وتبخسه تماما”.
المصدر: وكالات