طالب أحمد أونيس، وزير الخارجية التونسي الأسبق، بـ”استعادة الصحراء التونسية من الجزائر”، مشيرا إلى أن بلاده “لها حق على صحرائها والوثائق الدولية تشهد بذلك. وقد سعينا إلى استعادة حقنا في الصحراء التونسية مع الحكومة الفرنسية التي رفضت حتى قبل شارل دوغول وفي عهده كذلك، ومع الحكومة المؤقتة الجزائرية التي استقرت في تونس قبيل الاستقلال إذ وعدونا أن هذا المشكل سيتم فضه بمجرد حصولهم على الاستقلال”.
ولفت الدبلوماسي التونسي الأسبق، بمناسبة مروره في برنامج إذاعي، إلى أن “الرئيس التونسي الراحل لحبيب بورقيبة سعى إلى إثارة هذا المشكل مع نظيره الجزائري آنذاك أحمد بن بلة، وكان الأخير متفهما للمطالب التونسية بشأن الصحراء وبشهادة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، قبل أن ينقلب النظام العسكري على بن بلة نفسه”، مشيرا إلى أن “بورقيبة تنازل عن الصحراء، وسيأتي الوقت الذي تستعيد فيه تونس حقها عليها”.
في هذا الصدد، قال المتحدث عينه إن “النظام العسكري انقلب على الحكم المدني في الجزائر، وسلب من الشعب الجزائري حقوقه وثرواته وسلب من تونس صحرائها، ويسعى الآن إلى انتزاع حق المغرب في الصحراء المغربية وتقسيم المغرب الكبير إلى دويلات”، مسجلا أن “الحكم العسكري في الجزائر ظلم الإنسان الجزائري ومعه الإنسان التونسي والمغربي”.
وفي تعليقه حول زيارة الوزير الأول لبلاده الأولى من نوعها إلى الجزائر، أوضح أونيس أن “تونس يلزمها أن تبني علاقات جيدة مع جيرانها وإخوانها في المغرب الكبير”، مسجلا أنه “إذا تخلينا عن صلة الأخوة والمصير المشترك الذي يربطنا بجميع أعضاء المغرب الكبير فإن ذلك يشكل خطأ بالنسبة لتونس”.
وأضاف أن “الضرورة تقتضي أن يزور رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة جميع دول المغرب الكبير؛ فعلى الرغم من أننا لم ننجح في تأسيس وحدة مغاربية فإن ذلك لا يمنع أن تكون لنا علاقات كاملة ومتوازنة مع الجميع.. وبالتالي، فإنه ما دامت علاقاتنا مع هذه الدول غير ذلك فهذا يعني أن هناك إخلالا بواجبات تونس بصفتها عضوا في المغرب الكبير”.
وكان الوزير السابق عينه قد انتقد، في حوار مع هسبريس، استقبال بلاده لزعيم الانفصاليين في تندوف على هامش القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الإفريقي “تيكاد”، في شهر غشت من العام الماضي، واصفا الاستقبال بـ”الزلة الدبلوماسية الكبيرة”، داعيا في الوقت ذاته الدولة التونسية إلى “تصحيح مواقفها تجاه المغرب”.
كما انتقد أونيس مواقف النظام الجزائري وتدخلاته في قضية الصحراء المغربية، وتنكر الجزائر للدعم المغربي في “حرب التحرير”؛ وهو ما أثار غضب الجانب الجزائري الذي اضطر معه عثمان الجرندي، وزير الخارجية التونسي الأسبق، إلى الرد على تصريحات أونيس بالقول إن “المواقف غير الرسمية التي تصدر عن التونسيين تجاه الجزائر لا تمتثل إلا أصحابها”.
يشار إلى أن العلاقات المغربية التونسية تعيش، منذ استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم “البوليساريو” خلال قمة “تيكاد” ومواقف الدولة التونسية في مجلس الأمن الدولي، مرحلة “جمود دبلوماسي”؛ فقد سحبت المملكة المغربية سفيرها من تونس، بسبب “المواقف غير الصحية لتونس تجاه قضية الصحراء المغربية”. ودعا دبلوماسيون تونسيون حكومة بلادهم إلى استعادة التوازن في علاقاتها مع دول الجوار، منتقدين في الوقت ذاته ما أسموه “الميل التونسي إلى الجزائر وتدخل هذه الأخيرة في الشؤون الداخلية للتونسيين”.
المصدر: وكالات