حظيت أيقونة الفن الشعبي الأمازيغي حادة أوعكي، ومديرة المكتب المغربي لحقوق المؤلفين والحقوق المجاورة دلال محمدي العلوي، ومديرة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي لطيفة أحرار، بتكريم خاص في حفل نظمته الجمعية الوطنية للموسيقيين والفنانين بدار الثقافة ببني ملال.
وتقديرا لمكانتها الفنية كرائدة من رواد الفن الأمازيغي، ولجت أوعكي قاعة دار الثقافة، التي كانت تغصّ بالحاضرين، على أنغام فرقة أمازيغية وتصفيقات الحاضرين، مما حفّزها على أخذ الكلمة للثناء على الجهة المنظمة، وعلى حفاوة الاستقبال، مؤكدة أنها كانت تُغني بكل جوارحها للوطن والملك.
وبالمناسبة، قال المدير الجهوي للثقافة بجهة بني ملال خنيفرة، لعتيك ماء العينين، إن “الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة، الذي بسببه نلتقي اليوم في هذا اللقاء، ليجسد اعترافا حقيقيا لكل أنثى سهرت لننام وتعبت لنستريح ومرضت لنشفى.. وهو مناسبة تدعونا للتأمل ومراجعة المواقف ومحاسبة الذات”.
وأضاف “نلتقي اليوم في هذا الحفل البهيج نماذج أنثوية، رغم قلتها فهي تجسد الشموخ الإنساني في شقه الأنثوي، ومهما قلنا من كلام ودبجنا من مُصنفات القول، شعرا كانت أم نثرا، فلن نعطي المرأة حقها على الإطلاق، ولن نُوفّيها مكانتها الإنسانية أولا، والأحرى أن تكون اجتماعية واقتصادية وسياسية”.
واعتبر ماء العينين تخليد عيد المرأة بهذا الاحتفاء المتواضع شعورا متميزا بمكانتها العظمى داخل المجتمع. وأضاف “لو كان احتفالنا هذا رمزيا فإننا نقوم بهزة ترحيب وإكبار وتقدير وإجلال على غرار ما قاله الشاعر أبو صخر الهذلي: وإني لتعروني لذكراك هزة/ كما انتفض العصفور بلّله القطر. ها نحن في ذكراك أيتها الأم، التي قال الشاعر حافظ إبراهيم عنك: الأم مدرسةٌ إذا أعددتها/ أعددت شعباً طيب الأعراق.. نحن نصفق لك وننحني احتراما وإجلالا في عيدك المشرق”.
من جهته، أشاد نور الدين بومار، المندوب الجهوي للمكتب المغربي لحقوق المؤلفين والحقوق المجاورة، بالنيابة عن دلال محمدي العلوي التي تعذر عليها الحضور، بجهود الجمعية الوطنية للموسيقيين والفنانين التي نظمت هذا الحفل لتكريس ثقافة الاعتراف.
وقال إن “المكتب المغربي يُقدم كل الدعم لجميع الفنانين والمؤلفين المغاربة والأجانب، بنهجه سياسة القرب عبر فتحه مندوبيات جهوية بكل جهات المملكة”. وشدد على أهمية دور المرأة المغربية في المجتمع، مشيرا إلى أن المرأة المغربية أثبتت جدارتها وأحقيتها في كل المجالات، وتفوقت على الرجل، وظلت سندا له.
وأبرزت الجمعية الوطنية للموسيقيين والفنانين في كلمة لها أن “هذا الاحتفاء، الذي يتم بشراكة مع المكتب المغربي لحقوق المؤلفين والحقوق المجاورة، والمديرية الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع الثقافة، جاء تحت شعار: المرأة تاريخ حاضر مستقبل”.
وأضافت أن “التاريخ تجسده أيقونة الغناء الأمازيغي حادة أوعكي، المزدادة سنة 1953 بزاوية آيت إسحاق بإقليم خنيفرة، والحاضر تمثله دلال محمدي العلوي، مديرة المكتب المغربي لحقوق المؤلفين، التي كان لها الفضل في إبراز حقوق المؤلف، فيما المستقبل تجسده مديرة المعهد العالي للفن المسرحي لطيفة أحرار، النموذج الذي يجب أن يحتذى به باعتبارها امرأة ذات كفاءة عالية ولها الجرأة في الإبداع والتمكن الأكاديمي”.
وتميز الحفل بمشاركة العديد من الفرق الفنية الأمازيغية، ومجموعة عبيدات الرما آيت اعتاب، ومجموعة أحيدوس آيت أومازيغ، وأشبال أولاد بن عكيدة، فضلا عن عدد من الفنانين الذين أغنوا الأغنية المغربية بإنتاجاتهم.
المصدر: وكالات