تواصل مجموعة من الأفلام السينمائية المغربية الجديدة تصدر شباك التذاكر بالقاعات الوطنية، أياما قليلة قبل نهاية السنة الجارية التي شهدت تقديم أعمال متنوعة أغنت خزانة الفن السابع بالمغرب؛ على الرغم من اختلاف مستواها الفني وتضارب آراء النقاد حول تقييمها.
عبد الكريم واكريم، الكاتب والناقد السينمائي، قال: “للأسف الشديد، لا نملك في المغرب مواسم سينمائية، كما يحدث في مصر في الأعياد وفصل الصيف”، مبرزا أنه إذا باتت تعرض الأفلام المغربية خلال مواسم معينة سيكون أمرًا جيدا جدا.
وتابع الناقد السينمائي المغربي عينه، في تصريح لهسبريس، قائلا: “الأفلام المغربية التي تعرض في القاعات السينمائية المغربية اليوم يتفاوت مستواها بين الأفلام الكوميدية البسيطة جدا وبين أفلام لا تتوفر على الحد الأدنى من معايير الفيلم السينمائي الحقيقي وبين أفلام أخرى تتوفر فيها على الأقل شروط فيلم سينمائي”.
وأبرز المتحدث ذاته: “على سبيل المثال، الفيلم الجديد ‘مطلقات الدار البيضاء’، الذي يعرض حاليا في القاعات المغربية، يستحق تشجيعه وتشجيع هذا النوع من الأفلام؛ لأنها تزاوج بين أعمال يضع فيها المخرجون الجمهور في حسبانهم وفي الآن نفسه تعالج مواضيع اجتماعية مهمة”.
وواصل معتبرا أن شريط عهد بنسودة يعالج قضية الطلاق المتفشية بكثرة في المجتمع المغربي بشكل مقبول وبنوع من كوميديا الموقف في التعاطي مع هذه الظاهرة؛ وهو ما يجعله يدعم كناقد هذه النوعية من الأفلام على أن تكون حاضرة في القاعات السينمائية المغربية، لأنها تحافظ على مستوى فني مقبول ومعالجة مقبولة عكس أفلام أصبحت خلال الأعوام الفارطة تحتل صدارة البوكس أوفيس المغربي وهي أعمال جد عادية على سبيل الإخوان و100 مليون.
وكشف واكريم أنه في مقابل ذلك نافس السنة الماضية فيلم “قرعة ميريكان” بكوميديا الموقف مع احترام الموضوع الذي تم التطرق له واحترام الجمهور؛ لأن ذلك أمر مهم، ويجب عدم الاستهانة بذكائه وعدم النزول إلى القاع، ويجب توفر أفلام محترمة لأن الجمهور المغربي الآن أصبح يقبل على الأعمال العالمية سواء في دور العرض أو عبر المنصات الإلكترونية.
وبخصوص فيلم “نايضة” لمخرجه سعيد الناصيري، سجل الناقد السينمائي المغربي أن هذا الشريط المعروض حاليا بالقاعات السينمائية الوطنية يظهر في نفس مستوى الأفلام الأخرى، “وكأن به يتم محاكاة السيتكومات “الحامضة” والبليدة التي تقدم عبر التلفزيون”.
وخلص عبد الكريم واكريم إلى أن عرض فيلم مغربي في القاعات السينمائية كيفما كان مستواه وإقبال الجمهور المغربي عليه يبقى مقبولا باستثناء الأفلام التي تحدث سابقا عنها والتي يجب أن تكون بإنتاج ذاتي وليس بدعم عمومي، هذا الأخير الذي يجب أن يعطى للأفلام المحترمة فنيا.
وأضاف مؤلف كتاب “أسئلة الإخراج السينمائي في المغرب”: “من يريد أن يصنع سينما، فليصنعها بالطريقة التي تحلو له؛ لكن من ماله، ولا يتم منحه من أموال الدولة”.
المصدر: وكالات