على بعد 12 كيلومترا من مدينة ورزازات، المعروفة عالميا بـ”هوليود إفريقيا”، تقع واحة فينت التي تم بناؤها بين جبال صخرية شاهقة، تتكون من أربع قرى صغيرة، وتعتبر من بين الواحات الصامدة أمام موجة الجفاف التي عرفها الجنوب الشرقي للمغرب.
الواحة الممتدة على مساحة كبيرة يخترقها واد “فينت”، تتميز بأشجار النخيل التي تعطيها جمالية وسحرا طبيعيا خلابا، تجذب عشاق الطبيعة والراغبين في قضاء يوم هادئ بعيدا عن ضجيج المدن، كما أنها أصبحت قبلة سياحية عالمية بإقليم ورزازات، وأيضا قبلة لمنتجي الأفلام العالمية.
هذه الواحة الإيكولوجية هي واحدة من أشهر المواقع السياحية في إقليم ورزازات، إلى جانب قصر آيت بنحدو، وأيضا واحدة من المقاصد الرئيسية لزوار ورزازات، اكتسبت شهرتها لأنها من أجمل النقط السياحية في المملكة المغربية، يزورها الآلاف من المغاربة والأجانب طوال السنة.
وأكد عدد من زوار هذه الواحة الإيكولوجية أنها أصبحت منطقة سياحية وترفيهية كبيرة لكونها من المواقع السياحية ذات التاريخ العريق في إقليم ورزازات، وأيضا باعتبارها واحة صامدة أمام الجفاف، ولكرم ضيافة أهلها.
فينت .. القلب النابض للسياحة
سائح من أصل فرنسي التقت به جريدة هسبريس الإلكترونية وسط واحة فينت، قال: “هذه الواحة الإيكولوجية تعتبر أحد أهم المواقع السياحية بإقليم ورزازات، يزورها آلاف السياح مغاربة وأجانب”، مضيفا أن “زوار هذه الواحة يتمتعون بجمال الجغرافيا وعبق التاريخ وسحر الطبيعة”.
ولم يخف السائح ذاته عشقه لهذه المنطقة التي قال إنها تعد “القلب النابض للسياحة بإقليم ورزازات”، داعيا السياح من جميع بقاع العالم إلى زيارة هذه الواحة للتمتع بالراحة النفسية وجمال الطبيعة، مشيرا إلى أنه “من الممكن أيضا بالنسبة للمهتمين بالتاريخ تكوين لمحة عن تاريخ هذه المنطقة الإيكولوجية الفريدة من نوعها”.
وأكد مسؤول بالقطاع السياحي بإقليم ورزازات أن واحة فينت تسمح بمزاولة الأنشطة السياحية المختلفة، مثل المشي لمسافات طويلة، أو القيام برحلات على ظهور الدواب أو على متن الدراجات الجبلية أو السيارات رباعية الدفع، وتنظيم الإقامات المؤقتة، وغيرها من الأنشطة والخدمات الموجهة أساسا للسياحة، ويمكن أيضا اكتشاف طريقة عيش الساكنة المحلية.
وأضاف المسؤول ذاته، في تصريح لهسبريس، أن واحة فينت ليست الوحيدة التي تجلب السياح، لكنها تبقى من أهم المواقع السياحية، مبرزا أن “الإقليم يزخر بعدد من المواقع السياحية التي تجذب الزوار من كل حدب وصوب”، داعيا المواطنين، وخاصة العاملين في القطاع السياحي، إلى “العمل على توفير ظروف ملائمة وحسن الاستقبال لترويج الوجه الأفضل للمنطقة”، وفق تعبيره.
وجهة للأفلام والسياحة العالمية
تحولت واحة فينت، على غرار مواقع أخرى بإقليم ورزازات، إلى وجهة لتصوير الأفلام العالمية، وهو ما يجعلها تشتهر أكثر، وأصبحت أيضا قبلة سياحية بامتياز، يقول عزيز واوزيز، أحد سكان هذه الواحة الإيكولوجية الفريدة من نوعها، مشيرا إلى أن “كرم وحسن ضافية أهل الواحة، وأيضا المجهودات المبذولة من طرف الدولة في المنطقة، عوامل تساهم بالدرجة الأولى في تحريك عجلة السياحة”.
وأضاف عزيز، في تصريح لهسبريس، أن “جميع الظروف التي يبحث عنها السياح ومنتجو الأفلام تتوفر عليها واحة فينت”، وهي واحة شيدت وسط جبلين شاهقين يخترقها واد كبير، وبها بساتين النخيل التي تعطي للمكان سحرا وجمالا.
وقال عدد من السياح الذين التقت بهم هسبريس بمنطقة فينت وورزازات إن واحة فينت تعتبر جوهرة سياحية عالمية، وهو ما يجذب إليها عشاق تصوير الأفلام العالمية وأيضا السياح من كل أقطار العالم، واصفين إياها بأنها “جنة ورزازات”، داعين السياح إلى زيارتها واكتشاف ما تزخر به من طبيعة خلابة.
وتعرف هذه الواحة توافد المئات من السياح الوطنيين والأجانب طيلة أيام الأسبوع لقضاء فترات من الراحلة والهدوء وسط خرير المياه العذبة وزقزقة العصافير.
وحث رشيد، وهو مستثمر في السياحة، السياح على المحافظة على جمالية الواحة من خلال جمع النفايات التي ينتجونها.
انتعاش سياحي
محمد تخشي، رئيس المجلس الجهوي للسياحة بدرعة تافيلالت، قال إن السياحة بإقليم ورزازات عرفت انتعاشا مهما وكبيرا في الشهور الأخيرة، كاشفا أن الحجوزات في الفنادق والقصبات والمآوي السياحية ودور الضيافة بإقليم ورزازات، وصلت أعلى مستويات في الشهور الثلاثة المقبلة (فبراير، مارس، أبريل).
وأكد تخشي، في تصريح لهسبريس، أن إقليم ورزازات عرف قفزة نوعية من الاستقبال السياحي منذ شهور، مشيرا إلى أن المشكل الذي قد تواجهه السياحة بالإقليم هو النقص في الإيواء بالنظر إلى زيادة الوافدين من السياح وكذلك منتجي الأفلام العالمية.
وقال: “إقليم ورزازات يتميز مقارنة بأقاليم الجهة بالقصور والقصبات والواحات التي تجذب السياح من كل أقطار العالم، والانتعاشة السياحية التي يعرفها الإقليم حاليا ما هي إلا بداية لانطلاقة قوية لهذا القطاع، خاصة أن هناك برنامجا مهما يشرف عليه عامل الإقليم يهم الترويج والتنشيط السياحي”، مقرا بأن السلطة الإقليمية قامت بمجهودات كبيرة في هذه الانتعاشة التي يعرفها قطاع السياحة والقطاعات المرتبطة به.
وفي تصريح لهسبريس، قال محمد الأغضف الشيخ ماء العينين، المندوب الإقليمي لوزارة السياحة بورزازات-زاكورة وتنغير، إن “القطاع السياحي له دور مهم وأساسي في التنمية بإقليم ورزازات بصفة عامة”، مشيرا إلى أنه يساهم بشكل أساسي في تحريك الاقتصاد المحلي.
وأضاف المسؤول المكلف بالسياحة في ورزازات أن “هناك اتفاقية وقعت بين مجموعة من القطاعات أشرف عليها عامل الإقليم من أجل الترويج والتنشيط السياحي بورزازات”، مشيرا إلى أن “الاتفاقية تروم بالأساس التعريف بما يزخر به إقليم ورزازات من مؤهلات سياحية وثقافية وتاريخية وواحية إيكولوجية، وذلك بهدف جعل ورزازات وجهة الإقامة بامتياز”.
وتابع الأغضف بأن “مطار ورزازات يستقبل السياح من عدد من الدول، وخاصة فرنسا، كما هو الشأن بالنسبة لمطارات الجهة ومطار مراكش الدولي، والحركة السياحية بالإقليم بدأت تسترجع عافيتها، والقطاع عرف قفزة مهمة ونوعية منذ شهور”.
المصدر: وكالات