تخوض هيئات وأحزاب مغربية وسفارات المملكة بالخارج حملة لحث المواطنين المغاربة، بالداخل والخارج، على التسجيل في اللوائح الانتخابية ضمن المراجعة السنوية لهذه اللوائح لعام 2026.
وأعلن بلاغ لوزارة الداخلية أن “هذه العملية ستستمر حتى 31 دجنبر الجاري”، فيما دعا حزب التقدم والاشتراكية المواطنين غير المسجلين الذين تتوفر فيهم الشروط إلى “التسجيل بكثافة”.
يعيد هذا الموضوع طرح “معضلة” إقبال المواطنين المغاربة على التسجيل في اللوائح الانتخابية، لا سيما فئة الشباب، الذين تشير تقارير رسمية، أبرزها تقارير المندوبية السامية للتخطيط، إلى “عزوفهم” عن المشاركة.
وقال محمد شقير، محلل سياسي، إن “رهان الدولة يهدف إلى إنجاح الانتخابات المقبلة، ويتم ذلك سواء من خلال تعديل قوانين الانتخابات، بما في ذلك إبعاد المشبوهين، وتشجيع الشباب المستقلين دون 35 سنة على الترشح عبر تمويل حملاتهم”.
وأضاف شقير، في تصريح لهسبريس، أن ضمان كثافة التسجيل في اللوائح الانتخابية هو الرهان الأهم للسلطة؛ لأنه يمنح الشرعية السياسية للانتخابات ويساهم في إشراك فئات واسعة من الشباب في التصويت أو الترشح.
وذكر أن “مسألة العزوف عن التصويت مشكلة بنيوية تتطلب ترسيخ الواجب الوطني للتسجيل، وغرس روح المواطنة لدى الشباب والفئات الواسعة من المغاربة، إلى جانب ضرورة إقناعهم بأن الانتخابات يمكن أن تغير من وضعيتهم وتساهم في تحسينها، خاصة فيما يتعلق بفرص الشغل والتخفيف من البطالة”.
وزاد: “حتى الآن، من الصعب على المغاربة، بمن فيهم الشباب، أن يقتنعوا بهذه الفكرة، مما يؤدي إلى عدم تسجيلهم أو عدم تصويتهم”، معتبرا أن “الخطأ يكمن في عدم فرض إلزامية التصويت منذ البداية، على غرار الدول التي رسخت ديمقراطيتها منذ عقود”.
وأشار المتحدث ذاته إلى قوة المطالب بإلغاء لوائح الانتخابات والاكتفاء ببطاقة التعريف للتصويت، مع اعتماد التسجيل الأوتوماتيكي لكل من بلغ 18 سنة، دون الحاجة إلى عملية التسجيل المعقدة التي تتطلب الذهاب إلى الإدارة، حيث يشكل هذا التعقيد عائقا في العلاقة بين المواطن والإدارة.
وتطرق شقير لـ “غياب إرادة سياسية حقيقية لدى السلطة لتسهيل المشاركة دون لوائح انتخابية، مقابل مواطنين لم تترسخ لديهم مسألة الواجب الوطني، مما يخلق عوائق سياسية وثقافية أمام المشاركة في الاستحقاقات نتيجة كلا الطرفين”.
من جهتها، قالت شريفة لموير، محللة سياسية، إن مسألة استقطاب الشباب للتسجيل في اللوائح الانتخابية، الذي يبقى واجبا وطنيا، “أمر صعب”.
وأضافت لموير، في تصريح لهسبريس، أن “اقتران العزوف السياسي بكل تمظهراته بالشباب اليوم يجعل نجاعة تشجيعهم على الانخراط السياسي ضعيفة، في ظل راهنية مجموعة من القضايا التي عمقت شرخ الثقة في العملية السياسية برمتها”.
وتابعت: “حتى مع تبني آليات جديدة، منها تكثيف حملات حث المواطنين على التسجيل، من الصعب الجزم بفعاليتها؛ لأن الإشكال الحقيقي ليس في الحملات بقدر ما هو في الثقة بالفاعل السياسي”.
وختمت المحللة السياسية قائلة إن “العزوف السياسي الذي يتبناه الشباب المغربي يبقى عزوفا بوعي، لترجمة موقفهم من الأحزاب السياسية والعملية الانتخابية برمتها”.
المصدر: وكالات
