مرت سبع سنوات على تقدم المغرب بطلب رسمي للانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس” في 24 فبراير 2017، وهي الرحلة التي لم تكن سهلة أمام الرباط في ظل تعقيدات اقتصادية وجيو-سياسية. واليوم، تبدو المملكة “أكثر حماسا” لتكتلها الأطلسي الجديد في ظل استمرار تأخر قبول عضويتها في “إيكواس”.
تعيش المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا على وقع “التفكك” منذ موجة الانقلابات التي مست دولا محورية في الساحل الإفريقي، إذ انسحبت بوركينافاسو، ومالي، والنيجر بشكل فوري في يناير المنصرم، بعدما شنت الـ”إيكواس” ضدها حملة عقوبات صارمة، تبين في الأخير أنها غير مجدية.
ويقر الرئيس النيجيري، بولا أحمد تينوبو، بـ”ضرورة تغيير النهج الذي تم اتخاذه ضد الأنظمة العسكرية في أربع دول أعضاء”، قبل أن يتم الإعلان خلال قمة طارئة، السبت الماضي، عن سحب عقوبات وتخفيف أخرى ضد المنسحبين، ما خلق جدلا حول مصير سياسات التكتل.
وتزامنا مع أزمة انسحاب بوركينا فاسو ومالي والنيجر، التي تحاول “إيكواس” حلها بالدعوة إلى المصالحة، تعيش السنغال، وهي عضو محوري، على وقع أزمة سياسية تتزايد بعد رفض معارضي الرئيس ماكي صال الدخول في محادثات.
ومع مرور سبع سنوات، تغير الوضع كثيرا في منطقة الساحل، وهو ما رصدته الرباط التي خطت خطواتها الأولى لبناء تكتل إقليمي عنوانه المحيط الأطلسي، فيما يرى مراقبون أن المملكة ما تزال تطمح لعضويتها في “الإيكواس”، لكنها تتدارك الزمن الضائع بلعب الأوراق المتوفرة.
انضمام الرباط
لحسن بوشمامة، خبير سياسي، قال إن “المغرب ما يزال منفتحا على الانضمام إلى إيكواس، حيث تقدم بطلب، وبعدها لم يبد رسميا رغبته في التخلي عن هذا الطموح”.
وأضاف بوشمامة، ضمن تصريح لهسبريس، أن “التأخر في الرد على الطلب المغربي هو أيضا غير وارد للنقاش المستفيض، خاصة وأن إيكواس كما هو الحال لدى جل التكتلات في العالم تعيش على وقع التحول”.
وبين الخبير السياسي ذاته أن “المغرب بالطبع يراقب التحولات التي تحدث في هذا التكتل، خاصة مع انسحاب 3 دول بارزة، كما أن خطوات الرباط ليست التأثير على التكتل، بقدر ما تسعى لتنمية الساحل الإفريقي، ووضعه في سكة النجاحات على المستوى القاري”.
واسترسل المتحدث شارحا: “مبادرة الأطلسي المغربية تهدف بالأساس إلى تنمية دول الساحل، انطلاقا من رؤية الرباط للقارة السمراء، وقدراتها الكبيرة على لعب دور عالمي مؤثر بطريقة إيجابية”.
وزاد: “المغرب محكوم عليه أن يأخذ المبادرة لإعادة ترتيب التكتلات الإقليمية التي يكون عضوا فيها، من خلال استراتيجية التنمية الشاملة والمستدامة، مع استحضار خبرته في التعاون جنوب-جنوب”.
غياب المنافسة
سجل عبد الواحد أولاد مولود، أستاذ القانون العام بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن “المغرب ما يزال يرغب في الانضمام إلى هذا التكتل، ومبادرة الأطلسي ليست منافسا”.
وأضاف أولاد مولود، في تصريح لهسبريس، أن طلب المغرب لقي استحسانا من قبل التكتل، لكن الظروف شاءت أن تواجه الرباط بعض العراقيل على هذا المستوى، وهي مجرد مراحل زمنية يتم حلها مع الوقت.
وبين أستاذ القانون العام أن المنظمة عرفت فعلا في السنوات الأخيرة تراجعا، بعد أحداث الانقلاب في دول الساحل، وانسحاب بوركينا فاسو، ومالي، والنيجر، بعد فرض عقوبات عليها، مشيرا إلى أن “هنالك تيارات حاليا داخل المنظمة”.
“المغرب بعد هاته الأحداث كان سباقا لتنويع شركائه، سواء إقليميا أو دوليا، ومبادرة الأطلسي تسعى للم شمل دول الساحل، وتحقيق التنمية الاقتصادية، وليس منافسة إيكواس، وخلق تكتل مضاد”، يتابع أولا مولود، مستدركا بأن “المغرب من خلال تحقيق انضمامه مستقبلا لإيكواس، سيحقق بالفعل العديد من المكاسب، طالما أن الأبواب مفتوحة”.
المصدر: وكالات