تتواصل التحقيقات في قضية تصفية زوج المغنية ريم فكري على طريقة العصابات، بعدما عُثر على أجزاء من جثته مرمية في نهر بضواحي الدار البيضاء، وتمكن الشرطة من توقيف مشتبه في وقوفهم وراء هذه العملية التي بدأت باحتطاف من الشارع العام، فتعذيب ثم قتل.
تشير المعلومات الأولية، إلى وقوف فرنسي آخر من أصل مغربي، هو بارون المخدرات البارز، رضا أباكريم، المرقب بـ”توربو”، وراء هذه الجريمة. وقد أوقفته الشرطة على ذمة التحقيق في هذه القضية. في المقابل، ترمي عائلة الضحية باتهامات إلى زوجته، المغنية ريم فكري.
ويبدو حسب تصريحات والد وشقيقة الضحية، أن العلاقة الزوجية بين المغنية فكري وزوجها لم تكن على ما يرام، بل إن زوجها كان ينوي الانفصال عنها قبل مقتله. بل ويشير إلى أن حدوث مشاجرة بين ابنه وبين “توربو” في ملهى بالدار البيضاء قبل اختطافه، مؤكدا ان ابنه “عبر له عن خشيته من تعرضه لعملية انتقام” بعد تلك المشاجرة.
محامي المغنية، مراد الجعوطي، أصدر ردا على ذلك، بيانا يندد بظروف هذه التعليقات الصادرة عن عائلة الضحية “في توقيت يسبق شعيرة الدفن وتقديم واجب العزاء”، مشيرا إلى أن تلك التصريحات تشكل “رغبة مقنعة في حرمان موكلته من حقوقها المتعلقة بالتركة”.
“توربو”.. شبح تصفيات
المثير في هذا الملف بروز اسم “توربو”، اللقب المعروف به رضا أباكريم، البارون المثير للجدل. والد الضحية أشار إلى وجود علاقة بين “توربو” وواحد من الموقوفين “استأجر السيارة التي كان ابنه على متنها قبل اختطافه”.
لدى “توربو” قصة مشوقة مع المحاكمات. بحسب صحيفة “لوبريزيان” الفرنسية، جرت تبرئته في جريمة قتل ارتكبت سنة 2021 في بواسي في فرنسا، من طرف القضاء المغربي سنة 2023.
كانت شرطة مطار محمد الخامس، قد ألقت القبض عليه يوم 22 دجنبر 2021، ببعدما كان مبحوثا عنه بمذكرة بحث دولية، وقدكان قادما على متن رحلة جوية من دبي.
الموقوف، وفق المصدر ذاته، يُعرف بكونه أحد أكبر بارونات شبكات تهريب القنب بين المغرب وفرنسا، مشيرة الى أنه “كان مطلوبا بشدة من قبل المكتب الفرنسي لمكافحة المخدرات المعروف اختصارا ب (Ofast)، بالنظر لسجله الاجرامي الحافل بتهريب المخدرات، وتنفيذ عمليات اختطاف وجرائم أخرى.
وجرت عملية اعتقال “توربو” مباشرة بعد وصوله الى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، اذ أظهرت عمليات التحقق من بصمات أصابعه قام بها ضابط شرطة الحدود أنه مطلوب بموجب مذكرة بحث صادرة عن السلطات الأمنية الفرنسية، كما تبين أن الموقوف الفرنسي من أصل مغربي كان بحوزته عدة جوازات سفر مزورة، وأنه مطلوب لدى الانتربول، ومحكمة استئناف فرساي لتورطه في جريمة قتل.
قالت الصحيفة الفرنسية إنه كان وراء إعدام أحد أعضاء الشبكة الإجرامية التي يقودها، في بويسي عام 2007، ويتعلق الأمر بالمدعو “إبراهيم حجاجي”، الذي قُتل في مدينة “لاكودراي” بضاحية “إيفلين” عن عمر يناهز 26 عامًا، بمساعدة اثنين من مساعديه، بعدما عمد الضحية الى سرقة كمية من الحشيش تترواح ما بين 500 إلى 600 كيلوغرام، أي ما يعادل حوالي أربعة ملايين يورو.
وحُكم على “توربو” غيابيا في فرنسا ً في يونيو 2020 بالسجن النافذ لمدة 21 عامًا. و خلال المحاكمة، طالب محاميه إريك دوبوند موريتي، وهو وزير العدل الفرنسي الحالي، بالبراءة، لانعدام أدلة كافية تدينه في جريمة القتل تلك.
التاريخ الإجرامي الطويل لـ”توربو” بحسب المصدر نفسه،، بدأ في سن 12عاما، إذ ارتكب عدة أفعال إجرامية تتوزع ما بين السرقة والعنف والتهديد والابتزاز. في عام 2003، اشتبه في أنه أمر باختطاف طفل يبلغ من العمر 9 سنوات، حيث قام باحتجازه لعدة أيام قبل تحريره من قبل الشرطة، وأشيع أن والده دفع مبلغ ماليا يقدر بـ60 ألف يورو”.
وتبدو جريمة زوج المغنية فكري، شبيهة في الملامح العامة، بأسلوب “توربو”، في سياق تصفية حسابات بسبب خلافات بين عصابات المخدرات. لكن إذا كانت هذه الفرضية صحيحة، فإن التساؤلات تطرح حول دافع عائلة الضحية في إعطاء المغنية فكري دورا في هذه الجريمة.
وفقا للسلطات، تعود هذه القضية إلى الثامن من شهر فبراير الجاري عندما توصلت مصالح الشرطة بالدار البيضاء ببلاغ حول اختطاف الضحية من طرف مستعملي سيارة رباعية الدفع، وهو ما استدعى فتح بحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
وقد أسفرت إجراءات البحث المنجزة عن توقيف المشتبه فيه الرئيسي الذي ساهم في التنفيذ المادي لجريمة الاحتجاز والاختطاف والتعذيب المفضي للموت، داخل حاوية بمنزله بمنطقة المنصورية بضواحي المحمدية، قبل التخلص من الجثة بعد التمثيل بها بمجرى نهري بضواحي الرباط.
وتباشر حاليا فرق متخصصة من الشرطة العلمية والتقنية عمليات المسح التقني بمسرح الجريمة، كما تواصل فرق أمنية أخرى إجراءات التمشيط، بتعاون مع عناصر الوقاية المدنية، بالمجرى النهري الذي يشتبه في كونه المكان المفترض للتخلص من الجثة.
المشتبه فيه الرئيسي المتورط في ارتكاب هذه الجريمة، وخمسة أشخاص آخرين يشتبه في ارتباطهم بهذه القضية، على ذمة البحث القضائي بغرض استجلاء الخلفيات الحقيقية لهذه الجريمة التي يشتبه في كونها ناتجة عن تصفية حسابات بسبب خلافات سابقة بين الضحية والمشتبه فيه الرئيسي.
المصدر: وكالات