أبدت الجامعات الإسبانية، الخميس، استعدادها لتعليق تعاونها مع أي مؤسسة تعليمية إسرائيلية لا تعرب عن « التزام واضح بالسلام »، مع احتدام الحرب في غزة.
على خلاف ذلك، لم تصدر الجامعات المغربية موقفا واضحا من الحرب حتى الآن. وتعقد جامعات عدة شراكات مع أخرى في إسرائيل، وأبرز مثال على هذه الشراكة تلك التي همت مجال التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، والتعاون الرسمي بين جامعة بن غوريون وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات، بعد توقيع اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والمغرب في دجنبر 2020.
أيضا، جرى في سبتمبر 2022، توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة عبد المالك السعدي وجامعة حيفا الإسرائيلية.
وفي نوفمبر من العام نفسه، جرى التوقيع على اتفاقية شراكة علمية بين الجامعة الدولية للرباط وجامعة بن غوريون ببئر السبع، بهدف تطوير وتكريس التعاون العلمي والأكاديمي بين الجامعتين من خلال الأنشطة الأكاديمية.
وتهدف الاتفاقية التي وقع عليها كل من نور الدين مؤدب رئيس الجامعة الدولية للرباط، ودانيال شاموفيتز رئيس جامعة بن غوريون، لتعزيز التبادلات بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وتحفيز مشاريع البحث العلمي وتنظيم المؤتمرات والندوات المشتركة.
واكتسبت الاحتجاجات الطلابية زخما في جميع أنحاء أوربا الغربية في الأسابيع الأخيرة، حيث طالب المتظاهرون بوقف إراقة الدماء في غزة وقطع العلاقات مع إسرائيل، مستلهمين في تحركهم التظاهرات التي اجتاحت الجامعات الأمريكية.
وفي بيان، أدان مجلس الجامعات الإسبانية « كرو » أعمال العنف وأعلن عن دعمه للاحتجاجات التي اندلعت مؤخرا.
تأسس مجلس الجامعات عام 1994 وهو يضم ما مجموعه 76 جامعة إسبانية، 50 عامة و26 خاصة.
وطالب المجلس بوقف فوري للأعمال الإسرائيلية في غزة، متعهدا « مراجعة العلاقات، وإذا لزم الأمر، تعليق التعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث الإسرائيلية التي لم تعرب عن التزامها الراسخ بالسلام واحترام القانون الإنساني الدولي ».
لكن البيان الدبلوماسي اللهجة لم يذهب إلى حد استرضاء الطلاب في العديد من مخيمات الاحتجاج التي أقيمت في جميع أنحاء إسبانيا ولا تزال سلمية حتى الآن.
وقال سيباستيان غونزاليس (28 عاما) وهو طالب في القانون والعلوم السياسية في جامعة كومبلوتينسي في مدريد لوكالة فرانس برس، « ما نريده حقا هو أن تلبي الحكومة ورؤساء الجامعات مطالبنا وقطع العلاقات مع إسرائيل ».
وأضاف غونزاليس المتحدث باسم المحتجين « عندما تلبى مطالبنا سنفض المخيم. وحتى ذلك الحين سنواصل المقاومة هنا وفي جميع أنحاء إسبانيا ».
وفي إسبانيا، بدأ الاحتجاج الأول في 29 أبريل في جامعة فالنسيا في شرق البلاد، حيث نصب الطلاب حوالى عشرين خيمة للمطالبة « بإنهاء الإبادة الجماعية في غزة ».
وأعقب ذلك احتجاج مماثل بالخيام في جامعة برشلونة، قبل أن تمتد المعسكرات هذا الأسبوع إلى مدريد وإقليم الباسك شمالي البلاد وأليكانتي شرقا ومنطقة الأندلس جنوبا.
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر بعدما نفذت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصا استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وخطف أكثر من 250 شخصا ما زال 128 منهم محتجزين في غزة توفي 37 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.
وتعهدت إسرائيل ردا على الهجوم، « القضاء » على حماس. وتنفذ منذ ذلك الوقت، حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة، تسببت بسقوط 34904 قتلى غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
وأثارت حرب غزة موجة احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين هزت الجامعات الأمريكية لأسابيع بكثافة لم تشهدها الولايات المتحدة منذ عقود، قبل أن تمتد الموجة بعد ذلك إلى مدن في أوربا وحتى أستراليا.
المصدر: وكالات