تقضي ساكنة المناطق المتضررة من “زلزال الحوز” أول عيد أضحى في ظروف استثنائية، طبعها التزامها بتقليد نحر الأضاحي، لكن مع “مشكل تخزين اللحوم بعد عملية النحر”، الذي طفا على السطح في ظل عدم توفر نسبة مهمة من ساكنة الخيام والمنازل المتنقلة على الثلاجات.
ووفق تصريحات عدد من ساكنة هذه المناطق لهسبريس فإن مشكل تخزين لحوم الأضاحي يرافقه جو حار ولهيب داخل الخيام البلاستيكية، دفع البعض إلى التخلي عن أجزاء عديدة من لحم أضحيته حتى يتسنى له تخزين كمية محدودة عند جاره الذي يمتلك الثلاجة.
ولجأ البعض، بحسب المصادر عينها، إلى أصحاب الدكاكين من أجل التخزين، لكن هذه العملية تبقى محدودة، ويستفيد منها عدد محدود من الناس، وتحديدا من له صلة جيدة بصاحب الدكان.
والتزمت غالبية ساكنة الحوز هذه السنة باقتناء أضحية العيد رغم الأسعار المرتفعة، وسط أجواء من الصبر وترقب المستقبل، مع إحساس بالضيق من الحرارة الشديدة في الخيام والمنازل المؤقتة.
اللجوء إلى الدكاكين
في إمين تالا كشف حمزة أعراب، ابن الدوار، “لجوء نسبة محددة من الساكنة إلى رمي أجزاء من لحوم أضاحيها بسبب غياب أماكن تخزينها”.
وأضاف أعراب، في تصريح لهسبريس، أن “غالبية الساكنة بالدوار تمتلك ثلاجات صغيرة، منها ما لها مساحة كافية للتخزين وأخرى لا، وهذا الأمر رافقه وجود نسبة مهمة من الأشخاص الذين لا يمتلكون وسائل لتخزين لحومهم”، موضحا أن “هذه الفئة لجأت من جهة إلى البحث عن جيران لتخزين نسبة من اللحوم، ومن جهة أخرى إلى رمي ما تبقى”.
وساكنة دوار إمين تالا، وهو من أكثر الدواوير تضررا من الزلزال بإقليم الحوز، حصلت غالبيتها على منازل متنقلة، تبين أن الجو داخلها حار للغاية، عكس منازلهم السابقة المبنية بالطين، التي كانت تقاوم الحرارة في الصيف، والبرد في الشتاء.
وحول أجواء أول عيد أضحى خارج المنزل أورد أعراب: “الصبر رافقنا من جديد، ولم يعد الأمر مثيرا لنا بشكل كبير؛ بحيث بقي حزينا كما كان الحال بالنسبة لرمضان وعيد الفطر”.
ولم تختلف الهموم ذاتها لدى محمد أيت وكريم، وهو ابن دوار أمسلان، بجماعة إمكدال، إذ أكد أن “الحرارة في الخيام البلاستيكية أصبحت مرتفعة للغاية، خاصة مع بداية هذا الشهر، وهو أمر ضاعف مشكل تخزين لحوم الأضاحي”.
وأضاف المصرح لهسبريس أن من بين الحلول التي لجأت إليها ساكنة أمسلان “وضع اللحوم عند أصحاب الدكاكين”، مستدركا بأن “هذا الأمر ليس في متناول الجميع، فالغالبية ليست لهم ثلاجات”.
وشدد المتحدث عينه على أن الأهم بالنسبة له هو أن “جميع سكان الدوار نحروا أضحيتهم رغم صعوبة الظروف”، مردفا: “هذا الأمر يعطينا جميعا مزيدا من الصبر والأمل من أجل مستقبل أفضل”.
توفير مكيفات وثلاجات التخزين
وفي المقابل أوضح محمد بلحسن، منسق تنسيقية منكوبي الزلزال بأمزميز، أن “هنالك تباينا في مشكل تخزين لحوم الأضاحي بين دائرة أمزميز شبه الحضرية والدواوير الجبلية”.
وأورد بلحسن، لهسبريس، أن “مشكل التخزين لا يوجد في مركز أمزميز، بل في الدواوير الجبلية حيث مازالت الساكنة في الخيام والمنازل المؤقتة، فيما يتصاعد المشكل مع استمرار الحرارة المفرطة”.
وشدد منسق تنسيقية منكوبي الزلزال بأمزميز على أن “تخزين اللحوم في الخيام صعب، وهي التي تؤوي الأسر المتضررة وسط حرارة عالية للغاية”، مطالبا بـ”حلول أنجع على غرار أجهزة التكييف، وأخرى خاصة بتخزين المواد الغذائية”.
ومطلب تسريع البناء بالنسبة للمتحدث عينه هو “الأمر الذي سينهي كل هذه المشاكل، وغير ذلك مجرد حلول ترقيعية لا غير”، وفق تعبيره.
المصدر: وكالات