تتصاعد موجات الحرارة بالمغرب وترتفع معها احتمالات تعرض الأشخاص لبعض المخاطر الصحية، إذ يوصي خبراء باتباع عدد من الإجراءات للحفاظ على توازن الجسم، خاصة خلال هذه الفترة الصيفية.
فبالإضافة إلى العوامل المرتبطة بفصل الصيف وما يشهده من ارتفاع في درجة الحرارة، تعد التغيرات المناخية واحدة من أهم أسباب الارتفاع الشديد للحرارة، كما أوضح فؤاد العمراوي، خبير مناخي، في تصريح لهسبريس.
وأوضح العمراوي في هذا السياق أن التغيرات المناخية تجعل هذه الظواهر تتصاعد، مبرزا أن هذا التزايد المستمر في درجة الحرارة يهم مناطق عدة، وليس فقط بالمغرب، وأن هذه التغيرات المناخية تتجلى غالبا في شكل موجات حرارة عالية، أو فيضانات.
ونبه الخبير المناخي إلى خطورة التعرض لأشعة الشمس، مذكرا بالأحداث التي شهدتها فرنسا سنة 2003، بحيث تسببت درجات الحرارة العالية في وفاة آلاف المواطنين آنذاك.
وفي هذا الإطار، نبه المتحدث كبار السن والأطفال إلى خطورة إهمال شرب الماء بكميات كافية، ودعا إلى تجنب أشعة الشمس.
من جانبه، أبرز الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، أن المخلفات الصحية المرتبطة بالحرارة يمكن أن تصيب أيًّا كان، وبالخصوص المسنين والأطفال.
ودعا حمضي إلى شرب الماء باعتباره ضرورة حيوية للكبار والصغار قبل الإحساس بالعطش، وكذا شرب العصائر والشوربة للحصول على الأملاح المعدنية، والاغتسال بمياه الرشاش مرات عدة في اليوم دون تجفيف الجسم بالفوط بعد الاستحمام، أو استعمال رذاذ بارد لتبليل الجسم، وخصوصا الوجه والأطراف وجدع الجسم.
كما شدد على أهمية تعريض الأطراف المبللة للهواء والريح، أو ريح المروحة الكهربائية أو اليدوية، خاصة بالنسبة للمسنين الذين تنقص لديهم قوة الإحساس بالحرارة والعطش وتعجز أجسامهم عن تصريف الحرارة عن طريق التعرق مثل الشباب، وتناول وجبات خفيفة على مرات متعددة في اليوم، والتركيز على الخضر والفواكه لمد الجسم بحاجياته من الماء والأملاح دون إنهاكه.
ودعا الطبيب ذاته إلى الحفاظ على برودة المنزل أثناء النهار بإغلاق النوافذ لمنع تدفق الحرارة المفرطة من الخارج، وفتح النوافذ والباب لخلق تيار هوائي أثناء الليل وفي الصباح المبكر، مع استعمال المكيف الهوائي والمراوح لتلطيف الحرارة، خصوصا بعد تبليل الجسم بالماء، وتجنب الخروج أثناء الأوقات الأشد حرارة في اليوم، من 11 صباحا إلى 9 مساء، وعند الضرورة ارتداء ملابس قطنية خفيفة وفضفاضة فاتحة اللون مع قبعة كبيرة، وتجنب النشاط البدني المجهد، والبقاء في الظل ما أمكن، وكذا عدم ترك الأطفال والأشخاص المسنين أو المرضى أو ذوي الإعاقة داخل السيارات لوحدهم.
وأشار حمضي إلى أن هناك أعراضا خطيرة تستدعي التدخل الطبي المستعجل، كالعياء والدوار والعطش الشديد، وألم الرأس، والتشنجات العضلية المؤلمة، خاصة في الساقين أو الذراعين أو البطن، والغثيان، والإسهال، وجفاف الجلد واحمراره الذي يكون مصحوبا بارتفاع حرارة الجسم أو الهذيان أو فقدان الوعي، واجتفاف الجسم والفم ونقص الوزن.
المصدر: وكالات