تبرز ورقة علمية “الأهمية الكبرى” للاكتشاف الذي شهده حديثا إقليم سيدي إفني في تعزيز المعطيات حول “الفن الصخري” بالمغرب، بعدما أضيفَ اكتشافُ “جماعة سبت النابور” إلى اكتشافَي موقعي “أنامر” و”أمالو” بجماعة بوطروش.
الورقة التي نشرها العدد الثامن والأربعون من مجلة “ليكسوس” المحكمة المتخصصة في التاريخ والعلوم الإنسانية، الصادرة عن مركز موكادور للدراسات والأبحاث، أعدها كل من الباحثين بونوا هوارو وعبد الهادي فك ومحمد حمو ونور الدين زديدات، وتهم النقوش الصخرية بجماعة النابور في الأطلس الصغير الغربي المكتشفة مؤخرا.
يأتي هذا بعد مسح أولي في دجنبر 2018 لموقع “تامْدا أوكاني” ومحيطه، مما قاد إلى “اكتشاف محطة ثانوية تُدعى أفود ن إدير”، عادت إليها الأبحاث في مارس 2020 لـ”إكمال الجرد وإجراء تغطية فوتوغرافية ليلية للوحة الرئيسة لموقع تامْدا أوكني” باستخدام نظام من كشافات الإضاءة، وهو “ما سمح بتحديد المواضيع المنقوشة بشكل أكثر وضوحا، خصوصا تلك التي كان من الصعب قراءتها”.
ويحلل المقال العلمي “المَشاهد المنقوشة” التي يعتبرها الأكثر أهمية في الاكتشاف، مع التركيز على دراسة اللوحة الرئيسَة في الموقع، والتطرق إلى المحطة الثانوية، مع محاولة لموضوعة النقوش الصخرية المكتشفة في سياقها الجهوي.
ويطبع الموقع، وفق الورقة العلمية، “أسلوب خاص”، متميز عن المحيط الجهوي للاكتشاف، من بينه رسوم فيل، وثور طوله أربعة أمتار، ووحيد قرن، وأدوات وكائنات حية.
وعلى عكس الرسومات الصخرية في المحيط الجهوي للموقع، فإن هذه المكتشفَة تظهر شخصيات بأبعاد إنسانية، أُوليَ تشكيل رأسها وتسريحتها “عناية غير معهودة”.
لكن، رغم ترجيح الباحثين وجود “بعد رمزي” لرسوماتٍ من بين المجموعة المكتشفة، إلا أن معناه يستعصي عن الفكّ “في ظل عدم معرفة المرجع الثقافي لرسّامي النقيشات.”
تجدر الإشارة إلى أن مجلة “ليكسوس” مدرجة ضمن بوابة المركز الوطني للبحث العلمي والتقني الخاصة بالمجلات العلمية المغربية (IMIST)، ويهتم أحدث أعدادها، المتوفرُ رقميا، بالإصلاحات العسكرية بمغرب القرن التاسع عشر الميلادي، وقيادة سعيد الكيلولي الحاحي بسوس، والرحلات الطلابية إلى فرنسا في عهد الحماية، والمعاهدات المغربية البرتغالية في القرن الثامن عشر، وتَمثل “زمان بكري” في الذاكرة الجماعية القروية، والرأسمال البشري بالبوادي، مع ملف خاص بـ”سياسة المعارض التجارية زمن الحماية الفرنسية”.
المصدر: وكالات