قال المكتب الإقليمي للنقابة المستقلة للممرضين بمدينة الجديدة إن نزلاء مصلحة الأمراض العقلية في المستشفى الإقليمي بالمدينة يتعرضون لـ”التجويع”، بسبب انقطاع خدمات الشركة المسؤولة عن التدبير المفوض لمطبخ المرفق.
حصل ذلك، بحسب النقابة المستقلة للممرضين، الثلاثاء، وللمرة الثانية في غضون أسبوعين، معتبرة أن ذلك “نتج عنه تجويع لنزلاء مصلحة الأمراض العقلية الذين هم في غالبيتهم متخلى عنهم ويعانون من أمراض مزمنة أو بدون عائلات”.
ووفق المعطيات التي قدمتها الهيئة ذاتها فقد توقفت خدمات الشركة المسؤولة عن تدبير مطبخ المستشفى الإقليمي بالجديدة منذ ما يزيد عن شهر، “واليوم نجد أنفسنا أمام كارثة إنسانية يتم فيها استخدام مرضى مصلحة الأمراض العقلية كوسيلة ضغط لتصفية حسابات ضيقة دون مراعاة لمبادئ الإنسانية وحقوق الإنسان”.
مصدر من المكتب الإقليمي للنقابة المستقلة للممرضين بالجديدة أفاد بأن الاختلالات التي يعرفها إطعام مرضى المستشفى الإقليمي بالجديدة راجعة إلى عدم تسلم الشركة المكلفة مستحقاتها المالية، إذ بدأت إيقاف تغذية المرضى الذين يعانون من أمراض عادية، قبل أن يطال الإجراء ذاته نزلاء مصلحة الأمراض العقلية، كنوع من الضغط على إدارة المستشفى لتسلم مستحقاتها.
النقابة المستقلة للممرضين حمّلت مسؤولية ما سمّته “استمرار السياسة العبثية” لمديرة المستشفى الإقليمي بالجديدة، معبرة عن “رفضها القاطع إقحام مرضى مصلحة الأمراض العقلية كوسيلة ضغط في هذه الكارثة التسييرية”؛ كما طالبت بإيفاد لجنة وطنية للتحقيق تحت إشراف المفتشية العامة لوزارة الصحة “للوقوف على حجم الاختلالات التي تشوب ملف التدبير المفوض لمطبخ المستشفى وباقي النفقات”.
وحمّلت الهيئة ذاتها مسؤولية الوضعية التي يعيشها المستشفى الإقليمي بالجديدة لوزارة الصحة، “نتيجة تخلفها عن التدخل لوضع حد للمهازل التدبيرية التي يعيشها منذ ما يزيد عن السنة”.
وحاولت هسبريس التواصل مع المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالجديدة، غير أنه تحفظ عن تقديم أي توضيحات عبر الهاتف، بداعي ضرورة التأكد من صفة المخاطَب، موردا: “باب مكتبي مفتوح دائما لتقديم أي توضيحات”.
وبحسب المعلومات المتوفرة فإن الشركة المفوض لها تدبير مطبخ المستشفى الإقليمي بالجديدة لم تتوصل بمستحقاتها المالية لهذه السنة من يناير إلى يوليوز الماضي.
وعلاوة على مشكل التغذية، أفاد المصدر الذي تحدث إلى هسبريس من النقابة المستقلة للممرضين بأن مصلحة الأمراض العقلية في المستشفى الإقليمي بالجديدة تعاني من اختلالات أخرى، منها عدم التوفر على التجهيزات اللازمة لمواكبة المرضى، وغياب طبيب نفساني، مضيفا أن المواكبة العلاجية لنزلاء المصلحة تتم من طرف طبيب عام، ومعتبرا أن المصلحة “غير لائقة، من الناحية الإنسانية، لإقامة المرضى”.
وتستعد النقابة المستقلة للممرضين بالجديدة لخوض وقفة احتجاجية غدا الخميس في المستشفى الإقليمي بالمدينة، احتجاجا على الأوضاع العامة بالمستشفى.
وذكر المصدر الذي تحدث إلى هسبريس أن “من مظاهر العبثية التي يعيشها المستشفى عطل المصعد منذ سنة، دون إصلاحه، وهو ما يحتّم على المرضى استعمال الأدراج”.
المصدر: وكالات