قال الاتحاد المغربي للشغل إن توقيعه الاتفاق مع رئيس الحكومة وأرباب العمل يكرس مكتسبات جديدة لفائدة عموم الأجراء في القطاع العام وفي القطاع الخاص، موردا أن هذا الاتفاق الجديد يأتي في إطار الحوار الاجتماعي وتنفيذا للميثاق الاجتماعي الموقع في 30 أبريل 2022.
وأضاف بلاغ صحافي، توصلت به هسبريس، أن “هذا الاتفاق يأتي كذلك بناء على المذكرة المطلبية التي رفعها الاتحاد المغربي للشغل إلى رئيس الحكومة، وتتويجا لسلسلة من الاجتماعات التفاوضية الماراتونية والعسيرة التي باشرتها الوفود المفاوضة مع أعضاء الحكومة في اللجان الموضوعاتية منذ اللقاء الأول الذي جمع الأمانة الوطنية للاتحاد المغربي للشغل ورئيس الحكومة يوم 26 مارس 2024”.
وجاء في الوثيقة ذاتها أن “الاتحاد المغربي للشغل بقي، في جميع مراحل هذه المفاوضات، متشبثا بكل المطالب الملحة لعموم الأجراء، مقدما في شأنها البراهين والحجج الدامغة، ومتمسكا بمواقفه ورفضا أي مقايضة تمس حقوق ومكتسبات الأجراء، سواء في ملف التقاعد أو في حق الإضراب”، موردة: “رغم إكراهات ودقة الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تمر منها بلادنا فقد تمكنا من انتزاع مكاسب اعتبرها المجلس الوطني الاستثنائي للاتحاد المغربي للشغل، المنعقد للتداول في شأنها يــوم 26 أبريل 2024، أولية ومقبولة وتشكل لبنة أخرى في صرح حقوق ومكتسبات الطبقة العاملة المغربية”.
واستحضر المصدر ذاته مضامين الاتفاق التي نصت على الزيادة العامة في الأجور في القطاع العام والإدارات العمومية والجماعات الترابية والمؤسسات العمومية بمقدار 1000 درهم صافية على دفعتين، الأولى في فاتح يوليوز 2024 والشطر الثاني في فاتح يوليوز 2025، وكذا الزيادة في مبلغ الحد الأدنى القانوني للأجر في القطاع الصناعي والتجاري والخدماتي (SMIG) بنسبة 10 في المائة على دفعتين، 5 في المائة ابتداء من يناير 2025 و5 في المائة ابتداء من يناير 2026.
كما أشار البلاغ إلى الزيادة في مبلغ الحد الأدنى القانوني للأجر في القطاع الفلاحي (SMAG) بنسبة 10 في المائة، يتم تطبيقها على دفعتين، 5 في المائة ابتداء من يناير 2025 و5 في المائة ابتداء من يناير 2026، وتخفيض قيمة الضريبة على الأجور بما يحسن دخل عموم الأجراء في القطاع العام والجماعات الترابية والقطاع الخاص، ابتداء من فاتح يناير 2025، بما يترتب على زيادة صافية في الأجر تتراوح بين 150 درهما و740 درهما، وذلك من خلال الرفع من الشريحة الأولى المتعلقة بالدخل الصافي المعفى من الضريبة من 30000 درهم إلى 40000 درهم سنويا، أي إعفاء الأجور أقل من 6000 درهم شهريا.
وأوردت أكبر نقابة عمالية بالمغرب أن “الاتفاق نص كذلك على مراجعة الأشطر من أجل توسيعها لتخفيض النسب المطبقة على الأجور، ما يمكن من تخفيض هذه النسب بحوالي 50 في المائة من النسب المطبقة حاليا، وحذف شطر 38 في المائة كسعر هامشي لجدول الضريبة على الدخل، وتخفيض هذا السعر إلى 37 في المائة، والرفع من مبلغ الخصم السنوي للضريبة برسم الأعباء العائلية التي يتحملها الأجير، من 360 درهما إلى 500 درهم عن كل شخص يعوله”.
أما بالنسبة لملف أنظمة التقاعد، يضيف الاتحاد المغربي للشغل، فقد “تم الاتفاق على المبادئ العامة”؛ على أن الاتحاد “يظل متشبثا بمواقفه الثابتة، ومنها ضرورة تحمل الدولة مسؤوليتها في تدبير أنظمة التقاعد والحفاظ على مكتسبات الموظفين والموظفات وكافة الأجراء، إلى جانب رفض الثالوث الملعون المكون من الرفع من السن إلى 65 سنة، والرفع من المساهمات، والتخفيض من المعاشات”.
واعتبر المصدر ذاته ممارسة حق الإضراب “مكتسبا تاريخيا محملا ببعد معنوي ووطن انتزعته الطبقة العاملة المغربية انتزاعا بالنضال”، مشيرا إلى “نضالات المنظمة التي مكنت من تجميد المشروع المشؤوم للقانون التنظيمي المتعلق بممارسة حق الإضراب منذ 2016، بعدما أقدمت الحكومة السابقة على إحالته على البرلمان، في خرق سافر لمنهجية الحوار والتفاوض”.
وختمت المنظمة النقابية بلاغها بالتأكيد أن “هذه المكاسب لا تشكل إلا جزءا من تطلعاتها، ويستمر الاتحاد المغربي للشغل بكل وفاء وتجند، مدافعا قويا عن كافة قضايا الطبقة العاملة”، داعية إلى “مزيد من التعبئة وتقوية الصفوف والتشبث بالمبادئ والوحدة، من أجل انتزاع المزيد من المطالب العادلة والمشروعة”.
المصدر: وكالات