ما زالت قضية مقتل الشابين المغربيين على يد حرس الحدود الجزائري، الثلاثاء، ترخي بظلالها على النقاش العمومي، لاسيما في صفوف النشطاء المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يواجهون المعطيات الجديدة في القضية بكثير من الاستغراب والاستنكار.
وبينما تتناسل التدوينات المُطالبة بالتحقيق في الحادث الذي وصف بـ”المأساوي” ومحاسبة المسؤولين عنه، ذهب الكثيرون إلى مقارنة تعامل حرس الحدود الجزائري مع الشبان المغاربة الخمسة الذين دخلوا عن طريق الخطأ إلى المياه الجزائرية على متن 4 دراجات مائية، وتعامل حرس الحدود المغاربة مع شابين جزائريين حاولا، في وقت سابق، العبور إلى المغرب في النقطة الحدودية بين لجراف.
إذ مُقابل إطلاق الحرس الجزائري عددا من الرصاصات اخترق بعضها جسدي اثنين من الشباب الخمسة، تعامل الجنود المغاربة المكلفون بحراسة الحدود الشرقية، وفق تدوينات النشطاء، بـ”مهنية وإنسانية” مع الشابين الجزائريين.
وفي هذا السياق، ذكّر وليد كبير، الناشط الجزائري المعارض المقيم بالمغرب، بعد حديثه عمّا وصفها بـ”الجريمة النكراء” التي ارتكبها العسكر الجزائري في حق الشباب المغاربة، أنه “قبل أيام حاول شابان جزائريان تجاوز الحدود، فتعامل معهما الجيش المغربي بكل إنسانية، وتم تسليمهما إلى أفراد الدرك الجزائري”.
من جانبه، قال مدّون آخر تفاعلا مع الأحداث ذاتها: “حضرت في المنطقة الحدودية بين لجراف عملية تسلق شابين جزائريين السياج الحدودي الفاصل بين التراب المغربي والجزائري وكيف تعامل معهما حرس الحدود المغربي دون اللجوء حتى إلى الحد الأدنى للقوة، فرجعا سالمين بعد تسليمهما إلى عنصر من الجيش الجزائري ظهرت عليه نرفزة غير مفهومة”.
يوسف شملال، عضو جمعية “مساعدة المهاجرين في وضعية صعبة” بوجدة، قال إن “المنطقي في مثل هذه الحالات (دخول سياح مغاربة المياه الإقليمية الجزائرية عن طريق الخطأ) أن يتم التعامل معهم من طرف حرس الحدود الجزائري بأساليب مدنية باعتبارهم مدنيين”.
وأضاف شملال، في تصريح لهسبريس، أن المنطقة مسرح الحادثة تُعد “سياحية بامتياز، وبالتالي التعامل بالرصاص مع من يبلغها مرفوض ومستنكر”، واصفاً الطريقة التي تعاملت بها السلطات الجزائرية مع الواقعة بـ”الجريمة النكراء”.
ودعا الناشط الحقوقي المهتم بقضايا الهجرة إلى مواصلة التحقيق في الحادث، وترتيب المسؤوليات، والبحث عن الحقيقة، وتحقيق العدالة للهالكين وكذا للمعتقل لدى السلطات الجزائرية، والعمل على إطلاق سراحه بشكل مستعجل.
وختم حديثه لهسبريس بالمطالبة بفتح “ممر إنساني” في الحدود المغربية الجزائرية من أجل نقل جثمان الضحية الثانية الذي لفظته أمواج البحر في الضفة الجزائرية بعد تلقيه رصاصة بدوره.
المصدر: وكالات