انتقدت لجنة “نداء طاطا” سيرورة عملية الإحصاء بالجماعات المتضررة من السيول الجارفة، كاشفة العديد من الإشكاليات بناءً على لقاء ميداني عقد يومي السبت والأحد المنصرمين بواحتي “توك الريح” و”الرحالة”.
وقال بلاغ للجنة إن “هناك العديد من النواقص في عملية إحصاء الضحايا والخسائر، حيث عبّر المجتمعون في اللقاء عن استيائهم من القصور الذي شاب هذه العملية، مما أدى إلى عدم شمولية المعطيات وغياب إنصاف شامل للمتضررين”.
وحسب المصدر نفسه، فإن الوضعية الصعبة للمتضررين “تفاقمت بعد الفيضانات الأخيرة، حيث تعاني العائلات من نقص حاد في الموارد والخدمات الأساسية، مما يزيد من حدة التهميش الذي يعاني منه الإقليم”.
وأشار البلاغ إلى “غياب المخاطب الرسمي على مستوى الإقليم”، إذ “سجل المجتمعون رفض السلطة المحلية للمقترحات التي تقدم بها الفاعلون المدنيون لتجاوز الاحتقان الاجتماعي، مما يعقّد فرص التفاهم ويحول دون اجتراح حلول ناجعة لصالح جميع الضحايا”، وفق تعبيره.
وأكد رشيد البلغيتي، منسق لجنة “نداء طاطا”، هذه المعطيات قائلاً: “من خلال الاستماع إلى شهادات الضحايا، ظهرت العديد من الأمثلة المجسدة لأعطاب عملية الإحصاء هذه”.
وكشف البلغيتي، في تصريح لهسبريس، أن “الضحايا بدوار القصبة بتيسنت قالوا إن لجنة حضرت وجمعت المعطيات المتعلقة بالبيوت المتضررة، متغاضية عن الأضرار الكبرى التي حصلت في الواحة، خاصة الآبار المردومة، واللوحات الشمسية المقتلعة، والنشاط الزراعي المدمر”.
وذكر البلغيتي حالات أخرى، منها حالة راعي غنم فقد مواشيه كلها جراء السيول، لكن لكونه كان متواجدا في الخلاء فإنه لم يستطع التواصل مع أي جهة رسمية، وبالتالي لم يقم أحد بإحصاء خسائره. وحالة أخرى تتعلق بامرأة فقدت منزلها وبقيت متروكة لمصيرها وحيدة لأيام، وعندما قررت الذهاب لتشتكي أمرها لرجل سلطة، فاجأها بأنه “لا يجيد الأمازيغية لفهم ما تقول، وقال لها [أنتم رأيتم ساكنة الحوز تستفيد من الدعم وتريدون مثلهم]”.
وشدد منسق لجنة “نداء طاطا” على أن “هذه الحالة الأخيرة تظهر غياب احترام لكرامة الضحايا”، مبرزا “إشكالًا آخر يتعلق بإيواء المتضررين الذين فقدوا منازلهم أو تضررت جزئياً، بالإضافة إلى معضلة غياب العدالة في عملية إحصاء الخسائر، التي أحياناً تعتمد على علاقة المتضررين بعون السلطة”.
ووصف المتحدث لهسبريس عملية الإحصاء بأنها “غير منسجمة، حيث اللجان متمايزة بين مناطق حضرها متدخلون متنوعون ودواوير اقتصرت على صور هاتف عون السلطة”، مشيراً إلى أن “أعطابًا أخرى تم تسجيلها تتعلق بعدم إحصاء منازل مقارنة بالأخرى، كما حصل في دوار يغرتن، وحالة معلمة تم إدراج منزلها في خانة المنازل المتضررة جزئياً رغم أنه مدمر بالكامل”.
وعلّق مصدر جماعي مسؤول بالإقليم على هذه المعطيات بالقول إن “بعض الجماعات لم تشهد هذه الحالات التي تم ذكرها، حيث كانت عملية الإحصاء شاملة وتشرف عليها جميع السلطات المعنية”، مقرًّا بـ”وجود حالات لم يتم إحصاؤها في بعض الدواوير”.
وتحدث المصدر نفسه، ضمن تصريح لهسبريس، عن حالة سيدة لم يتم إحصاؤها في أحد الدواوير، وقال إن “السلطات المحلية وعدت في اجتماع إقليمي مؤخراً بحل هذه الإشكالية”، مؤكداً أنه على مستوى جماعته “لم يتم طرح مسألة إيواء المتضررين”.
وتستعد لجنة “نداء طاطا” لعقد لقاء ميداني جديد تحت اسم “ملتقى أمشاوار”، يقول البلاغ إنه سيكون بتاريخ 26 و27 أكتوبر الجاري بواحة توك الريح، بمشاركة الضحايا وجميع الفاعلين المدنيين والسياسيين والاجتماعيين.
المصدر: وكالات