الخميس 24 غشت 2023 – 06:00
بعنوان “مليكة العاصمي.. نخلة مراكش إذ تحكي”، صدر عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال للكاتب المغربي عبد اللطيف الوراري كتاب حواري سيري مع الشاعرة المغربية البارزة.
وتحيط هذه “السيرة الحوارية” بـ”السيرة الثقافية والشعرية لدى الشاعرة المغربية مليكة العاصمي”، كما تضم ملحقا من مختارات شعرية، ونصوص بخط اليد، وصور فوتوغرافية.
وقال معد الكتاب الناقد الوراري إنه “سيرة حوارية تكشف أطوار التجربة الشعرية عند مليكة العاصمي، إذ ننتقل من طور إلى آخر أكثر انفتاحا على مستوى الشكل والخطاب؛ بحيث أخذت قصيدتها تتخفف من الهم الإيديولوجي والجمعي بقدر ما انحازت إلى الصوت الفردي، ومن ثمة صارت تحتضن شذرات من سيرتها وماضيها الشخصي”.
كل هذا مزج، وفق الكاتب، بـ”عناصر غنائية ودرامية يمكن أن نرصدها في العناية بالمونولوج والحوار البوليفوني والتقطيع والتقنع وغيرها، بشكلٍ زاد من محتوى الصورة الرمزي والإيحائي بدون أن تنحدر إلى الغموض والتعمية، وكشف عن تحولٍ جذري في الوعي والكينونة والخبرة الإنسانية التي كانت تمتحنها طوال التجربة الشعرية والفكرية بشكل غير قابل للفصل”.
من جهته، كتب الشاعر محمد بشكار: “راقني الحوار السيرذاتي الذي أجراه (…) الشاعر عبد اللطيف الوراري مع مليكة العاصمي؛ فهي بتاريخها الأدبي قارة من حيث تَشعب ضُروب كتاباتها المُراوحة بين الشعري والسياسي والاجتماعي. وقد فطن الوراري أن قارة بهذه السعة لا يمكن لحوار صحافي عابر أنْ يسْتجلي ما تكتنفه سواء في ميثولوجياها الشخصية أو في مُنجزها الأدبي والفكري، فأزمع السفر ينتقل من محطة مضيئة إلى أخرى أشد سطوعا ثقافيا في حياة الشاعرة، وما زلتُ أنا ومن أفْتَرِضُه من الأجيال المُتعاقبة من الحاضر إلى المستقبل نقْتَفي الأثر في أسْطُر جعلتنا نتعرف على العاصمي بذكريات طفولتها وتفتق وعيها في المراحل الأولى للتعليم، حتى أدركها الشعر ولن أقول أدْركَهُ أحدٌ هو العابر بنعال من ريح!”.
وتابع: “حقا إن الأسماء الأدبية أشْبه بمعالم أثرية قد تعيش بين الناس؛ ولكنها تحتاج كي تتناقلها الأزمنة بدون غموض إلى كلمات تُعْطي للموجودات كما للوجود معنى على امتداد التاريخ الأدبي والإنساني. وهل يكفي القول إن عبد اللطيف الوراري بهذا الكتاب الترْجَمي قد نجح في رسم خريطة طريقٍ لقارة شعرية هي مليكة العاصمي وما زالت بجمالية قصائدها مالكة للشغاف؛ بل الأجدر أن نُضيف جرعة قائلين إن خزانتنا الأدبية المغربية فقيرة في شِقها الأنطولوجي المُتعلق بالسيَر الذاتية”.
وسجل بشكار أن المُحَاوِر قد “أثرى هذا الركْن بإضافة سابغة، فما أقْسَى أنْ تبقى روحُ أحد أعلامنا هائمة دون أن تجد جسدها الرمزي أو حياتها الأخرى في كتاب يُقاوم النسيان، وما أشق على نفس الباحث أن يُسافر في عوالمها تائها لا يَسْتدِل بِمَرْجِع، أما أنَا فلا مَرْجِعَ يُعيدني لِرُشْدي كلما شَطَطْتُ في السفر مع ما تكتبه شاعرتنا مليكة العاصمي، ومن يبحث عن عنوان لحيرتي يجده في ديوانها (شيء له أسماء)!”.
المصدر: وكالات