من جديد، تعود الحرائق لتهدد الموروث الواحي بإقليم طاطا خلال فصل الصيف؛ فبعد الحريق الذي اندلع شهر ماي المنصرم بواحة “أقا إكّرن”، جاء الدور على واحة “أديس طاطا”.
وحسب مصدر محلي تحدث لهسبريس، فإن “الحريق، الذي اندلع يوم أمس الثلاثاء، تمت السيطرة عليه بنسبة 99 في المائة، بفضل مجهودات رجال الوقاية المدنية والسلطات المحلية وساكنة الواحة التي انخرطت هي الأخرى بوسائل تقليدية من أجل إخماد الحريق”.
المصدر عينه رجح أن “يكون السبب في هذا الحريق الحرارة المفرطة التي تعرفها المنطقة”، كاشفا أن “الحريق مس مئات أشجار النخيل على مساحة تقدر بكيلومترين”.
ويعيد هذا السيناريو إلى الأذهان مطالبات المجتمع المدني بالجنوب الشرقي، وتحديدا بإقليم طاطا، من أجل حماية الموروث الواحي بالمنطقة وتخصيص إمكانيات ووسائل لوجستية لمواجهة الحرائق التي غالبا ما تندلع بفعل الحرارة المفرطة أو ممارسات غير مسؤولة لبعض الأفراد.
خالي مصطفى، فاعل مدني بمدينة طاطا، قال إن “هاته الواحات تشكل مصدر رزق مهما لدى العديد من الأسر بالإقليم، إذ يتحملون درجات الحرارة المرتفعة، فقط من أجل جني ثمار الأشجار”.
وأضاف خالي لهسبريس أن “هاته الواحات تحتاج العناية اللازمة، إذ تشهد تهميشا كبيرا؛ الأمر الذي يزيد من نسب انقراضها مع مرور الوقت”.
وناشد الفاعل المدني عينه السلطات بـ”تخصيص الوسائل الضرورية واللازمة لمكافحة الحرائق التي تنشب بالواحات بإقليم طاطا، سواء عبر طائرات الكاندير أو تحديث وسائل عمل الوقاية المدنية التي تبقى تقليدية، إلى جانب استحداث طرق نافذة للواحات قصد تسهيل مرور شاحنات الإطفاء التي تبقى حاليا غير قادرة على الوصول إلى مكان اندلاع الحريق”.
وكشف المتحدث عينه أنه “وخلال اجتماع للجسم المدني بالمدينة مع المجلس الجماعي، تم الاتفاق على مراسلة وزارة الداخلية من أجل تخصيص وسائل وقائية كافية لمواجهة أي حريق مستقبلي””.
من جانبه، بيّن محمد الهلالي، فاعل مدني بطاطا، أن “هاته الحرائق أصبحت تشكل تهديدا موسميا يؤرق بال ساكنة واحات الإقليم؛ وهو ما يستدعي من الحكومة المغربية التدخل بشكل عاجل بتخصيص وسائل وقائية لازمة”.
وأورد الهلالي، في تصريح لهسبريس، أن “العديد من مناطق الواحات بالإقليم تتعرض في مثل هذا الوقت من كل سنة لتهديدات الحرائق؛ وهنا الحديث عن “أديس طاط”، وأقا إكّرن، تمنالت، أيت وادلي، وغيرها من المناطق التي تشكل موروثا طبيعيا جد مهم”.
وشدد المتحدث عينه على أن “السلطات تدخلت من أجل السيطرة على حريق واحة أديس، إلى جانب الساكنة التي حملت الدلاء لإطفاء النار التي شبت في مساحات كبيرة”.
وتابع الفاعل المدني بطاطا: “هذا التدخل المشرف يحتاج إلى وسائل وتجهيزات ضرورية لمنطقة مساحتها كبيرة، تمتلك واحات طبيعية مهددة في كل سنة بالزوال”، مشددا على أن “توفير نقط للماء ومسالك للعبور وبالوعات خاصة بالوقاية المدنية وبناء سد مائي مخصص لطائرات كاندير مطالب مهمة للساكنة المحلية”.
وخلص الهلالي إلى أن “هاته الواحات تحتاج أيضا إلى العناية الشديدة، عبر تجديدها ورعايتها المستمرة وتزويد ملاكها بالمياه بشكل منتظم، قصد مواجهة سيناريو الانقراض”.
المصدر: وكالات