خيّم موضوع أزمة التكوين الطبي وتكوين الأطباء على جلسة الأسئلة الشفهية المنعقدة الاثنين بمجلس النواب، إذ تساءل نواب الفريق الاشتراكي ـ المعارضة الاتحادية عن ما يعرفه القطاع من اختلالات، مذكرين بتأجيل امتحانات طلبة الطب.
ويخوض طلبة كليات الطب والصيدلة، اليوم الاثنين، وقفات احتجاجية محلية. كما أعلن الطلبة المعنيون استمرارهم في مقاطعة الامتحانات، التي انطلقت يوم 14 دجنبر المنصرم؛ بينما لم يُسفر الحوار بينهم وبين الوزارتين الوصيتين (وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار) سوى عن مَحضر اتفاق تضمن عددا من الوعود، غير أن مجالس الطلبة تُبدي عدم اقتناعها بها.
ولم يجب عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عن تعقيب بشأن تأجيل الامتحانات بسبب “ضيق الوقت. في المقابل، قال الوزير ذاته إن وزارته قامت بالتعبئة الكاملة مع الوزارات المعنية، وخصوصا وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، من أجل تنزيل ورش الحماية الاجتماعية، خاصة في شق تعزيز كثافة مهنيي الصحة”.
وأضاف المسؤول الحكومي ذاته إن هناك “مناصب مالية مهمة للأساتذة الباحثين للرفع من جودة التأطير البيداغوجي وتعزيز الإمكانيات البيداغوجية والمحاكاة والتليميدسين”.
فيما يهم التداريب، قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار إنه “تم على مستوى كل كلية تحديد لائحة مفصلة للمستشفيات والمؤسسات الصحية التي تمت إعادة تأهيلها لتمكين الطلبة من القيام بتداريبهم”.
وذكر الوزير أنه في أكاديميات الطب تمت إضافة أكثر من 37 في المائة من المقاعد مقارنة مع السنة الماضية؛ وهو الرقم الذي ستتم مضاعفته في أفق 2026، حسب ميراوي.
فيما يرتبط بتقليص سنوات الدراسة من سبع إلى ست سنوات، قال ميراوي: “ليس فقط التقليص لست سنوات هو قرار تم تنزيله اعتباطا؛ بل في النموذج التنموي كان التوجه للتقليص لخمس سنوات، وهو راجع إلى تحول كبير في التكوين عموما والتكوين في الميدان الصحي خصوصا”.
وقدم أمثلة لعدد من البلدان في هذا الصدد، قائلا: “ألمانيا التي تأخذ أطباءنا لديهم ست سنوات تكوين، وإيرلندا خمس سنوات، وأمريكا أربع سنوات.. فقط فرنسا ونحن من كنا نقوم بالتكوين سبع سنوات”، معلقا: “اليوم، البيداغوجية تغيرت.. وفي السنة السابعة، لا نقوم بأي شيء”.
وأضاف المسؤول الحكومي ذاته: “بلادنا يلزمها الأطباء المكونين جدا، وهذا حال الأطباء المغاربة؛ ولهذا هم مطلوبون على الصعيد العالمي”.
وفي موضوع آخر، أثيرت خلال جلسة الأسئلة الشفهية المنعقدة اليوم الاثنين بمجلس النواب أيضا قضية البطالة في أوساط خريجي الجامعات.
وفي هذا الصدد، تحدث عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عن ما أسماه “إعادة الهيبة للكلية وإدخال مراكز تميز بها هي الأخرى استقطاب محدود”.
كما ذكر المتحدث ذاته أيضا أنه تمت “إضافة أكثر من 20 ألف مقعد جديد بالجامعات المغربية، ناهيك عن الانكباب على بناء بيداغوجية مزدوجة حضوريا ورقميا”.
وقال ميراوي: “من السهل بناء الجدران؛ ولكن الصعب هو بناء القدرات والكفاءات، وتعليم الشباب على العمل بالمنصات الرقمية وتعلم اللغات”.
المصدر: وكالات