جدد مهنيو الكتب المستعملة مطلبهم الدائم لوزارة الشباب والثقافة والتواصل من أجل إنعاش القطاع الذي يعاني من “السكتة القلبية”، نظرا إلى وضعية الركود الاقتصادي التي لم تعد تقتصر فقط على فصل الصيف؛ بل تمتد إلى باقي فصول السنة.
وانتقد العاملون بالقطاع ما اعتبروه “إهمالا” من لدن السلطات الوزارية المعنية في ظل تراكم الديون على المهنيين، لافتين إلى توالي الخسائر المالية التي دفعت عشرات “البوكينيست” إلى الإفلاس، ومن ثم إغلاق المحلات الثقافية بالعديد من المدن.
وأكد المهنيون أن العناية بمحلات بيع الكتب المستعملة تندرج ضمن استراتيجية تأهيل التراث الثقافي للمملكة المغربية، على اعتبار أنها تحتضن مئات العناوين الثقافية والتراثية التي تختزن الماضي العتيق للبلاد، بالإضافة إلى توفير فرص الشغل.
يوسف بورة، رئيس الجمعية البيضاوية للكتبيين، قال إن “الحكومة يجب أن تقوم بتأهيل محلات بيع الكتب المستعملة، ولما لا تجميعها في فضاء ثقافي موحد بكل المدن، حتى تتحول إلى مزار سياحي فريد من نوعه بالنسبة إلى السياح المغاربة والأجانب”.
وأضاف بورة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الإفلاس يهدد المهنيين في فصل الصيف بسبب ضعف الإقبال”، وزاد شارحا: “في السنوات الماضية، كنا نبيع على الأقل عددا مهما من العناوين طيلة السنة؛ الأمر الذي يعوض خسائر فصل الصيف”.
واستطرد المهني عينه بأن “هذه السنة استثنائية نتيجة غياب الإقبال طيلة الشهور المنصرمة؛ الأمر الذي قد يدفع العديد من المهنيين إلى الإغلاق، وهو ما يهدد مهنة الكتب المستعملة بالاندثار في ظل قلة أعداد المهنيين خلال السنوات الماضية”.
وأردف رئيس الجمعية البيضاوية للكتبيين بأن “القطاع يعرف، منذ بروز الجائحة، سكتة قلبية خانقة في ظل غياب التجاوب الرسمي من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل”، مشددا على “أهمية تطوير القطاع للحفاظ على هذه المهنة التراثية”.
وأشار إلى أن “الجمعية اقترحت على الوزارة تنظيم نسخة جديدة من معرض الكتب المستعملة بالدار البيضاء، لكن لم تتجاوب مع الاقتراح؛ الأمر الذي أقبر هذا المعرض الثقافي الذي كان يشكل مناسبة سنوية لتعزيز العلاقات بين الكتاب والمثقفين والمهنيين والزوار، حيث كان يقوم بخدمة جليلة لغرس بذور القراءة وسط الشباب الناشئ”.
المصدر: وكالات