طالب مهنيو الصيد البحري بجهة طنجة بتعويضات مالية في حالة تعرضهم لحالات اعتداء من حوت الأوركا، الذي كان سببا في حالتي غرق للقوارب المخصصة للصيد، العام المنصرم، في سواحل عاصمة الشمال المغربية.
وقبل أسبوع، انتشر على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو يوثق ظهور حوت الأوركا بسواحل شاطئ مرقالة بطنجة، وهو ما أعاد إلى أذهان المهنيين بقطاع الصيد الساحلي ذكريات سيئة مع هذا الحيوان.
وحيوان الأوركا المعروف باسم “الحوت القاتل”، ينتشر في جميع بحار العالم، ويمتاز بذكاء عال، وفي السنوات الأخيرة تم رصد سلوك عنيف من قبله تجاه قوارب الصيد والمراكب الشراعية.
وتفسر العديد من المقالات العلمية هذا السلوك المحيّر، منها تقرير لمنصة “the conversation” العلمية، تؤكد فيه أن “هذا الأمر ناتج عن صدمة سابقة”.
وأكد مهنيو الصيد الساحلي بطنجة أن “ما تم استنتاجه من الهجمات التي تم تسجيلها في العام الماضي، هو أن القوارب ربما تؤذي صغارها، وهو ما يجعلها تحس بالخطر وتعتبر قوارب الصيد عدوا لها”.
وفي أكتوبر من العام الماضي، كشفت شركة “Morskie Mile” عن “هجوم تعرض له يخت بولندي تابع لها من قبل مجموعة من حيتان الأوركا، لمدة 45 دقيقة، مخلفة أضرارا جسيمة؛ فيما تم إنقاذ جميع ركاب اليخت”.
وقال عبد العزيز لعشيري، رئيس الكونفدرالية المغربية للصيد التقليدي، إن “حيوان الأوركا تسبب العام المنصرم في غرق أربعة قوارب، ومثل هذه الحوادث تدعونا للمطالبة بتعويضات عن هذه الأضرار”.
وأضاف لعشيري، ضمن تصريح لهسبريس، أن “قوارب الصيد تحاول أن تبقى على مسافات قريبة من بعضها بعد هذه الحوادث، حتى يستطيع البحارة مساعدة بعضهم بعضا”.
وأوضح المهني بقطاع الصيد الساحلي بطنجة أن “ما تعلمناه من البحر وفي سواحل طنجة نتيجة خبرة تزيد عن خمسين سنة، هو أن سبب الهجوم هو تعرض صغار الأوركا للأذى من زعانف القوارب”.
وأكد المتحدث أن “الاحتياطات غير ممكنة لمواجهة نشاط الأوركا سوى الصيد بشكل متقارب بين القوارب، وحتى السلطات ليس بيدها حل لمواجهة هذا الأمر، فحيوان الأوركا ظاهرة طبيعية، وهذا الإشكال يوجد في مختلف بحار العالم”.
وشدد لعشيري على أن “حيتان الأوركا في سواحل طنجة توجد بكثرة في المناطق التي ينشط فيها حوت التونة، وعند اصطياد هذا النوع من قبل القوارب تهاجمها”، موردا أن “القوارب تصيد في هذه المنطقة وأخذ الاحتياطات من الأوركا صعب، بل غير ممكن”.
وطالب رئيس الكونفدرالية المغربية للصيد التقليدي بـ “تعويضات للمهنيين الذين يتعرضون للاعتداءات من طرف حيوان الأوركا، من خلال تجهيزات للقوارب، وتعديلها وإصلاحها”.
ونقلت هسبريس هذا المطلب إلى مسؤول بمندوبية الصيد البحري بطنجة، الذي أكد “استحالة منح تعويضات مادية في حالات هجمات الأوركا على قوارب الصيد”، مشددا على أن “ما يمكن فعله هو التحسيس والتوعية بأهمية الصيد الجماعي على مسافات متقاربة، حتى يتمكن البحارة من مساعدة وإنقاذ بعضهم بعضا في مثل هذه الحوادث”.
وبيّن المصدر ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “السلطات سجلت حادثين فقط في العام المنصرم، وهذا العام لم يتم تسجيل أي اعتداء من قبل حوت الأوركا على قوارب الصيد بسواحل طنجة”.
المصدر: وكالات