ترحيب كبير قُوبل به برنامج “Go سياحة”، الذي أطلقته وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، من طرف المهنيين العاملين في القطاع، متوقعين أن يشكل منعطفا كبيرا في رقمنة الخدمات التي يقدمونها، ومن ثم تسهيل التواصل المباشر بينهم وبين الزبائن، دونما حاجة إلى “وسطاء”.
ومنذ إطلاقه في فبراير الماضي، حظي برنامج “Go سياحة” بإقبال كبير من الفاعلين، حيث بلغ عدد طلبات التمويل والدعم التقني التي تلقتها الوكالة الوطنية “مغرب المقاولات” المكلفة بتدبير البرنامج، 430 طلبا، بحسب المعطيات الصادرة عن وزارة السياحة.
ويرى فاعلون في القطاع السياحي أن البرنامج الجديد سيمهّد لتحوّل رقمي كبير في القطاع، وهو ما أكده محمد بامنصور، رئيس الفدرالية الوطنية للنقل السياحي، بقوله: “الدولة بذلت مجهودات كبيرة لتسويق المنتوج السياحي الوطني، ولكن لم نسِرْ (الدولة والفاعلون في قطاع السياحة) بالسرعة نفسها، وبفضل هذا البرنامج سنتمكن من تحقيق ذلك”.
وأشار المتحدث لهسبريس إلى أن الفاعلين المنخرطين في البرنامج سيستفيدون من دعم مالي يغطي 90 في المئة من تكلفة أيّ تطبيق إلكتروني، ستستفيد منه الشركات التي يساوي رقم معاملاتها أو يقل عن 200 مليون درهم، مبرزا أن ذلك يعني أن الدعم ستستفيد منه 98 بالمئة من الشركات، على اعتبار أن الشركات التي يتعدى رقم معاملاتها 2 مليون درهم قليلة جدا.
وثمّنت الفدرالية الوطنية للنقل السياحي، على لسان رئيسها، برنامج “Go سياحة”، معتبرا أن القطاع “لا يمكن أن يظل على هامش التحول الرقمي الكبير الذي يشهده العالم، ولا يمكن أن يظل المهنيون ينتظرون تسويق منتجاتهم عن طريق الوكالات الوسيطة بينهم وبين الزبائن في الخارج”.
وانخرطت الفدرالية في عقد لقاءات تواصلية مع مختلف الفاعلين لشرح ومناقشة برنامج “GO سياحة”، وتشجيع مهنيي النقل السياحي على الانخراط فيه، استُهلت بيوم تواصلي في مدينة مراكش، أمس الأربعاء، بشراكة مع مغرب المقاولات الصغرى والمتوسطة، وبحضور مسؤولين عن وزارة السياحة.
وإلى حد الآن، تتصدر شركات النقل السياحي قائمة القطاعات التي قدمت أكبر عدد من طلبات التمويل والدعم التقني في إطار برنامج “Go سياحة”. وفسّر بامنصور ذلك بالعمل الذي تقوم به الفدرالية، من خلال تيسير التواصل المباشر بين وكالة “مقاولات المغرب” وبين المنخرطين في البرنامج.
وتفيد المعطيات الصادرة عن وزارة السياحة بأن طلبات الدعم التقني شكلت نصف إجمالي الطلبات المتوصل بها من طرف المهنيين بحوالي 215 طلبا، مع هيمنة الطلبات المتعلقة بالتحول الرقمي بـ136 طلبا، فيما تعلق 80 طلبا بالتميز التشغيلي، و50 طلبا بتنمية الأسواق.
وأفاد محمد بامنصور بأن عدد الفاعلين في القطاع السياحي المنخرطين في برنامج “GO سياحة” في تزايد مستمر، بفضل الحملات التحسيسية بأهمية البرنامج، لافتا إلى أن تنظيم معرض “GITEX” بمراكش ساهم في تعزيز الوعي بأهمية الانخراط في التحول الرقمي.
وأوضح المتحدث أن الفدرالية الوطنية للنقل السياحي انفتحت أيضا على الجامعات، إذ فتحت قنوات للتعاون مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، وجامعة القاضي عياض بمراكش، من أجل القيام بتكوينات للمهنيين ومواكبتهم، “قصد التأقلم مع هذا التغيير، لأنه لا يمكن الاستمرار في العمل بالطريقة التقليدية”.
وتطمح فدرالية النقل السياحي، يردف بامنصور، إلى تطوير البرنامج المذكور، ولذلك دعتْ وزارةَ السياحة إلى استقبال ملاحظات مهنيي قطاع النقل السياحي، مثل تمكينهم من الدعم “بنسبة محترمة من القيمة الإجمالية لاقتناء المركبات بمحركات هجينة باعتبارها صديقة للبيئة”، وذلك في إطار برنامج “دعم النمو الأخضر”، وتخصيص محور لتكوين وتأهيل مهنيي القطاع.
المصدر: وكالات