الخميس 31 غشت 2023 – 02:00
لم يعد استئناف العلاقات بين المملكة المغربية ودولة إسرائيل مقتصرا فقط على ما هو سياسي وعسكري واقتصادي، فقد بلغ مسلسل “التطبيع المغربي الإسرائيلي” أكثر القطاعات حيوية: الفن و الثقافة؛ إذ أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن المغرب سيشارك ضمن فعاليات مهرجان “مسرحيد 2023” بمدينة عكا المقرر تنظيمه خلال الفترة الممتدة من ال 10 شتنبر إلى غاية ال 14 منه في “بستان الباشا” بعكا، ممثّلا بـ”فرقـة القناع الأزرق للمسـرح والثقافـة بمدينة الجديدة”، وإلى جانب ممثلين عن العراق والجولان السوري ورام الله والقدس والخليل.
المصادر ذاتها، أوردت أن العرض المسرحي الذي سيشارك به المغرب سيكون معنونا بـ”الكريدة”، وهو مسرحية تدخل ضمن خانة جنس “المونودراما”، بحيث سيتمّ عرضها يوم 13 شتنبر 2023، وهو ما يعيد إلى الواجهة “ثمار استئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب، خصوصا بوصف الثقافة من بين المجالات الناعمة التي ستمكن من تصحيح الكثير من التصورات عن البلدان المُطبعة بما فيها المغرب”.
منير كجي، ناشط مهتم بالعلاقات المغربية الإسرائيلية ، قال إنه “بعد تطبيع البلدان لعلاقاتهما الدبلوماسية فمن الطبيعي أن يشمل هذا التطبيع مختلف مناحي الحياة السياسية منها والاقتصادية والثقافية”، مشيرا إلى أن “التبادل الثقافي بين الدول وليس فقط بين المغرب وإسرائيل هو موضوع في غاية الأهمية، فما يمكن أن تفسده السياسة يمكن للثقافة أن ترممه”.
وأضاف كجي في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أنه “لمعرفة الآخر يجل الذهاب إليه والاطلاع على ثقافته ولغته ويشمل ذلك المسرح والفنون الأخرى”، مسجلا أن “القطاع الثقافي هو بمثابة قاطرة يستطيع عبرها شعبي البلدان التواصل ومعرفة الكثير عن بعضهما البعض”.
ولفت المتحدث ذاته إلى “وجود أزيد من مليون إسرائيلي من أصول مغربية ممن تشمل الثقافة جسرا لتعزيز الارتباط بوطنهم الأم”، موضحا أن “زمن الإيديولوجيات التي كانت تنسف التواصل الثقافي قد انتهى وحل محله زمن الانفتاح الثقافي والتلاقح والتبادل بما يخدم مصالح الشعوب والدول”.
تجدر الإشارة إلى أن المغرب سبق أن شارك في فعاليات “مهرجان حيفا السينمائي الدولي” في أكتوبر الماضي، بسبعة أفلام سينمائية، فيما شاركت إسرائيل بدورها ممثلة بالفنان “تسوكتش”، ضمن فعاليات النسخة العاشرة للمهرجان الدولي للشباب بمدينة الرباط، كأول فنان إسرائيلي يشارك في حدث من هذا النوع بالمغرب.
يذكر أنه منذ استئناف المغرب لعلاقاته مع إسرائيل أواخر العام 2020، شهدت العلاقات بين البلدين قفزة نوعية ترجمتها عدد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها في عدد من المجالات والقطاعات على غرار المجال العسكري والاقتصادي والعلمي والصحي، فيما يُتوقع أن تفتح الخطوة الأخيرة التي أقدمت عليها تل أبيب باعترافها بمغربية الصحراء، آفاق جديدة للتعاون الثنائي بين البلدين.
المصدر: وكالات