احتفاء مميز يمزج بين حرف المغرب وطقوس الأعراس التقليدية بمختلف مناطق المملكة شهدته فعاليات الدورة الخامسة عشر من مهرجان “العرس المغربي التقليدي”، ليل أمس الجمعة، في حفل بهيج احتضنه فضاء “محج الرياض” بالعاصمة الرباط؛ إلى وقت مبكر من صباح اليوم السبت.
وتحت شعار “العرس التقليدي المغربي والصناعة التقليدية في خدمة التنمية المحلية وأحد مظاهر التنوع الثقافي والفني المغربي”، تستمر الفعاليات ذاتها إلى غاية 19 أبريل الجاري، بتنظيم مشترك يجمع غرفتيْ الصناعة التقليدية لجهة الرباط-سلا-القنيطرة وجهة فاس-مكناس، بتنسيق مع المديرية الجهوية للصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالرباط.
تسعى هذه الفعالية الثقافية التي باتت تقليدا سنويا، حسب منظميها، إلى “تثمين الموروث الثقافي والحضاري والفني للمغرب في الجانب المتعلق بالصناعة التقليدية وإنعاش تسويق منتوجات الصناعة التقليدية الإنتاجية والخدماتية”.
كما تهدف إلى إطلاع الزائرين على “الإنتاجات المبدعة من أنامل الصانعات والصناع التقليديين الممثلين لحرف الأعراس ومختلف منتوجات الصناعة التقليدية بالمغرب، لاسيما تلك الجهوية بكل من فاس والرباط”.
ووفق معطيات استقتها هسبريس، ينظم طيلة الفترة المذكورة على هامش المهرجان، معرض يعرف بمساهمة ما يزيد عن 120 مشاركا ومشاركة ينحدرون من جهتي الرباط سلا القنيطرة وفاس مكناس، وينشطون في مجالات حرف “الخياطة التقليدية”، و”الديكور المنزلي”، و”مستلزمات البيت”، و”الطرز”، و”البلغة والشربيل”، و”المْضمّة”، و”المنتوجات الفضية والنحاسية”، و”الحلي”، و”الزربية”، و”الحنبل”، و”التزيين بالورود”، و”مواد التجميل الطبيعية”، و”النكَافة وتنشيط الحفلات”.
في هذا الصدد، صرّح عبد الرحيم الزمزمي، رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة الرباط–سلا–القنيطرة، بأن “الغرفة تنظم كما دأبت كل عام الدورة الـ15 لمهرجان العرس التقليدي المغربي بتزامن مع هذه الليالي الرمضانية المباركة”، مضيفا أن “ما يميّز هذه الدورة بالذات هو تنظيمها باعتبارها ثمرة اتفاقية شراكة مع جهة فاس–مكناس، مما مكّن من ضمان مشاركة 180 صانعة وصانعا تقليديا من الجهتين معا”.
وأوضح الزمزمي، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “مشاركة جهة فاس-مكناس وتمثيليتها في دورة هذه السنة، جعلتنا نحاول المزج بين الصناع التقليديين من فاس ونظرائهم من حرفيي جهة الرباط-سلا-القنيطرة”، لافتا إلى أن “كل جهة على حدة تتميز بفرادة منتجاتها التقليدية وتعكس الموروث المحلي للحرفيين والصناع”.
بوركينافاسو “ضيف شرف”
من مزايا هذه الدورة، بحسب رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة الرباط، أنها حظيت بمشاركة دولة بوركينافاسو باعتبارها “ضيف شرف”، مشيرا إلى أنه “تم، بالمناسبة، توقيع اتفاقية شراكة مع الغرفة الوطنية لبوركينافاسو في شخص رئيستها”.
هذه الاتفاقية تهم، يقول المصرح ذاته، مجموعة من المسائل ذات الاهتمام المشترك بين الطرفين، أبرزها تبادل الخبرات، والتكوينات، فضلا عن تنظيم معارض مشتركة، إضافة إلى إيجاد سوق بهدف ترويج وتسويق المنتوج المغربي التقليدي في بوركينافاسو، وكذا فتح السوق المغربية أمام بوركينافاسو.
من جهتها، قالت جيرمين كومباوري، رئيسة الغرفة الوطنية لمهن وحرف الصناعة التقليدية ببوركينافاسو: “نحن اليوم هنا من أجل ترسيم علاقة تعاون وشراكة بين غرفة الصناعة التقليدية لجهة الرباط ونظيرتها من بوركينافاسو”، شاكرة في تصريح لهسبريس، على هامش الحدث، “السلطات المغربية التي تسهر على ضمان رابط تاريخي مشترك بين البلدين”.
كما نوهت كامباوري، التي لم تخف إعجابها بمنتجات وتقاليد المغرب، بعقد هذه الشراكة الواعدة، خاصة وأن الصناعة التقليدية هي رافعة لتنمية القارة الإفريقية”، مؤكدة أهمية “تعزيز القدرات وتبادل الخبرات بشكل يضمن التكامل في قطاع مازال يحتاج دعم السياسات العمومية في إفريقيا برمتها”.
حرف متنوعة تلقى إقبالا
وفق ما عاينته هسبريس، فضلا عن طقوس تقليدية تتسم بها حفلات الزفاف التقليدي في المغرب، تنتشر في جنبات المعرض خيام وفضاءات عرض منتوجات حرفية يدوية أبدعتها أنامل صناع تقليديين مغاربة ينتمون لأقاليم جهتي الرباط-سلا-القنيطرة وفاس-مكناس.
ليلى احمادوش، عن تعاونية “الغياتيات”، قدِمَت إلى معرض الرباط من منطقة واد أمليل (إقليم تازة)، عبرت في تصريح لهسبريس عن “سعادة كبيرة بمشاركة هي الأولى من نوعها ضمن فعاليات هذا المعرض الذي أعطانا فرصة لعرض منتجاتنا من الخياطة التقليدية المحلية في إطار دورة العروس”، مؤكدة أن “اللباس التقليدي (القفطان، الجلّابة، جبادور) يشهد إقبالا من طرف زوار متعددي الأذواق”، منوهة بـ”التنظيم الرائع ومنح فرص تسويق للحرفيين”.
من جهته، عبر الشريف البقالي، رئيس تعاونية “الأصالة” للمصنوعات الجلدية بمدينة سلا، عن اعتزازه الكبير بفرصة عرض منتجاته الجلدية متعددة الأشكال ومتنوعة الألوان، خاصة “البْلْغة والشّربيل” في معرض دورة العروس بالرباط، لافتا إلى أن “الزبون يحظى بعلاقة تعامل مباشرة مع العارضين دون وسيط للبيع والشراء”.
وقال البقالي في تصريح لهسبريس: “دون هذه المعارض، تبقى لدينا السلع دون ترويج ولا ظهور”، مؤكدا أن “الإقبال على البلغة المغربية بمختلف أشكالها لافت منذ الأيام الأولى لافتتاح المعرض”.
يشار إلى أنه رغم الأجواء الرمضانية، إلا أن المعرض يستقبل معدل زائرين يصل أو يفوق 400 شخص يوميا، لاسيما خلال فترات الذروة المسائية وما بعد الإفطار.
المصدر: وكالات