بعد أن كان الأمر مجرد تخمينات وتكهنات، صارت الزيادة في أسعار الأضاحي خلال عيد الأضحى المقبل أمرا محسوما، بعد أن بات المهنيون ومربو المواشي بمختلف أصنافها يجمعون على ذلك، في الوقت الذي يفصل المغاربة عن عيد الأضحى حوالي 50 يوما.
وكثيرا ما تثير الزيادات المرتقبة في أسعار الأضاحي تخوفات أرباب الأسر التواقين إلى إمضاء هذه الشعيرة الدينية بأقل التكاليف، فيما فتحت الوزارة الوصية على القطاع الباب أمام المستوردين لاستيراد كميات مهمة من الأغنام من الخارج بإمكانها إغناء العرض الوطني من مواشي العيد.
ومما أكده المهنيون، الذين تحدثت إليهم هسبريس في رواق تربية المواشي بالمعرض الدولي للفلاحة بمكناس، أن “الزيادة في الأثمنة حتمية بفعل ارتفاع تكاليف العلف وتزايد حدة الجفاف وتقلبات المناخ”، مشيرين إلى أن “الزيادة يرتقب أن تصل إلى ألف درهم”. وأوضحوا أن “وفرة المنتوج لا تعني عدم وجود زيادة لأن العملية الحسابية لدى الفلاحين باتت معقدة”.
وفي هذا الصدد، قال نبيل الرويسي، مربٍّ للماشية من مدينة أبي الجعد وعارض للسلالة الصفراء: “بخصوص عيد الأضحى، هنالك وفرة في المنتوج من الغنم والماعز ومختلف الأصناف، لكن من المنتظر أن يكون الطلب عليها مرتفعا كما العادة؛ فالمغاربة لا يفوتون هذه الشعيرة الدينية مهما كان الحال”.
وأبرز الرويسي أن “الزيادة المرتقبة في أثمنة الأضاحي تعود أساسا إلى تداعيات الجفاف وتقلبات المناخ على القطاع الفلاحي ككل، خصوصا تربية الماشية”، مشيرا إلى أن “الزيادة من المنتظر أن تصل إلى ألف درهم في جميع الأصناف”.
وتابع قائلا: “الدعم الموفر غير كاف أمام حجم الجفاف، فأكياس العلف المقدمة لنا لا تضاهي ما يجب علينا توفيره كل يوم للماشية التي نقوم بتربيتها؛ وبالتالي فالعملية الحسابية في هذا الصدد تظل معقدة، مما لا يجعل الكساب يبيع مواشيه بأثمنة تقل عن تكاليف العلف”، مردفا أن “أسعار مختلف التجهيزات الفلاحية ارتفعت بشكل قياسي، مما صعب على الكسابة الرفع من استثماراتهم”.
الكلام نفسه أكده مبارك عابدي، مربٍّ للماشية بجماعة الرواشد بأبي الجعد، الذي أفاد أن “الكسابة باتوا يواجهون تداعيات الجفاف وتقلبات المناخ للسنة السادسة على التوالي، مما أثر بشكل كبير على المخزون المائي الكافي لتربية المواشي ولنمو الكلأ بالضيعات والمراعي”.
وأوضح عابدي أن “غلاء الأعلاف سيؤثر بشكل كبير على أثمنة الأضاحي هذه السنة، حيث من المرتقب أن تصل نسبة الزيادة إلى حوالي ألف درهم”، مبرزا أن “قلة الماء وارتفاع منسوب الجفاف أثرا سلبا على قطاع تربية المواشي”.
وعلى الرغم من هذه الزيادات، يؤكد المهني ذاته أن “كل الفئات ستقتني أضاحيها كما هو معتاد، حيث يمكن للفئات الاجتماعية التعامل مع الموضوع حسب دخلها، فالأثمنة تختلف باختلاف الأصناف والأحجام”.
وتجنبا لأي تعميم، تواصلت هسبريس مع مهنيين آخرين كانوا في رواق تربية المواشي بمعرض الفلاحة، حيث اعتبر سعيد السايسي، مربٍّ لصنف الصردي بصخور الرحامنة، أن “العرض سيكون متوفرا بالنسبة لرؤوس الأغنام خلال عيد الأضحى”.
وأضاف أن “الكسابة يشتغلون على توفير رؤوس الأغنام الكافية لتغطية العرض، غير أن ذلك لا يحجب الزيادة التي يمكن أن تتراوح بين 800 و1000 درهم”، مشيرا إلى أنه “على الرغم من كل هذا فإن الفئات البسيطة ستتمكن من اقتناء أضحيتها حسب مدخولها، حيث يمكنها شراء الأضحية بـ2500 أو 3000 درهم”.
وعلى هذا النحو انخرط خليل الإخواني، مربّ للماشية بإقليم سطات، في الإجابة عن تساؤلات الشارع المغربي بخصوص أثمنة أضاحي العيد ووفرتها، حيث قال إن “العرض موجود من مختلف الأصناف رغم تداعيات الجفاف”.
ولفت المهني ذاته، في تصريح لهسبريس، إلى أن “الأضحية المعتبرة اليوم هي التي يصل ثمنها إلى 5000 درهم فأكثر، أما أضاحي 2500 و3000 درهم فتبقى صغيرة من ناحية الحجم والكتلة”، خاتما تصريحه بالقول: “واخا هادشي كامل، كل شي غايعيد حيت مازال كاين الإحسان”.
المصدر: وكالات