الجمعة 31 أكتوبر 2025 – 15:00
علمت جريدة هسبريس الإلكترونية، من مصادر مطلعة في موريتانيا، أن “منقبين موريتانيين على الحدود أقدموا، أول أمس، على مهاجمة مقاتلين تابعين لجبهة “البوليساريو” الانفصالية على مستوى منطقة “ميجك أكليبات الفوله” في المنطقة العازلة بالصحراء، ودخلوا معهم في مواجهات أسفرت عن جرحى، إضافة إلى الاستيلاء على أسلحة يستعملها عناصر الجبهة”.
وذكرت المصادر التي تحدثت لجريدة هسبريس الإلكترونية في هذا الشأن أن “هذا الاحتكاك الخطير بين مقاتلي جبهة “البوليساريو” وبين المنقبين يُعد بداية ومؤشرًا على تطورات خطيرة على الحدود الموريتانية، تستدعي تدخل السلطات في نواكشوط لوقف ظاهرة التنقيب خارج الحدود التي أصبحت تهدد السلم الأهلي من خلال مثل هذه الحوادث”.
وأوضحت مصادرنا أن “الهجوم على نقطة يتمركز فيها بعض عناصر “البوليساريو” على مستوى منطقة ميجك أكليبات الفوله، على بُعد كيلومترات من الحدود الموريتانية، جاء كردّ فعل من جانب بعض المنقبين الموريتانيين على ارتفاع حدة الاستفزازات الأخيرة التي يتعرضون لها على الحدود من طرف عناصر “البوليساريو”، على غرار مصادرة السيارات وأجهزة التنقيب وفرض غرامات كبيرة عليهم لاسترجاعها، تصل إلى 500 ألف أوقية قديمة للسيارة الواحدة، ما يعادل 1200 دولار”.
وتابعت المصادر عينها أن “منقبين يمارسون نشاط التعدين في المناطق المتنازع عليها صرحوا بأن عناصر جبهة “البوليساريو” تصادر سياراتهم وكذلك الحجارة التي تحتوي على الذهب، والتي استخرجوها من المنطقة وضحوا بحياتهم من أجلها وسط الخوف الدائم من قصف طائرات الدرون التابعة للجيش المغربي. وتقوم عناصر “البوليساريو” هي نفسها متنكرة بأزياء مدنية، أو عبر وسطاء يشتغلون معها، بإرسال تلك الحجارة إلى الطواحين المخصصة لمعالجة الذهب في مدينة الزويرات الموريتانية، إضافة إلى بيع أجهزة التنقيب المصادَرة لمنقبين آخرين من مخيمات تندوف يشتغلون بالمعدات ذاتها داخل الأراضي الموريتانية دون أن يمنعهم أحد”.
وأضافت أن “بعض المنقبين الموريتانيين المعروفين بتنقيبهم خارج الحدود (الكولابة) مستاؤون من أن عناصر “البوليساريو” تمنعهم من التنقيب داخل المناطق المتنازع عليها، رغم عدم وجود حدود واضحة أو نقاط تفتيش للجيش أو الدرك الموريتانيين لضبط التحركات على طولها. في المقابل، يتجول سكان المخيمات وعناصر “البوليساريو” بكل أريحية في الأراضي الموريتانية، وأحيانًا كثيرة بسيارات تحمل لوحات ترقيم موريتانية هي الأخرى”.
وشددت مصادر الجريدة على أن “نقابات التعدين الأهلي تحمّل السلطات الموريتانية كامل المسؤولية في ظل غياب إرادة سياسية صادقة للقضاء على ظاهرة التنقيب عبر الحدود، وغياب الردع وتوقيع أقصى العقوبات على المنقبين الذين يخالفون تعليمات حصر أنشطة التعدين داخل التراب الوطني، إلى جانب التراخي الأمني في ضبط التحركات على الحدود”، مؤكدة على أهمية “التعجيل باتخاذ خطوات ميدانية ملموسة تتجاوز مجرد إطلاق التحذيرات؛ لأن الاحتكاكات التي وقعت في الآونة الأخيرة أصبحت خطيرة، ويجب الانتباه إليها بل والإسراع في معالجة أسبابها”.
المصدر: وكالات
