الإثنين 14 غشت 2023 – 06:00
التعاون الاقتصادي والتعاون العسكري وتعزيز التبادل التجاري، مسوغات أساسية باتت تفسر عودة روسيا وتوجه سياستها الخارجية نحو إفريقيا خلال السنوات الأخيرة.
القمة الثانية من المنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي الإفريقي بمدينة سان بطرسبورغ بينت هذا التوجه بشكل جلي، بحسب ما أوضحه باحثون ضمن تقرير أصدره مركز المؤشر للدراسات والأبحاث، إذ أكد أن هذه القمة استطاعت أن تؤسس لصداقات روسية جديدة تعوض الصداقة مع القارة الأوروبية الآفلة نتيجة الحرب في أوكرانيا.
وأورد التقرير ذاته أن هذه القمة احتضنت نحو 1000 ممثل لشركات أجنبية، وأكثر من 2000 ممثل من داخل روسيا، وكذلك 1100 ممثل للوفود رسمية، وأكثر من 750 وفدا روسيا، وتوقيع 161 اتفاقية ركزت على مواضيع رئيسية وعميقة في مستقبل الدول، مثل التنسيق المشترك في مجال السياسة الخارجية، وزيادة تدفقات التجارة والاستثمارات، وكذلك التعاون الصناعي المشترك. ناهيك عن توقيع اتفاقيات وتفاهمات تخص التعاون في أمن المعلومات الدولي ومكافحة الإرهاب.
وبينما يعتبر خبراء في السياسة الدولية القمة الروسية الإفريقية الثانية حلقة من حلقات التنافس الدولي والإقليمي في القارة السمراء، أشار التقرير إلى أن الرؤى الاستراتيجية للجانبين لتنمية العلاقات بينهما، وعلى وجه التحديد في مجالات التعاون ذات الأولوية للعمل المشترك في العقود القادمة من القرن الحادي والعشرين، باتت واضحة وراسخة على أساس علاقات عملية مبنية ترتكز على المنفعة المتبادلة.
وأورد المصدر ذاته أن ملامح السياسة الخارجية الروسية الجديدة في إفريقيا تبرز أن هذه العودة تحكمها معطيات عدة، أقلها أهمية المعطى الأيديولوجي، وأهمها المعطيان الاقتصادي والعسكري المتجليان في تكثيف المبادلات التجارية وزيادة صفقات التسليح والتعاون الأمني في مكافحة الإرهاب. أما المعطى السياسي فهو حاضر لكن ليس بتلك الأهمية المؤثرة على جيو-سياسية روسيا في المنطقة، وهو ما يظهر من خلال تبني روسيا سياسة الحياد في النزاعات الإفريقية.
أما فيما يتعلق بموقف المملكة المغربية، فقد سعت منذ الزيارة الملكية سنة 2016 إلى موسكو إلى الاعتماد على سياسة تنويع الشركاء الدوليين، عبر الانفتاح على مجموعة من الأسواق الدولية، وهو ما أبانت عنه القمة الروسية الإفريقية من متانة وقوة العلاقات بين موسكو والرباط، خصوصا بعد التصريحات الروسية الأخيرة التي أكدت أن المغرب هو ثالث شريك لروسيا في القارة الإفريقية، ما يعني أن المملكة نجحت إلى قدر كبير في الحفاظ على علاقات متوازنة مع التكتلات العالمية، ومتانة العلاقات أظهرت التزام موسكو بشكل كبير بحيادها الإيجابي في قضية الصحراء المغربية، إذ واصلت تجنب استدعاء تنظيم البوليساريو المسلح إلى القمة، وهو الأمر الذي يمكن اعتباره من أهم عوائد مشاركة المغرب فيها.
المصدر: وكالات