اختتمت السبت بطنجة، أشغال النسخة السادسة من “الأيام العلمية للتخدير والإنعاش وطب المستعجلات”، التي نظمتها رابطة الأطباء الاختصاصيين في التخدير والإنعاش بالشمال على مدى يومين، حول موضوع “أمراض البطن”.
وعرف الملتقى تقديم عروض علمية ومحاضرات تأطيرية وورشات تطبيقية، إلى جانب تنظيم ندوة حول موضوع طبي اجتماعي تحت عنوان “التداعيات الاجتماعية والصحية والاقتصادية لحوادث السير في المغرب”، بحضور ممثلين عن وزارة الصحة والمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بطنجة، والوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (نارسا)، والمديرية العامة للأمن الوطني، والمديرية العامة للوقاية المدنية، والجامعة المغربية لشركات التأمين وإعادة التأمين.
ويندرج تنظيم هذا الملتقى في سياق اهتمام رابطة الأطباء الاختصاصيين في التخدير والإنعاش بالشمال بتطورات العلوم الطبية على الصعيد الوطني والدولي، فضلا عن كونها تندرج ضمن اللقاءات التحسيسية والتواصلية نظرا لأهميتها في تأطير مهنيي قطاع الصحة، وإطلاع الأطر الطبية والتمريضية على المستجدات العلمية والتقنية والدوائية، وأيضا بهدف الانفتاح على المجتمع وتقوية أواصر التواصل مع فعالياته .
وفي هذا السياق، أبرز محيي الدين زاروف، رئيس الرابطة المنظمة للملتقى أن دورة هذه السنة تشكل استمرارا لهذا اللقاء العلمي الذي يستضيف أطباء الإنعاش والتخدير من القطاعين العام والخاص من مختلف أنحاء المملكة لمناقشة القضايا الصحية وامتداداتها الاجتماعية، بالنظر لما يتميز به الاختصاص الطبي من شمولية وارتباط بمختلف العلوم الطبية.
ومن جانبه، أوصى الدكتور أحمد غسان أديب، في معرض مداخلته في الجلسة الختامية بضرورة تكوين المواطن في الإسعافات الأولية منذ السن المبكرة، وضرورة وضع مهنيين أكفاء في أقسام المستعجلات، وليس المتدربين، كما يجب إرسال سيارات إسعاف مجهزة بوسائل متناسبة مع درجة خطورة كل حادثة، كما يجب اعتماد رقم موحد لنداء الاستغاثة، وضرورة اعتماد سيارات إسعاف رهن الإشارة في الطرق السيارة، لأن تأخر نقل الجرحى والمصابين يعني وقوع مضاعفات قد تكون كلفتها حصد أرواح الناس.
أما البروفيسور جمال الدين الكوهن، فقد نبه لخطورة استخدام الهاتف أثناء السياقة، معتبرا أن أكثر العوامل المؤدية لحوادث السير، يأتي الهاتف، ثم السياقة تحت تأثير الكحول.
ويعتقد البروفيسور الكوهن، أنه يجب اتخاذ تدابير سريعة وفعالة حتى يمكن أن نحصل على نتائج من الغد، حسب قوله، وفي هذا الصدد يقترح تطوير استراتيجيات الاتصال بين مختلف الفاعلين المتدخلين في السلامة الطرقية، والتنسيق على المستويين الوطني والإقليمي.
وعلى عكس مخاوف الأطباء وقلقهم على وضعية السلامة المرورية في المغرب، فإن المدير العام للوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، بناصر بولعجول، أشار إلى تناقص منحنى مؤشرات حوادث السير المميتة والعاهات المستديمة.
ومن بين الأسباب التي ساهمت في تقليص رقعة حرب الطرقات في بلادنا، تحسين البنيات التحتية، وتعزيز المراقبة، وإقرار العقوبات على مخالفات السير، وتنظيم تكوينات، وحملات توعوية، معتبرا أن السلوك البشري أصبح هو العامل الأول لوقوع حوادث السير.
كما عرفت الندوة مشاركة ممثل عن شركات التأمين، والذي استحضر في مداخلته الدور المالي والاجتماعي لشركات التأمين، في تعزيز الجانب الوقائي من خلال تقديم بعض الخدمات، زيادة على تغطية نفقات العلاج والاستشفاء عند وقوع الحوادث.
من جهتهم، تطرق ممثل الأمن الوطني وجهاز الوقاية المدنية عن أدوار كل منهما وحدود تدخلاتهما عند وقوع حوادث السير، وكذا مساهماتهما في الحملات التحسيسية للتوعية بمخاطر عدم احترام قانون السير، وتغيير عادات وسلوكات خاطئة عند السائقين.
من جهته، أكد عزيز السدراوي، طبيب التخدير والإنعاش وأمين مال الرابطة على أهمية نسخة هذه السنة في ظل ما تعززت به جهةــ طنجةــ تطوان ــ الحسيمة من بنيات استشفائية، على غرار المركز الاستشفائي الجامعي “محمد السادس”، الذي أشرف جلالة الملك محمد السادس، على تدشينه بالجماعة الحضرية اكزناية (عمالة طنجة-أصلية)، وأيضا بالنظر إلى ورش تعميم الحماية الاجتماعية لما له من نفع على عموم المواطنين.
وسبق لرابطة الأطباء الاختصاصيين في التخدير والإنعاش بالشمال، أن ناقشت خلال الدورات الخمس السابقة من الملتقى السنوي، مواضيع ذات راهنية بالنسبة للمجتمع، ومن بينها “الأخطاء الطبية وحماية الطبيب” و”الإجهاض وصحة المرأة بين الطب والدين والقانون” و”التبرع بالأعضاء البشرية” و”العنف على الأطفال” و”الأمراض الانتكاسية”.
المصدر: وكالات