وصل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بطلا المغرب ملاك عمراني وعثمان أوبريك للمشاركة في نهائيات الدورة السابعة من تحدي القراءة العربي، وسيجري الإعلان عن أبطال الدورة السابعة في 31 أكتوبر الجاري في دبي.
ويمثل المملكة المغربية في التصفيات النهائية الطالبة ملاك عمراني بعد إحرازها لقب بطل تحدي القراءة العربي في دورته السابعة على المستوى الوطني، من بين 416,403 طلاب وطالبات شاركوا في التصفيات، والطالب عثمان أوبريك الفائز بالمركز الأول في فئة أصحاب الهمم في ختام التصفيات، كما شهدت تصفيات الدورة السابعة على مستوى المغرب مشاركة 5004 مدارس، و8500 مشرف ومشرفة قراءة.
ملاك.. عزيمة وإرادة
تحلم ملاك عمراني، بطلة تحدي القراءة العربي في دورته السابعة على مستوى المملكة المغربية من بين 416403 طلاب شاركوا في التصفيات، بأن تصبح طبيبة مختصة في أمراض القلب والشرايين وكاتبة تترجم أعمالها إلى أكثر من لغة.
وقالت: “أريد أن أصبح فراشة الأدب مثل الكاتبة مي زيادة التي كانت تتقن تسع لغات، أجد فيها مثالاً راقياً للأديبة العربية الناجحة”، موضحة أن مثلها الأعلى وقدوتها في الحياة هما والداها اللذان تعلمت منهما الصبر والتفاؤل وحب الخير للناس، وزرعا فيها شغف المعرفة.
تعتبر ملاك نفسها بطلة حقيقية جديرة بخوض غمار التحدي، حيث تحولت من طفلة تكتفي فقط بما يمليه عليها المقرر الدراسي إلى طفلة تتعطش كل مرة للنهل من المعارف حتى الارتواء، باتت تملك مهارة استيعاب المقروء والقدرة على استقاء أجمل ما فيه من عبر وحكم، وكل هذا عبر مشاركتها الممزوجة بالتصميم والعزيمة على انتزاع اللقب.
منذ بلوغها سن السابعة من العمر نمت بذرة المطالعة في قلب ملاك، فحفظت 30 حزباً من القرآن الكريم، ثم شاركت في النسخة السابعة من تحدي القراءة كأول خطوة في عالم القراءة.
تقول ملاك: “مسابقة تحدي القراءة العربي هي فرصة ذهبية لأجد ذاتي وأثبت، وهي فرصة سانحة لأجد لنفسي صوتاً مسموعاً بين ملايين البشر، أفضل ذكرى ستظل محفورة في حياتي هي لحظة حصولي على لقب بطلة تحدي القراءة العربي على صعيد بلدي المغرب، أحسست بسعادة لا توصف وحققت حلمي وحلم والدتي. عاهدت نفسي على بذل أقصى جهد للوقوف على مسرح الأوبرا بدبي لتصل الرسالة التي أؤمن بها، ولأثبت للعالم أنه لتحقيق حلمك يتطلب ذلك منك عزيمة قوية وتفانيا لا نظير له”.
عثمان.. شغف قرائي
فاز عثمان أوبريك الذي يعاني من طيف “التوحد” بالمركز الأول في فئة أصحاب الهمم في الدورة السابعة من تحدي القراءة العربي على مستوى المملكة المغربية.
شخصيات تاريخية كثيرة يطمح عثمان إلى أن يكون مثلها، على رأس القائمة نلسون مانديلا ونجيب محفوظ وجبران خليل جبران وألبرت اينشتاين وسقراط وجان جاك روسو وطه حسين.
يقول عثمان: “كان لدي ميول وطموحات ثقافية وفكرية في فترة مبكرة، وهو ما اكتشفه أحد أساتذتي بعد أن لاحظ اهتمامي بالكتب، ليقترح عليّ المشاركة في مسابقة تحدي القراءة العربي. ومن هنا بدأت المغامرة فشاركت في تحدي العام الماضي ثم جاءت مشاركتي الثانية لأزيد وأضيف على ما بدأته”.
ويضيف عثمان: “لم تمثل الإعاقة بالنسبة لي أي صعوبة أو هاجسا خلال المسابقة، فالتوحد جزء من شخصيتي الإنسانية ولا أعتبره إعاقة أعاني منها”، مبرزا أن تجربته في تحدي القراءة العربي رائعة، حيث “زادت نهمي إلى القراءة، وهي مسابقة بات لها دور كبير في تحويل القراءة إلى ثقافة ليس بين الطلبة فقط، بل وأولياء الأمور أيضاً”.
وزاد: “أنصح أصحاب الهمم عامة، وذوي التوحد والتأخر الذهني بصفة خاصة، بأن يتمسكوا بالأمل وأن يبحثوا دائماً عن مخرج لوضعيتهم بالجد والعمل الدؤوب وعدم الاستسلام تحت أي ظرف كان، وأن يعملوا على فرض وجودهم في المجتمع الذي يتوجب عليه مراعاة خصوصيتهم لنساهم جميعاً في بناء المجتمع، كما عليهم ألا يتخلوا عن أحلامهم وطموحاتهم لأنها المتنفس الوحيد والغاية السامية لكل إنسان في الحياة”.
يطمح عثمان إلى العمل في ميادين مختلفة كالرياضة والهندسة والسينما والتأليف والفن، والمشاركة في مختلف الملتقيات الثقافية والفنية، محلياً وقارياً ودولياً، وأن يكون سفيراً دولياً للسلام، ويساهم في تطوير الفكر الإنساني.
ترسيخ التحصيل المعرفي
تتوج النسخة السابعة من تحدي القراءة العربي الفائز باللقب، حيث يحصل على 500 ألف درهم، كما تشهد أوبرا دبي، التي تستضيف الإعلان عن أبطال التحدي، تكريم صاحب المركز الأول عن فئة أصحاب الهمم التي تم استحداثها للمرة الأولى في تاريخ المبادرة، ويحصل الفائز على جائزة قدرها 200 ألف درهم.
وسجلت الدورة السابعة من تحدي القراءة العربي، وفق بلاغ صحافي، مشاركة قياسية بلغت أكثر من 24.8 مليون طالب وطالبة، بينهم 22506 طلاب من فئة أصحاب الهمم، يمثلون أكثر من 188 ألف مدرسة في 46 دولة حول العالم، وتحت إشراف نحو 150 ألف مشرف ومشرفة قراءة.
ويهدف تحدي القراءة العربي، وهو أكبر مسابقة ومشروع قراءة على مستوى العالم أطلقه محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في العام 2015، إلى تعزيز أهمية القراءة لدى الطلبة المشاركين على مستوى الوطن العربي والعالم، وترسيخ التحصيل العلمي والمعرفي ثقافة يومية في حياة الطلبة، وتطوير آليات الاستيعاب والتعبير عن الذات بلغة عربية سليمة، وصولاً إلى إثراء المحتوى المعرفي المتوفر باللغة العربية وتعزيز مكانتها لغة للفكر والعلم والبحث والإبداع.
كما يهدف التحدي إلى فتح الباب أمام الميدان التعليمي والآباء والأمهات في العالم العربي لتأدية دور محوري في تغيير واقع القراءة وغرس حبها في الأجيال الجديدة.
ويسعى التحدي إلى تعزيز أهمية القراءة المعرفية في بناء مهارات التعلم الذاتي، وبناء المنظومة القيمية للنشء من خلال اطلاعهم على قيم وعادات ومعتقدات الثقافات الأخرى، وهو ما يرسخ مبادئ التسامح والتعايش وقبول الآخر.
المصدر: وكالات