“حامية سماء ورمال” الصحراء المغربية، وصاحبة “فارق التفوق” الجوي لسلاح القوات المسلحة الملكية، هي طائرات “الدرون” التي تقدم خدمات جليلة لحماية الوحدة الترابية للمملكة.
من بين الخصائص التي تميز “الدرون” المغربية، تعدد مؤهلاتها في الرصد والتصويب، بفعل تنوع مصادر تصنيعها التي تتوزع بين تركيا والصين وإسرائيل وأمريكا.
“بيرقدار” و”وينغ لونغ” و”سباي إكس”
تمتاز طائرات “بيريقدار” التركية، التي تمتلك القوات المسلحة الملكية سربا منها، بـ”المراقبة والهجوم”، وهي خاصية تكتيكية مهمة في طلعات الجيش وراء الجدار الأمني، فضلا عن القدرة على التحليق على ارتفاع 20 ألف قدم، مع الطيران لمدة تصل إلى 25 ساعة متواصلة.
“wing loong 2″، وهي طائرات صينية مسيرة، تمتاز بالقدرة على حمل 12 صاروخا، مع سرعة تحليق تبلغ 370 كيلومترا في الساعة، وتوفرها على محرك توربيني يمكنها من التحليق لمدة 20 ساعة متواصلة.
الصناعة العسكرية الإسرائيلية عززت هي الأخرى سرب الطائرات المسيرة بالمغرب، وهنا الحديث عن “Spy-X”، التي تنتمي إلى أنواع “الكاميكازي” الانتحارية، حيث تتوفر على تقنيات حديثة، أهمها “الذخيرة المتسكعة”، مع سرعة تحليق تصل إلى 150 كلم في الساعة، ونطاق تحكم يصل إلى 50 كلم، وتستطيع التحليق فقط لمدة 90 دقيقة.
وسبق أن تم الكشف عن أول طائرة مسيرة محلية الصنع في معرض “لوبورجي” لصناعة الطيران بباريس، تحمل اسم ”VTOL ISR”، التي تستطيع التحليق لمدة 12 ساعة، مع القدرة على حمل حمولة تزن 5 كلغ، وتغطية مساحة تصل إلى 100 كلم مربع.
غطاء كلي لسماء الصحراء المغربية
عن هذه الطيارات بدون طيار، قال، عبد الرحمان مكاوي، خبير أمني، إن “الحروب حول العالم في العصر الحالي أصبحت تعتمد أساسا على شقين، أولهما الطائرات المسيرة (الدرون)، والصواريخ بمختلف أحجامها وامتداداتها”.
وأضاف مكاوي، في تصريح لهسبريس، أن “طائرات الدرون التي كانت مهامها في الأول مدنية، أصبحت فعالة في الميدان المسلح منذ حرب أفغانستان، وجهود أمريكا للقضاء على تنظيم القاعدة في اليمن”.
وأشار الخبير الأمني ذاته إلى أن “طائرات الدرون التي يتوفر المغرب على نسخ متعددة منها، لها مهام قتالية مختلفة، أبرزها الاستطلاع وتصوير الأهداف، والسيطرة على الميدان، لكن الأهم هي المهام العسكرية الدقيقة”.
واعتبر المتحدث أن “الدرون المغربية تتميز بقدرة هائلة على التجسس، خاصة الأمريكية من نوع إم.كيو-9، وأيضا التركية والصينية”.
وأوضح مكاوي أن “طائرات بيرقدار تتميز بقدرات هائلة للغاية ونجاعة قوية، وهو ما لوحظ في حرب أذربيجان وأوكرانيا، كما أن الطائرات الإسرائيلية تحتوي على مميزات كبيرة، ما جعل المغرب يحصل على سرب منها يعزز به قدراته التجسسية والاستطلاعية”.
وبين الخبير الأمني في هذا الصدد أن “المغرب حاليا يسيطر بشكل كلي ودقيق على أجواء الأقاليم الجنوبية، ومن يمتلك الجو فهو يمتلك البر والبحر، الأمر الذي يجعل مخططات جبهة البوليساريو غير فعالة ومكشوفة بالفعل”.
وشرح أن “طائرات الدرون تمتاز بخاصيات أخرى تجعلها تحتاج للتحديث والتطوير، وهو ما يواصل المغرب القيام به في إطار ورش تطوير القدرات الهجومية والدفاعية”.
خنق تحركات مرتزقة “البوليساريو”
سجل الحسين أولودي، باحث في الجغرافيا السياسية مندوب عام بالمنتدى الدولي للتعاون المغربي الإفريقي بالرباط، أن “توفر المغرب على هاته السلسلة المتنوعة من الدرونات، وراءه ضرورات حتمية من انتشار التهريب، وتسلل أفراد جبهة البوليساريو، ومحاولات بعض جماعات الاتجار بالبشر التوغل انطلاقا من الحدود مع موريتانيا والجزائر”.
وبين أولودي، في تصريح لهسبريس، أن “المغرب اليوم من خلال الدرونات نجح في حماية ترابه عبر تقنيات تكنولوجية عالية المستوى، مع دقة كبيرة في تحديد الأهداف التي تتم مراقبتها بشكل متواصل وبدون توقف”.
وأبرز المتحدث أن “المغرب استعان بطائرات تركية وصينية، وأنواع أخرى مكنت من مسح جوي متكامل، وتحديد دقيق لجميع الأهداف المهددة للتراب الوطني”، لافتا إلى أن “هذا التعزيز يتزامن مع تداريب مكثفة للقوات المسلحة الملكية، على غرار مناورات الأسد الإفريقي”.
وأوضح أولودي أن “المغرب يواصل مفاوضاته مع الدول المصنعة، أبرزها تركيا، من أجل مواصلة تعزيز أسطوله من الطائرات المسيرة، وذلك تعزيز المراقبة على الحدود مع موريتانيا والجزائر، التي تشهد ثغرات تمكن أفراد البوليساريو من التوغل إلى الأراضي المغربية”.
ومضى شارحا: “في الأشهر الأخيرة بدأت القوات المسلحة الملكية في استخدام الدرون التي تصنع محليا من قبل أياد مغربية خالصة، تحديدا في بنجرير”.
وشدد المتحدث على أن “الطائرات المغربية المصنعة محليا لها أهداف مدنية وعسكرية، منها الاستطلاع والمسح الجوي، وتقديم معلومات ميدانية، مما يساعد في جهود حماية التراب الوطني”، موضحا أن “ما يروجه أعداء الوطن من أن هاته الدرونات تستهدف المدنيين، تم تفنيده من قبل السفير الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة”.
المصدر: وكالات