على بعد حوالي 14 كيلومترا من مركز مدينة طنجة تقع مغارة هرقل، التي تعتبر من المواقع السياحية والإيكولوجية المميزة بالمغرب، خاصة أنها تطل على المحيط الأطلسي، وتحتوي على جمال طبيعي فريد من نوعه وتاريخ عريق، مما جعلها واحدة من أبرز المعالم السياحية بشمال المغرب.
وتحيط الصخور الجيرية والشواطئ الرملية الخلابة بمغارة هرقل، وهي تتميز بموقعها الجغرافي، مما يجعلها نقطة جذب سياحية رئيسية في المنطقة بشكل عام، وتلعب دورا مهما في الإشعاع الثقافي والسياحي لمدينة طنجة، إذ تعزز مكانتها كوجهة سياحية رائدة في المغرب.
وبالإضافة إلى كون المغارة تتميز بتشكيلات صخرية فريد وكهوف داخلية رائعة، فإنها تضم العديد من المناظر الطبيعية الخلابة، بما في ذلك الشلالات الصغيرة والبرك المائية، فضلا عن وجود عدد من الأنشطة الترفيهية والسياحية الموازية، مما يجعله موقعا إيكولوجيا هاما في المنطقة.
محمد مدروس، مرشد سياحي صادفته جريدة هسبريس الإلكترونية بمغارة هرقل، كشف أن لهذه المغارة تاريخ مرتبط بأسطورة، مشيرا إلى أنه، وفقا للأساطير اليونانية، يعتقد أن البطل الإغريقي هرقل زار هذه المغارة خلال إحدى رحلاته البطولية. وأضاف أن هذا الربط الأسطوري جعل المغارة موقعا ذا أهمية تاريخية وثقافية كبيرة.
وأبرز مدروس أن هذه المغارة السياحية والإيكولوجية تجذب اليوم ملايين السياح من كل حدب وصوب بفضل جمالها الطبيعي وتاريخها الغني، مشيرا إلى أنه يمكن للزوار استكشاف الكهوف والتمتع بالمناظر الخلابة، بالإضافة إلى ممارسة أنشطة موازية مثل المشي والتنزه والسباحة. كما تقدم المنطقة المحيطة بالمغارة فرصا للترفيه والاستجمام، يضيف المتحدث ذاته.
سائحة إسبانيا، كانت رفقة المرشد السياحي، كشفت أن مغارة هرقل تعد موقعا سياحيا وإيكولوجيا فريدا من نوعه، بجمالها الطبيعي وتاريخها الأسطوري، مضيفة “من اليوم سأكون سفيرة لهذه المغارة في إسبانيا ولدى أصدقائي في جميع بقاع العالم، وسأطلب منهم زيارتها للاستمتاع بتجربة فريدة في قلب الطبيعة المغربية الخلابة”.
يذكر أن الملك محمد السادس أشرف سنة 2015 على تدشين مشروع تأهيل مغارة هرقل. ويتضمن المشروع تثمين هذه المغارة (10 ملايين درهم)، وتدعيم جدرانها، وإعادة تهيئة الفضاءات الخارجية، وبناء محلات تجارية ومقاه ومطاعم، وتحديث شبكة الإنارة.
وهو يهدف إلى حماية وتثمين هذا الموقع الطبيعي المصنف تراثا تاريخيا، وتعزيز جاذبيته كفضاء للترفيه، إلى جانب تشجيع السياحة الإيكولوجية بالجهة والنهوض بها.
وقد أنجز هذا المشروع، الذي كان الملك قد أعطى انطلاقته في 26 مارس 2014، في إطار شراكة بين وزارة الداخلية، وعمالة طنجة- أصيلة، والجماعة الحضرية لطنجة.
عبد الله شيكر، زائر من مدينة الدار البيضاء، قال إن طنجة تتمتع بإشعاع ثقافي وسياحي عالميين، بفضل مقوماتها الطبيعية والتاريخية المتمزية، مضيفا أن “من بين هذه المواقع البارزة مغارة هرقل، التي تعتبر إحدى أهم المعالم السياحية التي تساهم في تعزيز الإشعاع الثقافي لمدينة البوغاز”.
وأبرز المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن مغارة هرقل تعبر من المواقع السياحية والثقافية البارزة، التي تساهم بشكل كبير في تعزيز الإشعاع الثقافي والسياحي لمدينة طنجة على وجه الخصوص والمملكة المغربية بشكل عام، بفضل موقعها الاستراتيجي والمقومات الطبيعية والتاريخية التي تتمتع بها، مضيفا أن المغارة أصبحت وجهة سياحية مهمة بالنسبة لزوار المغرب من مختلف أنحاء العالم.
المصدر: وكالات