مع تدشين إحدى الشركات العالمية للطيران منخفض التكلفة أولى رحلاتها بالمغرب استبشر العديد من المواطنين خيرا بالخطوة التي ستخفف عنهم عناء السفر وبعد المسافات، وذلك وفق أثمان في المتناول.
وتناقل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي طيلة اليومين الماضيين صورا ومقاطع فيديو توثق رحلاتهم عبر الطائرات التابعة للشركة المعروفة، معبرين عن سعادتهم بالتنافسية التي ستطرحها في السوق الوطنية بهذا النوع من الرحلات.
عبد الرحيم الصالحي، فاعل جمعوي يتحدر من مدينة طنجة شمال البلاد، واحد من المغاربة الذين عبروا عن سعادتهم بإطلاق هذا النوع من الرحلات الداخلية، مؤكدا أنها ستوفر عليه الكثير من العناء في زيارة عائلة زوجته المقيمة بمدينة أكادير.
وقال الصالحي، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، إن “فتح الباب أمام هذه الشركة ورحلاتها التي ستربط بين عدد من المدن سيسهل حركة السفر بالنسبة للأسر التي تتألف من أزيد من فردين”، وأضاف أن “هذه الرحلات ستجعل مختلف شرائح المجتمع والطبقات ذات الدخل المحدود تستعمل هذا النوع من النقل”.
وأورد المتحدث ذاته أن “الرحلات الجوية منخفضة التكلفة ستخفف أعباء عديدة، مثل التنقل من البيت إلى المحطة الطرقية بمدينة طنجة، وركوب الحافلة التي تمر عبر خمس أو ست مدن، فيما تستغرق الرحلة ما بين 11 و12 ساعة من الزمن إلى أكادير، وما يصاحب ذلك من تعب وعناء”، مبرزا أن “الرحلة الجوية ستختصر هذا الوقت في ساعة ونصف الساعة فقط”.
واعتبر الجمعوي ذاته أن “هذه الرحلات ستكون مغرية بالنسبة للفئات التي تسافر بسياراتها الخاصة أيضا، إذ ستعفيها من متطلبات مراقبة الحالة الميكانيكية للسيارة قبل السفر وأداء رسوم الطريق السيار ومخاطر حوادث السير، فضلا عن فاتورة المحروقات التي تتقلب أسعارها بشكل كبير في السوق الوطنية”.
من جهته، اعتبر الزبير بوحوت، الخبير في المجال السياحي، أن “تعزيز الربط الجوي الداخلي بين مدن المملكة من المطالب الأساسية للمهنيين من أجل تنمية القطاع”، مؤكدا أن “خارطة الطريق التي أعلنتها الوزارة كان هذا الموضوع محورا أساسيا اعتمدته بطلب وإلحاح من المهنيين”.
وأضاف بوحوت، في تصريح لهسبريس، أن “رحلات النقل الجوي منخفضة التكلفة التي ستربط مجموعة من المدن المغربية سيكون لها انعكاس كبير على السياحة الداخلية، خاصة أن مجموعة من المدن لأول مرة يتم ربطها داخليا مع مدن أخرى”.
وسجل المتحدث ذاته أن “الأثمان المعلنة في المتناول وستؤدي إلى تعزيز المنافسة مع الشركات الوطنية التي كانت تربط بين المدن ولكن بأثمان أكبر، وهذا سيصب في مصلحة السائح والمواطن المغربي”.
وأشار الخبير في المجال السياحي إلى أن “درجات ونسب ملء الطائرات في رحلاتها الأولى ستجعل الشركة المعنية تفكر في فتح خطوط ما بين مدن أخرى، لم تشملها المرحلة الأولى”، وأضاف: “ربما تدفع شركات أخرى إلى دخول السوق المغربية”.
وتوقع المتحدث ذاته أن يكون لهذا التطور الحاصل في الربط الجوي الداخلي بين المدن “انعكاس إيجابي على حركية النقل، وسيستفيد منه المواطن المغربي العادي والسائح”، وزاد: “نتمنى أن تسير الأمور بشكل إيجابي”.
كما سجل بوحوت أن “طريقة الأداء تطرح علامات استفهام حول فرض الشركة الأداء بالعملة الأجنبية”، مردفا بأنه “سيكون من المفيد إيجاد حل حتى تكون طريقة الأداء بالعملة الوطنية داخل المغرب، لكي يستفيد الجميع، لأنه ليس كل المغاربة يتوفرون على بطاقات بنكية تحتوي على رصيد من العملة الصعبة”، وفق تعبيره.
المصدر: وكالات