عاد إلى أرض الوطن اليوم الأربعاء حوالي 157 من مغاربة السودان، على متن طائرة خاصة حطت بمطار محمد الخامس الدولي للدار البيضاء، قادمة من السعودية بعد تدهور الأوضاع الأمنية في السودان.
وكانت مصالح سفارة المغرب بالسودان، نظمت قافلة برية انطلاقا من العاصمة الخرطوم باتجاه مدينة بورت السودان، مباشرة بعد التعليمات الملكية القاضية بإجلاء مغاربة السودان، حيث تحدثت مصادر عن نقل أزيد من 200 مغربي مقيم بالسودان إلى مدينة بورت السودان، على مستوى ميناء المدينة، تمهيدا لنقلهم على متن باخرة عسكرية سعودية إلى مدينة جدة، قبل أن يتم نقلهم في مرحلة ثانية، من جدة باتجاه المغرب على متن الخطوط الجوية الملكية.
مغاربة السودان حكوا في تصريحات متفرقة لحظة وصولهم إلى مطار محمد الخامس، اليوم الأربعاء، عن معاناتهم النفسية عشية اندلاع اشتباكات الخرطوم، بين قوات الفريق برهان وقوات التدخل السريع.
كشف مغربي عائد من السودان، بقوله: “كنا مقيمين في فندق محروس أمنيا تحت إشراف السفارة المغربية، واكلين شاربين”، قبل أن يضيف قائلا: “سفير المغرب في السودان وقف معانا في أي حاجة احتاجيناها سواء النقل أو غيره، حملنا المسؤولون المغاربة إلى منطقة آمنة”.
وتحدث المصدر ذاته، عن الأجواء الحزينة التي كان يعيشها مغاربة السودان، مضيفا “رغم أنني كنت في منطقة بعيدة عن الحرب، لكن كان ينتابتي خوف شديد من احتمال أن تصل الحرب حيث كنت أقطن”.
سيدة مغربية عائدة من السودان، وأم لخمسة أطفال، تحدثت بحسرة كبيرة عن أنها لم تتمكن من مرافقة أبنائها، قائلة: “لقد تعرضنا لرعب وخوف شديد، وكنا تحت وقع هستيريا شديدة” ، قبل أن تكشف قصة غربتها في السودان لسنوات قائلة: “كنت أعيش في السودان مدة 14 سنة، لا أتوفر لا على جواز ولا على بطاقة التعريف، لكن عندما أتيحت لي فرصة العودة إلى بلدي فضلت الرجوع رغم أنني تركت في السودان خمسة أولاد”.
السيدة المغربية حكت أن مغاربة السودان عاشوا “لحظات رعب بسبب تبادل إطلاق النار، وعمليات السلب والنهب، لكننا استطعنا بمساعدة السلطات المغربية أن ننجو بأنفسنا على الرغم من التعب الذي لحقنا أثناء عملية العبور، لكننا وصلنا والحمد لله إلى بلادنا بخير”.
سيدة مغربية أخرى، تحدثت عن الصعوبات التي واجهت مغاربة السودان في رحلة العودة، قبل أن تستدرك بقولها: “واجهتنا صعوبات كثيرة في الطريق، لكن السلطات المغربية ساعدتنا بزاف، ونشكر الملك على هذه المبادرة، والحمد لله رجعنا سالمين”.
وأضافت وهي تتحدث إلى الصحافة بنبرة ممزوجة بحزن شديد “ما عشناه كان أمرا صعبا جدا، لم نكن ننام ليالي متواصلة بسبب الحرب، عشنا رعبا يوميا، شاهدنا أناسا ماتوا بقربنا، وحرائق تندلع في كل مكان، داكشي علاش مبقيناش قادرين نبقاو دقيقة تماك”.
يشار إلى أن عملية نقل المواطنين المغاربة من السودان، تمت تنفيذا للتعليمات الملكية التي شددت على ضرورة تأمين عودة المواطنين المغاربة وعائلاتهم إلى أرض الوطن في أحسن الظروف.
وتشهد السودان منذ 5 أبريل الجاري اشتباكات دامية بين عناصر الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، في الخرطوم ومناطق أخرى بالبلاد، مخلفة وراءها حتى الآن عددا من الضحايا والجرحى.
المصدر: وكالات