قال الإعلامي محمد الصديق معنينو إن من نتائج تطور القرصنة في حوض أبي رقراق خلال القرن السابع عشر تزايد خطورتها على التجارة في المحيط الأطلسي، وهو ما كان من نتائجه أن “هولندا جاءت بأسطول عسكري إلى مصب بوركَراك (أبي رقراق) مهددة بالقصف إذا لم تتسلم أسراها”.
جاء هذا في الحلقة الرابعة من “تاريخنا مع الصديق معنينو”، البرنامج الرمضاني الذي تعرضه هسبريس، حيث تحدث عن الاتفاق بين أندلسيّي الرباط والأوداية من أجل تكوين “ديوان” بقي قائما لمدة 15 سنة تقريبا، انتخب ممثلوه، لفك المشاكل القائمة؛ وهو “الديوان السلوي الذي صار يسمى عند مؤرخين أجانب الجمهورية السلوية، وقد أرسلَ سفيرا لبريطانيا، وجاءه مبعوث دبلوماسي منها أعد تقارير مفصلة لا تزال موجودة إلى اليوم، عكس الأغلبية العظمى من سفرائنا في ذلك الإبان”.
ومن بين الشخصيات التي اهتم بها معنينو في هذه الحلقة المجاهد محمد العياشي الذي حاصر “مازاغان” التي صار اسمها “الجديدة” فيما بعد، من أجل طرد المحتلين منها، واغتال ابن حاكمها البرتغالي مع مرافقيه في كمين، ثم لما رجع إلى سلا دخل في خصام مع الأندلسيين حول مداخيل ميناء أبي رقراق، لحاجته إلى أموال لمحاصرة ثغور أخرى مثل طنجة والعرائش لطرد المحتلين منها.
وتابع الإعلامي: “قاد هذا إلى حرب مدفعية وحصار، بين المجاهد العياشي وبين الأوداية والرباط”.
في هذه الفترة من تزايد القرصنة البحرية عالميا، ذكر معنينو أنه قد كثر الأسرى بالمغرب وتزايد شراؤهم، ليس فقط للاستعباد بل للاستثمار أيضا، لمن يبحث من أوروبيين عن فرد من عائلته ليفديه.
وزاد: “كانت للكنائس مجموعات لجمع الأموال لاستعادة الأسرى من المسلمين، مع شهادات مبالغ فيها عن معاناتهم بالمغرب. (…) في حين كان الأسرى المغاربة لدى الدول الأوروبية لا يباعون بل يوضعون مباشرة في أسفل السفن للتجديف الأبدي، وإذا ثاروا أو توفوا يرمون في البحر”، وهو ما نتجت عنه “مفاوضات مغربية مع أوروبا لاستعادة الأسرى رأسا برأس، في حين كانوا يريدون أن يشتري المغرب الأسرى المسلمين”.
ومن بين ما اهتمت به الحلقة الجديدة تطورات الصراع بين العلويين والسملاليين، وأسر مولاي الشريف جد الدولة العلوية، وتقدم الدلائيين، والظروف الصعبة التي عاشها المغرب في فترة عدم استقرار بعد ضعف الدولة السعدية و”ظهور روح جهوية”، علق عليها الإعلامي المهتم بالتاريخ بقول: “اعتبار هذه الحركات قوات انفصالية ناتج عن تصورات استعمارية. ومن المشاكل التي واجهتها في كتاباتي عدم توفر الأرشيف المغربي وعدم تفصيله، نتيجة عدم تدوين الكثير من المهمات الرسمية وغير الرسمية؛ مما يضطرني إلى العودة إلى الأرشيف والصحافة الأجنبيين كمرجع أساسي”.
وختم محمد الصديق معنينو الحلقة بدعوته المغاربة إلى كتابة المذكرات في جميع المجالات بدون استثناء؛ لأنها توفر مصدرا للتأريخ والفهم، مع تشديده على “الحاجة إلى التاريخ، في صفوف المجتمع، كطريقة لرؤية المستقبل”؛ فـ”الوطنية المغربية جزءٌ منها معرفة تاريخ المغرب”.
المصدر: وكالات