في السنة التسعين من حياة المفكر والمؤرخ عبد الله العروي تستقبل مدينة الدار البيضاء معرضا لكتبه تنظمه مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية.
ويضم هذا المعرض طبعات عابرة للعقود لمؤلفات العروي، وكتبا تهتم بفكره وأدبه باللغات العربية والفرنسية والإسبانية والإنجليزية، كما يقدم جردا بيبليوغرافيا لما نشره المفكر وما نشر حوله.
وتحتفي مكتبة آل سعود بـ”أعمال المؤرخ والمفكر عبد الله العروي، أحد أبرز أعلام الثقافة والفكر في المغرب والعالم العربي”، وتقول إن عطاءَه الفكري تميّز “بالصرامة والانضباط طيلة 60 عاما تقريبا، منذ أن نشر في مجلة أقلام المغربية سنة 1964 نصّه الأول “رجل الذكرى” (كان قد كتبه سنة 1961)، إلى أن أصدر هذه السنة (2023) ثلاثة كتب، آخرها يوميات كوفيد بالفرنسية.”
ويرى المعرض أن العروي تميز “طيلة هذه المسيرة الفكرية بتفاعله مع المدارس المعرفية في الجامعات الفرنسية (العلوم السياسية، التاريخ، الإسلاميات)، ثم انفتح على الفلسفة والأدب الروائي العالمي، مستندا إلى ذخيرة لغوية متنوعة تحصيلا وكتابة بالفرنسية والعربية والإنجليزية”.
وأوضح أن إنتاج العروي الفكري الغزير يدور حول أربعة محاور: “نقد الأيديولوجيا، والبحث التاريخي، وتأصيل التاريخانية، والكتابة عن الذات عبر الروايات، واليوميات، والسيرة الفكرية”، وهي محاور بينها “وحدة جامعة”، أو بتعبير العروي “تتجاوب أجزاؤها وتتكامل”.
وأضاف أن مؤرخي الفكر العربي يقولون إن كتاب “الأيديولوجيا العربية المعاصرة”، الذي أتم مؤلفه كتابته سنة 1965 ونشره سنة 1967، يعد “الكتاب المنعطف” في الفكر النقدي العربي لما بعد نكسة 1967، وإذا كان العروي يعتبر كتابه ذاك النص التأسيسي لمشروعه الفكري الذي دأب على تطويره طيلة أزيد من خمسة عقود، إلا أنه نبَّه إلى ضرورة قراءته في ضوء كتابيه الآخرين: “سنة وإصلاح” (2008) و”الفلسفة والتاريخ (2017)”.
ومغربيا، وفق المصدر ذاته، “يعتبر مؤرّخون مغاربة كتابَيه “مجمل تاريخ المغرب” و”الأصول السياسية والاجتماعية للوطنية المغربية” من بين “أهم القراءات التركيبية التي رسمت “الإطار السردي الناظم” لفهم السيرورة التاريخية الطويلة للمغرب في محيطه الإقليمي.”
المصدر: وكالات