لا حديث بين قاطني الحيّيْن السكنييْن “الرضى” و”الرشيدية” بمدينة المحمدية إلا عن الوضعية التي تعيشها الساحة الواقعة بين شارع مولاي رشيد والإقامات السكنية المطلّة على شارع فلسطين، غير بعيد عن المدرسة العمومية الابتدائية البيروني، بعدما تحوّل المكان إلى مطرح عشوائي للأزبال والمتلاشيات ومخلفات البناء، وما يصاحب ذلك من انبعاث روائح كريهة واتساع رقعة الأوساخ.
متلاشيات وكلاب وطيور
أثار تراكم المتلاشيات ومخلفات البناء استنكار قاطني الإقامات السكنية المجاورة، مشيرين إلى أن كمية الأزبال والأتربة والأحجار تزداد باستمرار، سواء في ساعات النهار أو تحت جنح الظلام، ما جعل الأزبال ومخلفات البناء تزحف نحو ملعب للقرب من جهة، ونحو الإقامات السكنية من الجهة المقابلة، وفي اتجاه الطريق السيار من الجهة الثالثة.
وفي جولة بالمكان المذكور تبيّن أن المتلاشيات والأزبال ومخلّفات البناء غطّت قرابة هكتاريْن من الساحة الترابية الواقعة بين الحيّ السكني الرضى والطريق السيار، ما تسبب في تشويه صورة الحيّ السكني وأثّر سلبا على جمالية المكان، فيما تزداد الصورة سوءًا وتدهورا يوما بعد يوم.
ولم يكتف المخالفون برمي الأحجار والزجاج والجبس والمتلاشيات في ذلك المكان، بل صاروا يعتبرون الساحة فضاء سهلا للتخلص من مخلفات تجارة الدجاج المذبوح، مع ما يسببه دم وريش وأمعاء وفضلات الدواجن من روائح كريهة وانتشار عدد من أنواع الزواحف والحشرات، خاصة الذباب والعناكب والباعوض.
ونظرا لتحوّل المكان إلى مطرح عشوائي ومفتوح للأزبال، تحت أنظار السلطات الجماعية والمحلية، فقد لوحظ تكاثر الكلاب الضالة بأعداد مثيرة للقلق والاستغراب على حد سواء، إضافة إلى حلول أسراب من طيور “أبو قردان” المعروفة بـ”طير بقر” بالمكان، بعدما وجدت الظروف الملائمة للعيش والتكاثر وإقلاق راحة السكان بضجيجها وفضلاتها.
مَطلب رفع الضرر
يوسف العسولي، وكيل اتحاد الملاك المشتركين بإحدى الإقامات السكنية المطلّة على المطرح العشوائي، قال: “في وقت كان السكان ينتظرون من السلطات تحويل الساحة إلى حديقة جميلة، أو فضاء للألعاب، أو مشروع يفيد الحي والمدينة، تفاجأ الجميع بتحوّل المكان إلى مطرح للأزبال، وملجأ مفتوح للكلاب الضالة، ومحمية عشوائية لـ’طير بقر’، في منظر لا يشرّف المحمدية التي عُرفت بأنها مدينة للزهور”.
وأضاف العسولي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الوضع الحالي شوّه جمالية الحيّ من جهة، ووفّر من جهة أخرى الظروف الملائمة للمتسكعين الذين يقصدون جوانب المطرح والإقامات السكنية لمعاقرة الخمر وممارسة القمار، مع ما يرافق ذلك من كلام قبيح ومشاجرات تنتهي في الغالب بتبادل الضرب والجرح باستعمال الأسلحة البيضاء”.
ونبّه المتحدث ذاته إلى أن “انعدام الإنارة بالشارع المار بجانب المطرح العشوائي، وسهولة اختباء اللصوص وسط النباتات وأكوام الأزبال، ساهما بشكل كبير في تحول المكان إلى نقطة سوداء، حيث تعرّض عدد من الراجلين، في أوقات سابقة، للسرقة تحت التهديد، خاصة في الأوقات المتأخرة من الليل”.
كما طالب يوسف العسولي بضرورة “تدخّل السلطات الجماعية والمحلية، كل بحسب مسؤوليته، من أجل رفع الضرر عن السكان بشكل عاجل، بدءًا بتنظيف الساحة وإزالة كل الأزبال والأحجار، ورفع درجة المراقبة والزجر، وعدم التساهل مع كل مَن يُبعد مخلفات البناء عن منزله وحيّه ويتخلّص منها قرب المدرسة العمومية وملعب القرب والإقامات السكنية”.
حدود مسؤولية الجماعة
تعليقا على الموضوع قال هشام أيت منا، رئيس المجلس الجماعي لمدينة المحمدية، إن “مسؤولية المصالح الجماعية في هذا الشأن تقتصر على معاينة الأوضاع، والعمل على إزالة المتلاشيات ومخلفات البناء، والحرص على تنظيف المكان كلما تراكمت فيه الأزبال”.
وأضاف أيت منا، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “مصالح الجماعة تعمل على إزالة المتلاشيات ومخلفات البناء المتراكمة، رغم ما يتطلبه الأمر من تكاليف لتوفير الآليات وإعادة المكان إلى وضعه الطبيعي، خاصة إذا تكررت هذه التدخلات عدة مرات”.
وأكد رئيس المجلس الجماعي لمدينة المحمدية أن “المخالفين يعمدون، في الغالب، إلى التخلص من مخلفات البناء ومراكمتها في تلك الساحة في أوقات متأخرة من الليل، لكن مسؤولية المراقبة والتتبع والزجر تبقى من اختصاص السلطة المحلية، من أجل ضبط المخالفين ومعاقبتهم، والحيلولة دون تحويل المكان إلى مطرح عشوائي لمخلفات البناء”.
المصدر: وكالات