تظاهر العشرات من المواطنين من دواوير جماعة تامدة نومرصيد بأزيلال، الإثنين، أمام مقر الجماعة الترابية، احتجاجا على تردي أوضاعهم الاجتماعية، وطلبا لتنزيل الوعود الانتخابية، ورفضا لمهرجان تعتزم الجماعة تنظيمه في ظل الوضع الحالي الموسوم بالعطش.
وردد المحتجون، ضمنهم عدد من النساء والشباب، شعارات تطالب برفع الحيف والإقصاء والتهميش عن دواويرهم وفتح تحقيق في عدد من المشاريع التي كانت موضوع الحملة الانتخابية ولم تر النور إلى حد الساعة، وتستنكر “سوء التدبير” بالجماعة الترابية.
واستنكر المتظاهرون المنحدرون من عدد من الدواوير بالجماعة الترابية ذاتها، من ضمنها إغيل نومعراض وثلاث نتازارت ودوار نومرصيد، عزم الجماعة إقامة المهرجان السنوي في عز العطش والعزلة التي تشكو منها بعض الدواوير جراء تردي وضعية الطرق وضعف المرافق الاجتماعية.
كما عبروا عن رفضهم لاستمرار الجماعة الترابية لتامدة نومرصيد في استعمال الماء الشروب في عز الصيف، وتزامنا مع عدد من الدوريات التي تدعو إلى ترشيد استهلاك المياه، في سقي المناطق الخضراء، وعدم أداء واجبات الاستهلاك لفائدة جمعية تسليت للتنمية والبيئة والتواصل والماء والشروب، المنوط بها تدبير هذا المشروع الحيوي.
وفي تصريحات متطابقة لهسبريس، أوضح المنخرطون في الجمعية المذكورة أن بناية الجماعة تستهلك من الماء قرابة نصف ما يستهلكه المواطنون دون أداء مستحقات الاستهلاك، ما تسبب في إشكالات مالية للجمعية وخلق أزمة حقيقية في عملية تزويد الساكنة بالماء، خاصة لدى بعض الأسر القاطنة بالجبل.
وضمن تصريحه لهسبريس، دعا علي آيت إصحا، طالب باحث ينحدر من المنطقة، السلطات المختصة التدخل لإلغاء المهرجان الذي يعتزم المجلس الجماعي تنظيمه في الأيام المقبلة، مشيرا إلى أن هناك أولويات أخرى، من ضمنها عملية توسيع شبكة الربط بالماء الشروب، وفتح المسالك والطرق، وبناء المرافق الاجتماعية، وتوفير حافلات النقل المدرسي.
وأضاف آيت إصحا أن هذه المنطقة لم تنل حقها الكافي من المشاريع من أجل ضمان العيش الكريم للمواطن، مردفا بأن ساكنة بعض الدواوير تعاني من ندرة المياه على غرار باقي المناطق بالمغرب، ما يتطلب تكثيف الجهود من طرف كل المتدخلين لإيجاد الحلول الواقعية للأزمة.
من جانبه، كشف آيت بوشو محمد، من دوار نومرصيد، أن بعض المنتخبين أعطوا وعودا للساكنة خلال الحملات الانتخابية السابقة تتعلق بالطرق والمسالك، لكن ما إن ضمنوا كراسيهم بالمجلس حتى أداروا ظهورهم للناخبين، ما جعل كثيرين يحسون بـ”الحكرة” والحيف، ويأملون أن تتدخل السلطات الإقليمية في الموضوع.
وفي جل التصريحات التي نالتها هسبريس تزامنا مع الوقفة الاحتجاجية، طالب المصرحون بإيلاء الأهمية لسكان العالم القروي، تفعيلا للإرادة الملكية، خاصة في هذه الظرفية التي تتسم بالجفاف، كما أشادوا بموقف عامل الإقليم ودعمه مسلسل التنمية، خاصة في الجانب المتعلق بفك العزلة.
وفي معرض تعليقه، كشف رشيد آيت بركا، النائب الأول لرئيس جماعة تامدة نومرصيد، أن الوقفة تمحورت حول ثلاثة مواضيع، هي: الطرق والماء وبعض المشاكل الجزئية، وجاءت أيضا كرد فعل على إقالة ثلاثة أعضاء من المجلس جراء تغيبهم لأكثر من ثلاث دورات وفق ما ينص عليه القانون التنظيمي للجماعات الترابية.
وقال المتحدث إن “ندرة الماء ظاهرة عامة، ومع ذلك لا بد من الإشارة إلى أن الجماعة الترابية، وخاصة على مستوى دوار ثلاث نتازارت، لا تعاني من أزمة ماء في ظل وجود منظومة متكاملة للماء، بقدر ما تعاني من أزمة تسيير ترتبط بالجمعية التي يجب أن تعالجها من الداخل”.
وبشأن موضوع تبذير الجماعة للماء، أوضح النائب الأول لرئيس جماعة تامدة نومرصيد أن “الجماعة لا تتوفر على مساحات خضراء، بل يتعلق الأمر ببعض الشجيرات وشريط صغير من العشب”، لافتا إلى أن “المنظومة المائية بالجماعة تتكون من صهريجين؛ الأول يوفر الماء الشروب لمقر الجماعة والمركز الصحي والتجمع السكني الكائن بالحي الإداري، والثاني، وهو الأكبر، يزودُ دواوير ثلاث نتازارت”.
وأبرز المسؤول الجماعي ذاته، ضمن تصريح لهسبريس، أنه “بفضل تضافر جهود الشركاء المحليين والجهويين (مجلس الجهة، المجلس الإقليمي، عمالة الإقليم، الجماعة، مجموع الجماعات)، تحقق الكثير على مستوى محور الطرق وتم فك العزلة على مختلف دواوير الجماعة”، مسجلا أن الخصاص يتعلق بالدواوير الصغيرة، وأن الجماعة قامت بإحصاء جميع المقاطع الطرقية أو المسالك الصغيرة وخصصت لها غلافا ماليا في أفق استدراك الوضع.
وختم آيت بركا تصريحه لهسبريس بالإشارة إلى أن “الربط بين المهرجان والمطالب الاجتماعية، مسألة عبثية، على اعتبار أن الأول معطى مستقل عن تدبير باقي المصالح والمطالب الحيوية”، موردا أن “الجماعة الترابية لم تخصص سوى 80 ألف درهم من ماليتها لجمعية ثقافية ستتولى مسألة التنظيم وستتكلف بتعبئة باقي المصاريف من خلال انفتاحها على باقي الشركاء والفاعلين الاقتصاديين المحليين، بمن فيهم المقاولون الشباب المنتمون للمنطقة”.
المصدر: وكالات