عادت قناديل البحر لتغزو مجموعة من الشواطئ المغربية، لاسيما الشمالية والشرقية منها، إذ رصد مصطافون، نهاية الأسبوع الماضي، أعداداً متزايدة بمجموعة من شواطئ جهة الشرق، من بينها شواطئ السعيدية، رأس الماء، أركمان.
وأكد بعض زوار هذه الشواطئ أن بعض هذه القناديل كانت أكبر حجماً ويميل لونها إلى البنفسجي والأزرق وتختلف عن القناديل الشفافة التي توافدت بكثرة على الشواطئ المغربية خلال السنوات الثلاث الماضية، واصفين إياها بـ”الأخطر”.
وقنديل البحر كائن بحري لا فقري ينتمي إلى الرخويات البحرية، ويظهر في الشواطئ بكثرة مع بداية دفئها من أبريل إلى غاية دجنبر، ويتسبّب لمسه من طرف السباحين في لسعات تختلف شدّتها من نوع إلى آخر، بينما يشير خبراء إلى أن لسعات بعضها سامة قد تقود إلى أزمة قلبية.
ويواصل الباحثون دراسة أسباب تزايد غزو هذه الكائنات للشواطئ التي تعرف حضوراً بشرياً مكثفاً خلال الفترة الصيفية. ويرى محمد بنعطا، منسق التجمع البيئي لشمال المغرب، أن ذلك راجع إلى عاملين أساسيين يتعلقان بالتغيرات المناخية واختلال السلسلة الغذائية.
وأكد بنعطا، في حديثه إلى هسبريس، أن التغيرات المناخية المستمرة التي تواصل التسبب في تفاقم ارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم، وتنعكس على درجة حرارة مياه البحر، تؤثر في المنظومة البيئية لهذه الكائنات.
العامل الثاني، وفق الخبير البيئي، هو تناقص الكائنات البحرية التي تشكّل قناديل البحر غذاءها الأساسي، نتيجة عدة عوامل، من بينها التدخل البشري المتمثّل في الصيد غير المعقلن، ثم رفع مستوى التلوث البحري الذي يقود إلى هلاك مجموعة من الكائنات، من بينها السلحفاة البحرية، وبالتالي تكاثر قناديل البحر.
كما أشار بنعطا إلى أن المجال البحري لا يختلف كثيراً عن المجال الغابوي، إذ إن تغييب عنصر واحد من السلسلة الغذائية في المجالين معاً سيؤدي دون شك إلى اختلال شامل في التوازنين الغذائي والبيئي.
وينصح الأطباء في حالة التعرّض للسعات قناديل البحر بعدم فرك المكان المُصاب لتجنّب تهييجه، ثم غسله بماء البحر عوض الماء العذب أو الخل، مع تغطية الجلد المُصاب بكمية من الرمل وتركه إلى أن يجف، وإزالته برفق لإزالة الشعيرات اللاسعة الملتصقة بالجلد.
المصدر: وكالات