على مدى يوميْ السبت والأحد (24 و25 يونيو) التأم فاعلون من المجتمع المدني، بالرباط، في إطار أشغال اللقاء الوطني حول “الاستدامة المالية لمنظمات المجتمع المدني في المغرب”، بدعوة وتنظيم مشترك بين “شبكة الابتكار للتغيير-الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، وجمعية “سمسم–مشاركة مواطنة”.
القائمون على تنظيم اللقاء أدرجُوه في “سياق اشتغال جمعية سمسم-مشاركة مواطنة مع شبكة الابتكار للتغيير بمنطقة ‘مينا’ على برنامج ‘مختبرات التعلّم حول الاستدامة المالية لمنظمات المجتمع المدني في المغرب’”، لافتين إلى أنه “يهدف إلى فتح النقاش حول التحديات التي تواجه منظمات المجتمع المدني بالمغرب في مجال الاستدامة المالية والبحث عن سبل وإستراتيجيات تعزيزها”.
ونُظّم ﻣﺧﺗﺑر التعلم الوطﻧﻲ قصد “التفكير ﻓﻲ ﻋواﺋق تمويل ﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ، وتبادل ﻗﺻﺻﮭﺎ، والتحديات اﻟﺗﻲ تواجهها ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق الاستدامة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ومعالجتها”؛ فيما حَضر 15 ممثلا وﻣﻣﺛﻠﺔ ﻋن ﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﻣن ﻣﻧﺎطق ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن اﻟﻣﻐرب، يمثلون مجالات أنشطة وترافع مختلفة (من بينهم ﻣﻣﺛﻠون ﻋن ﻣﻧظﻣﺎت وﺷﺑﻛﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ، ﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ (CSOs)، اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾﺔ (CBOs)، اﻟﺷﺑﻛﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ).
وضمن 3 فرق عمل اشتغل المشاركون بهدف “التفكير ﺑﺷﻛل ﺟﻣﺎﻋﻲ ﻛﻣﻧظﻣﺎت ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣدﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﻠول ﻣﺑﺗﻛرة وجديدة وﻛذا ﻣﻘﺎرﺑﺎت ﻣن ﺷﺄﻧﮭﺎ أن ﺗﻛون ﺣﻠولا ﯾﻣﻛن اﻋﺗﻣﺎدھﺎ ﻣن أﺟل مواجهة ﺗﺣدي الاستدامة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟدى ﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﺑﺎﻟﻣﻐرب”.
وتم التركيز في النقاش على قضايا “ھﯾﻣﻧﺔ التمويل ﻗﺻﯾر اﻷﺟل اﻟﻣﺳﺗﻧد إﻟﻰ اﻟﺑراﻣﺞ، وعمليات التقديم البيروقراطية اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌذر اﻟوﺻول إﻟﯾﮭﺎ ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ؛ وﻋدم وﺟود آليات تمويل ﻣرﻧﺔ، وﻋدم اﻟﺗﻧﺎﺳق ﻓﻲ العلاقات ﺑﯾن اﻟﻣﺎﻧﺢ واﻟﻣﻣﻧوح، وﺗﻘﻠب أولويات التمويل والميزانيات؛ وتحديات اﻟﻔﺳﺎد اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ، وﺣدود اﻟﻘدرات التقنية ﻟدى ﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ، وﺻﻌوﺑﺔ اﻻﺗﻔﺎق ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد وقياس اﻟﻧﺟﺎح والأداء ﺑﯾن الجهات اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ وﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ”.
بالمقابل، تم ﺧﻼل ھذا اﻟﻣﺧﺗﺑر اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء رؤى جديدة واﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ إنشائها ﺣول ﺣﻠول “آليات تمويل ﻣرنة، واﺳﺗﻛﺷﺎف ﻧﻣﺎذج تمويل بديلة ﻟﺗﻘﻠﯾل اﻋﺗﻣﺎد ﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﻋﻠﻰ تمويل اﻟﻣﺎﻧﺣﯾن ﻓﻘط؛ مع إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎت ﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﻣﻊ اﻟﻣﺎﻧﺣﯾن، مع ﺗﻌزﯾز ﻗدرة ﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺻﻣﯾم وﺗﻧﻔﯾذ إستراتيجيات الاستدامة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ؛ فضلا عن أﻓﻛﺎر ﻟﺗﻘﺎﺳم وﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣوارد ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
تقلبات التمويل
“ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ تواجه ﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ﺗﻘﻠﺑﺎت ﻓﻲ التمويل ﺑﺳﺑب التغيير اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ أوﻟوﯾﺎت اﻟﻣﺎﻧﺣﯾن اﻟدوﻟﯾﯾن”، تسجل ورقة تأطيرية للمشروع حصلت عليها هسبريس، مستنتجة أنه “نتيجة ﻟذﻟك، ﻏﺎﻟﺑﺎً ﻣﺎ يؤدي ﻋدم اﻟﺗﻧﺎﺳق ﻓﻲ العلاقات ﺑﯾن اﻟﻣﺎﻧﺣﯾن واﻟﻣﻣﻧوﺣﯾن إﻟﻰ ﺗﺄﺛر ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ ﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﻲ مواجهة التحديات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ بالتنمية”.
وتابعت الورقة: مازالت الاستدامة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺻدر ﻗﻠق رئيسي ﻟﻣﻌظم ﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ﺑﺳﺑب الافتقار إﻟﻰ آليات التمويل الملائمة واﻟﻣرﻧﺔ واﻟﻣﺑﺗﻛرة اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن تستجيب لاحتياجات اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻌﻘدة والمتنامية. وﺗﺷﻣل التحديات الرئيسة اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻏﯾر اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﻲ توضيح احتياجات الاستدامة اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﮭﺎ، وﻣروﻧﺔ اﻟﻣﺎﻧﺣﯾن اﻟﻣﺣدودة، واختلال ﻣوازﯾن اﻟﻘوى اﻟﺣﺎﻟﻲ ﺑﺳﺑب اﻋﺗﻣﺎد ﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﻋﻠﻰ تمويل اﻟﻣﺎﻧﺣﯾن”.
اللقاء شكّل “اللبنة الأولى” من سلسلة لقاءات تروم فتح النقاش بين منظمات المجتمع المدني بالمغرب والمنظمات الدولية والمانحين المحليين والدوليين، من أجل تعزيز العمل المشترك في مجال الاستدامة التنظيمية والمالية للمجتمع المدني المغربي.
جدير بالإشارة إلى أنه سيتم استثمار مخرجات ونتائج هذا اللقاء الوطني ضمن توصيات سيتم تضمينها في “كتاب أبيض حول اﺳﺗداﻣﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ وآليات التمويل”، سيضم أيضا “ﻣﻘﺗرﺣﺎت اﻟﺣﻠول” اﻟﺗﻲ تم اﻗﺗراﺣﮭﺎ ﻣن اﻟﻣﺷﺎرﻛﺎت واﻟﻣﺷﺎرﻛﯾن ﻓﻲ اﻟﻠﻘﺎء، ﻣﻊ ﻣﺧرﺟﺎت استبيان وطﻧﻲ ﺣول الاستدامة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﺳﯾﺗم إطلاقه ﺑﺎﻟﻣوازاة ﻣﻊ تنظيم اﻟﻠﻘﺎء.
ويرتقب تنظيم “ﻟﻘﺎء نهائي” ﺧﻼل ﺷﮭر ﺷﺗﻧﺑر 2023 باﻟرﺑﺎط ﻟﻠﺟﻣﻊ ﺑﯾن 15 ﻣﻧظﻣﺔ ﻣن ﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺗﻲ ﺗم اﻟﺗﺷﺎور ﻣﻌﮭﺎ ﺧﻼل ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺧﺗﺑرات اﻟﺗﻌﻠم ﺣول الاستدامة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ، واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ (15 ﺗﻘرﯾﺑﺎ) اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﺎت اﻟﺗراﻓﻊ، لمناقشة وعرض اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ واﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗم ﺟﻣﻌﮭﺎ ﻣن ﻛﻼ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺗﯾن ﺣول ﻗﺿﯾﺔ اﻻﺳﺗداﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ، وﺟﻠﺳﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻟﺗﺻﻣﯾم ﺣﻠول ﻻﺳﺗداﻣﺔ ﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ وأﻓﺿل اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺟدﯾدة.
المصدر: وكالات