بصمت مصالح المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب-قطاع الماء، باقتراح من السلطات الإقليمية في اشتوكة آيت باها، على عدد من التدخلات المكثفة من أجل تجاوز النقص في الماء الشروب وتلبية الطلب المتزايد عليه بعدد من مناطق الإقليم، وتمكين الساكنة من الولوج إلى هذه المادة الحيوية في أحسن الظروف، وذلك ضمن مقاربة استباقية تم اعتمادها من طرف السلطات لتجاوز الإشكالات المرتبطة بالتزود بالماء انطلاقا من منظومات ثابتة.
للمناطق الجبلية أولوية
بغية التخفيف من حدة تداعيات وضعية الخصاص على مستوى الموارد المائية السطحية وكذا الجوفية الناجمة عن التغيرات المناخية المتمثلة في توالي مواسم الجفاف وشح التساقطات المطرية، أثمرت تدخلات السلطات الإقليمية إنجاز مشروع توسعة محطة معالجة المياه بسد أهل سوس بهدف الرفع من طاقتها الإنتاجية من 40 لترا إلى 80 لترا في الثانية، مما سيمكن من تأمين تزويد ساكنة مدينة آيت باها وجماعات دائرة آيت باها بالماء الصالح للشرب.
وفي سياق تنفيذ برنامج المخطط الإقليمي للماء، ولتجاوز الوضعية الصعبة على مستوى التزود بالماء الشروب، تمت تعبئة كل الوسائل اللوجستيكية الكفيلة بتوفير المياه الصالحة للشرب لساكنة الإقليم بالمناطق الجبلية، وتسريع عمليات إنجاز وتجهيز عدد من النقاط المائية واستغلالها في تدخلات ناجعة، إلى جانب توفير شاحنات صهريجية من طرف العمالة تباشر عملية إمداد الساكنة الجبلية بالماء، بتنسيق مع الجماعات الترابية المعنية.
وفي السياق ذاته، يباشر المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب-قطع الماء تنزيل مشاريع تزويد جماعتي هلالة وتسكدلت بالماء الصالح للشرب انطلاقا من سد أهل سوس، وتزويد جماعات سيدي عبد الله البوشواري وتركانتوشكا وأوكنز انطلاقا من سد يوسف بن تاشفين، وهي مشاريع ستساهم بشكل كبير في تحسين ظروف عيش الساكنة بهذه المناطق الجبلية ودعم ولوجها إلى هذه المادة الحيوية.
كما شددت تدخلات السلطة الإقليمية ومصالح قطاع الماء على المرور إلى السرعة القصوى لإنجاز مشاريع تزويد ساكنة عدد من الدواوير بجماعات إداوكنضيف وتنالت بهذه المادة الحيوية، وإدماج بعض الجماعات الجبلية في المنظومة المائية لمحطة تحلية مياه البحر، مع طرح بدائل ملموسة لتدارك العجز المستمر للمخزون المائي السطحي بالمنطقة الجبلية.
المنطقة السهلية: توسيع الاستفادة من المياه المحلاة
فرضت وضعية التزود بالماء الشروب بعدد من جماعات سهل اشتوكة، خاصة ما تشهده من انقطاعات نتيجة نضوب الآبار وتراجع كبير لحقينة سد يوسف بن تاشفين، مباشرة السلطات وقطاع الماء للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب تدخلات مكثفة لتجاوز النقص في الماء الشروب، وتلبية الطلب المتزايد عليه، خاصة بالجماعات التي تشهد تزايد كثافتها السكانية بشكل ملفت بفعل الهجرة الداخلية لما توفره من فرص عمل، خاصة في المجال الزراعي.
وفي هذا الصدد، انطلقت أوراش تزويد جماعات سيدي بيبي وآيت اعميرة وبيوكرى بالماء الصالح للشرب انطلاقا من محطة تحلية مياه البحر، وهي مشاريع بلغت تكلفتها الإجمالية أزيد من 120 مليون درهم، مع إطلاق دراسات تهم تزويد جماعات إنشادن وبلفاع وماسة وسيدي وساي وآيت ميلك بالمياه المحلاة انطلاقا من محطة التحلية بمنطقة الدويرة، في جماعة إنشادن.
وشدد عامل إقليم اشتوكة آيت باها، جمال خلوق، خلال مناسبات سابقة ذات ارتباط بالمخطط الإقليمي للماء، على “تسريع أوراش تزويد جماعات المنطقة السهلية انطلاقا من محطة تحلية مياه البحر، وتجاوز الإكراهات التقنية التي تواجهها”، مع “اقتراح إعداد الدراسات اللازمة لتوسيع شبكة المياه المحلاة لتغطية مختلف مناطق الإقليم في ظل التراجع الهيكلي للمخزون المائي بمختلف مكوناته التقليدية، المياه السطحية والجوفية”.
واستدعت الوضعية ذاتها تبني تدخلات استعجالية من طرف مصالح المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب-قطاع الماء الصالح للشرب ووكالة الحوض المائي لسوس ماسة، بتنسيق مع عمالة اشتوكة، لإنجاز مجموعة من الأثقاب المائية وتجهيزها وربطها بالمنشآت التابعة للمكتب وإدماجها في عملية إنتاج الماء الصالح للشرب، وتقريبها من التجمعات السكنية، اعتبارا لوضعية مستوى سدي يوسف بن تاشفين وأهل سوس، وذلك لتأمين هذه المادة الحيوية في انتظار تحسن وضعية الواردات المائية.
يشار إلى أنه استشعارا للوضعية الصعبة التي يعيشها الإقليم في مجال التزود بالماء الصالح للشرب، انخرطت مؤسسات الدولة والجماعات الترابية والقطاعات المعنية والجمعيات المدنية، تحت إشراف السلطات، في تدبير هذه الوضعية على المستوى الإقليمي، بدءا بالمساهمة الفعالة والإيجابية في التحسيس بأهمية ترشيد استعمال المياه والموارد المائية، خصوصا في بعض الأنشطة الاقتصادية، وانتهاء بوضع برامج لمشاريع مائية استعجالية واستباقية تتوخى تجاوز كل الإكراهات المرتبطة بالتزويد والتزود بالماء الشروب.
المصدر: وكالات